بصمة عربية في أسبوع الأزياء الراقية بباريس

لم تعد المجتمعات العربية مستهلكة لمنتجات الأزياء الراقية، بل ظهر مصممون وعارضون وعارضات أزياء يساهمون بخطى ثابتة وببصمة متفردة مثل عائلة حبيقة والفرنسي من أصل تونسي هادي سليمان والسعودي محمد آشي.
باريس – تشهد باريس حتى الخميس مجموعة عروض لتشكيلات الأزياء الراقية رغم أجواء التوتر وأعمال الشغب التي تخيّم على العاصمة الفرنسية وكانت سبباً في اتخاذ دار “سيلين” قرارا بإلغاء عرض كان مقرراً مساء الأحد، كما أعلن المدير الفني للدار المصمم الفرنسي من أصول تونسية هادي سليمان في صفحاته عبر منصات التواصل.
وأشار سليمان في منشور على «إنستغرام» إلى أنّ قرار إلغاء العرض اتُّخذ لأسباب ترتبط بالسلامة، وبسبب «التطوّر المُحتمل لأعمال الشغب الخطرة». وأضاف «إقامة عرض أزياء في باريس، في وقت تشهد فيه فرنسا وعاصمتها هذه التطورات، يبدو من وجهة نظري، غير مناسب».
وقرر هادي سليمان الذي يُعد أحد أكثر المصممين تأثيراً في الأزياء الرجالية، عرض مجموعته خارج الجدول الرسمي.
وانطلقت فعاليات الحدث الاثنين بعرض أزياء لـ«سكياباريلي» قدّم خلاله مصمّم الدار الأميركي دانيال روزبيري «تفسيراً سريالياً لخزانة الملابس النسائية اليومية». وسجل المصممون العرب حضورهم في هذه التظاهرة العالمية، فقدم اللبناني جورج حبيقة مجموعته التي تحمل عنوان “حلم” المستوحاة من المروج الخضراء والطبيعة الحيوية، وتمت الاستعانة بتقنية تطريز ثلاثية الأبعاد مع استخدام أحجار بأحجام متفاوتة لإغناء التشكيلة التي حملت إمضاء الأب والابن معاً.
ويعتبر جورج الذي يستمد تصاميمه من الطبيعة أن الموضة في تطور مستمر في الشرق الأوسط.
كما حرص ابنه المصمم جاد حبيقة على إدخال أزياء رجالية تخللتها قصات سراويل واسعة مع ربطات عنق رفيعة مزودة بمشبك على شكل فراشة ضوئية، وتم تنفيذ سترات ضيقة خالية من الأكمام بألوان الباستيل، ونسق حقيبة مينوديير مزخرفة بالأحجار مع الزي.
وكما ورث جورج حب الخياطة وعالم الموضة من والدته فانخرط وأبدع فيها أورث هذا الغرام لأبنه جاد الذي يشغل منصب المدير الإبداعي لدار الأزياء جورج حبيقة منذ 2019 وذلك بعد تقديمه مجموعة “طيور الجنة” لخريف وشتاء 2019 – 2020.
وتجسّد التعاون العائلي بينهما في يناير الماضي عبر مجموعة قدّماها ضمن فعاليات أسبوع باريس للخياطة الراقية تحت عنوان “محادثات صغيرة”. وقد استعان الثنائي بالموضة لتسليط الضوء على التواصل البشري مع الإنسان والحيوان والطبيعة في عالم أصبح افتراضياً أكثر من أيّ وقت مضى.
وسيكون السعودي محمد آشي، الذي ارتدت تصاميمه سيدات شهيرات عالمياً بينهنّ الملكة الأردنية رانيا وبينيلوبي كروث وديان كروغر وليدي غاغا، هو أول شخص من المملكة خصوصاً والخليج عموماً ينضمّ إلى أسبوع الهوت كوتور في باريس، حيث سيقدّم عرضاً لمجموعته الخميس.
وتندرج هذه المحطة المفصلية في مسيرته بعد سلسلة عروض أزياء ومشاريع لمصممين سعوديين شباب على هامش أسبوع الموضة الرجالية في باريس، في سياق تنامي “القوة الناعمة” السعودية في مجالات شتّى، من الرياضة إلى الفنون، رغم انتقادات تطال المملكة على خلفية اتّهامات بانتهاكات حقوقية.
ويقول المصمم ستيفان رولان “أنا سعيد جدّاً من أجله”، لافتاً إلى أنّه “اكتشف” آشي في برنامج تلفزيوني عن الموضة في الشرق الأوسط كان يتولّى رئاسة لجنة التحكيم فيه. ويضيف “إنّه فنان شاعر” و”حالم”، لافتاً إلى أن “هناك مجموعة من المواهب في المملكة العربية السعودية لم تتمكن من التعبير عن نفسها بالطريقة التي تريد لفترة طويلة”.
وإلى جانب عائلة حبيقة تألقت مجموعة من المصممين العرب في أسبوع موضة الخياطة الراقية بباريس لربيع وصيف 2023 والذي انتظم في أول شهر من العام.
واستطاع اللبناني إيلي صعب أن يتغلب على نفسه هذا الموسم من خلال مجموعة “هالة الفجر” التي تزينت بتطريز الكريستال واللؤلؤ التي نقلت الحضارة الآسيوية القديمة في النقوش الموجودة على الفساتين.
وبإلهام من “الريفيرا الفرنسية” استطاع اللبناني زهير مراد أن يصمم مجموعة يطغى عليها الطابع الرومانسي المثير. وظهر ذلك في أنواع الأقمشة المستخدمة من التول والشيفون بالإضافة إلى الريش مما جعلها مجموعة كاملة ترضي كافة الأذواق، وتستطيع المرأة أن تستلهم منها أجمل إطلالة لها في مناسباتها القادمة.
وأخذ المصمم اللبناني الإيطالي طوني ورد الحاضرين في رحلة إلى الآفاق بين النجوم والكواكب. فقد استلهم مجموعته من العناصر الكونية المختلفة، ما بين المجرات والشهب مما أعطى للتطريز إبداعا ساحرا غير مسبوق.
أما اللبناني جورج شقرا فقد قدم مجموعة مفعمة بالأنوثة المفعمة بالحياة ليبرز جرأة المرأة وكل ما بداخلها من طاقة من خلال التصميمات الهندسية التي ظهرت على جميع تصاميم المجموعة.
