بصمة القادري تبشر منتخب تونس بإنجاز مونديالي

تونس - اتضح أن منتخب تونس قادر على فرض نفسه في المجموعة الرابعة بكأس العالم (قطر 2022)، التي تضم فرنسا والدنمارك وأستراليا، بعدما نجح في التتويج ببطولة اليابان الودية الشهر الماضي، وذلك في أول محطة تحضيرية للمونديال.
ورسخ المدرب جلال القادري جدارته لقيادة نسور قرطاج، في الرهان الكبير الذي ينتظرهم خلال نوفمبر المقبل، حيث أثبت أن عبوره بالمنتخب إلى كأس العالم على حساب مالي، لم يكن وليد صدفة.
ورغم بعض الأخطاء الدفاعية في البطولة الودية، إلا أن منتخب تونس أظهر انظباطا تكتيكيا ونجاعة تهديفية، أثبتا بصمة القادري، الذي حل بديلا لمنذر الكبير بعد أمم أفريقيا 2022 بالكاميرون.
رغم الانتقادات التي تعرض لها بعد التعادل أمام بوتسوانا، في الجولة الثانية من تصفيات أمم أفريقيا 2023، فضل القادري الصمت، ليرد على المشككين بأداء قوي في بطولة اليابان، انتهى بتتويج تاريخي على أصحاب الأرض (3-0).
ما قدمه منتخب تونس أمام تشيلي واليابان، جعل الجماهير التونسية تستبشر خيرا باللاعبين والجهاز الفني
وظهرت مؤشرات في البطولة الودية تنبئ بكل خير، أكدت أن هناك عملا كبيرا يقوم به الجهاز الفني، لإعادة هوية نسور قرطاج، حيث سجل المنتخب 5 أهداف في مباراتين، أمام منتخبين عريقين (تشيلي واليابان).
وأبدى القادري سعادته بنجاح أول محطة تحضيرية للمونديال، مشيرا إلى أن “نسور قرطاج أكدوا أن هناك بوادر إيجابية تساعد على أن يكونوا جاهزين لتقديم مونديال يليق بسمعة الكرة التونسية”.
ما قدمه منتخب تونس أمام تشيلي واليابان، جعل الجماهير التونسية تستبشر خيرا بهذه المجموعة من اللاعبين والجهاز الفني، وأصبحت تفكر في العبور إلى ثمن نهائي المونديال.
واعتبر عشاق نسور قرطاج أن ما شاهدوه من أداء رائع في المباراة النهائية للبطولة الودية وتحقيق الفوز لأول مرة في تاريخهم على اليابان، يجعلهم متفائلين بشأن تحقيق إنجاز في أكبر حدث رياضي بالعالم (المونديال). وأجمعت الجماهير على أن التأهل للدور الثاني لن يكون مستحيلا أمام منتخب هزم “الساموراي” في عقر داره وبأداء رائع، في ظل تواجد مجموعة متجانسة من اللاعبين تجمع بين الخبرة والطموح.
وتوجه رئيس الاتحاد التونسي لكرة القدم وديع الجريء بالشكر لكل الأطراف التي أسهمت في إنجاح هذه المحطة التحضيرية. وقال الجريء في تصريحات صحافية “البطولة كانت تحضيرية لمونديال قطر وأيضا لأنه كانت هناك صعوبات في إيجاد منافسين؛ بسبب التزامات المنتخبات الأوروبية. حققنا المطلوب وكانت فرصة للجهاز الفني للوقوف على استعدادات اللاعبين فضلا عن العائدات المالية المهمة”.
وأضاف “حين قبلنا المشاركة في بطولة اليابان فرضنا الحصول على مبلغ مالي، عكس ما كان في السابق حيث إن الاتحاد التونسي هو من يدفع مبالغ مالية لمواجهة منتخبات كبيرة على غرار ما حدث في 2004، و2006”. أما اللاعب محمد علي بن رمضان، فقال “البطولة كانت محطة إعدادية مهمة على درب التحضير لمونديال قطر. واجهنا منتخبات قوية في حجم تشيلي، وقدمنا مردودا طيبا، وأكدنا أن منتخب تونس مستواه جيد، وإن شاء الله في قادم المقابلات نقدم المزيد ونؤكد أننا جاهزون لرفع التحدي بالمونديال”.
قد لا يملك مدرب المنتخب الوطني التونسي جلال القادري نفس سجل مدربي الكاميرون والسنغال وحتى غانا حين كانوا لاعبين لكنه تمكن من تعويض ذلك بخبرته التدريبية إذ استهل المدرب مسيرته التدريبية في 2001 ويستعد الآن لخوض التحدي الأكبر في مونديال قطر وقد تأهل نسور قرطاج إلى المونديال. لم تنقطع التأويلات في الشارع الرياضي في تونس، حول مصير المدير الفني لمنتخب “نسور قرطاج”، جلال القادري، رغم أنه أقنع الجميع بتغيير وجه الفريق خلال وقت وجيز، وخصوصا بدورة “كيرين كاب” الدولية الودية باليابان والفوز بلقبها.
القادري يبدي سعادته بنجاح أول محطة تحضيرية للمونديال، مشيرا إلى أن نسور قرطاج أكدوا أن هناك بوادر إيجابية تساعد على أن يكونوا جاهزين لتقديم مونديال يليق بسمعة الكرة التونسية
ورغم أن رئيس الاتحاد وديع الجريء أكد في جميع تصريحاته أن جلال القادري حقق المطلوب منه إلى حد الآن وأنه سيستمر في مهامه، فإن انتهاء عقد المدرب، في 30 يونيو الماضي، فتح التساؤلات مجددا حول مستقبل المدير الفني التونسي.
وبحسب ما حصل عليه “العربي الجديد” من معلومات، فإن الجريء اتصل أخيرا بالقادري وكامل أعضاء الجهاز الفني، وطلب منهم العودة سريعا إلى العمل والاستعداد منذ الآن لتحضيرات المنتخب لبطولة كأس العالم لكرة القدم فيفا قطر 2022، وذلك بعدما دخلوا في إجازة خاطفة إثر عودة البعثة من اليابان.
وتمثل هذه المعطيات دليلا جديدا على استمرار القادري في مهامه، فيما من المتوقع أن يعلن الاتحاد قريبا عن تفاصيل العقد الجديد للمدير الفني الجديد لمنتخب نسور قرطاج، ليكون المدرب العربي الوحيد في الحدث العالمي الأبرز الذي سيقام على الأراضي القطرية.
وكان الاتحاد التونسي لكرة القدم قد رسّم القادري في خطة مدير فني خلفا لزميله السابق منذر الكبير، مطلع العام الحالي، ليكون هذا التبديل ناجحا للغاية، إذ حقق القادري سلسلة تاريخية بعدم التعرض للهزيمة خلال 6 مباريات متتالية، محققا 4 انتصارات وتعادلين.