بري يدعو إلى جلسة لانتخاب رئيس لبنان وحزب الله يتوعد بإفشالها

بيروت - دعا رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، الإثنين، إلى عقد جلسة جديدة لانتخاب رئيس للجمهورية، في 14 يونيو الجاري، توعد حزب الله بإفشالها، وذلك بعد أن تمكنت القوى المعارضة من حشر الثنائي الشيعي في الزاوية بتبنيها ترشيح وزير المال السابق جهاد أزعور.
وقال مكتب بري الإعلامي في بيان مقتضب، إنه دعا إلى عقد الجلسة في تمام الساعة 11 قبل ظهر الاربعاء الموافق في 14 يونيو الجاري.
وعقدت آخر جلسة برلمانية لانتخاب رئيس للجمهورية في 12 يناير الماضي، وبعدها توقفت الجلسات بسبب خلافات بين القوى السياسية حول موصفات المرشحين.
وتأتي هذه الخطوة، عقب ساعات من إعلان 32 نائبا من قوى "المعارضة" و"التغيير" في لبنان، دعمهم ترشيح وزير المالية الأسبق جهاد أزعور ليكون رئيسا للبلاد.
وتتألف قوى "المعارضة" من كتل نيابية عدة أبرزها "الجمهورية القوية" و"الكتائب" و"تجدد" وشخصيات مستقلة، بينما انبثقت قوى "التغيير" عن الاحتجاجات التي شهدتها بيروت عام 2019.
وقال النائب "التغييري "مارك ضو الذي تلا بيان المعارضة إن "أزعور لديه القدرة على جمع 65 صوتاً في جلسة الانتخابات الرئاسية المقبلة".
ويبدو هذا الرقم طموحا جدا، خاصة وأن كتلة "الحزب التقدمي الاشتراكي" والنواب السنّة القريبين من جو آذار (مارس)، لم يشاركوا في هذا الاجتماع.
ولم تحسم كتلة "الحزب التقدمي الاشتراكي" بزعامة وليد جنبلاط موقفها بعد من تأييد ترشيح أزعور، ومن المتوقع أن تعلن عن خطوتها الثلاثاء المقبل، رغم أن وزير المال السابق، كان من بين لائحة الأسماء التي طرحها جنبلاط في إطار التوافق السياسي بدلا من معوض الذي كان يدعم ترشيحه إلى جانب القوى المعارضة.
ويتوقع أن تعلن بقية الأحزاب والكتل السياسية مواقفها تباعا من ترشيح أزعور، وهو ما يجعلها عمليا "بيضة قبان" الاستحقاق الرئاسي، بعد تبلور الاصطفافات الراهنة.
ولا يستبعد مراقبون أن تكون دعوة بري جاءت بالتنسيق مع "حزب الله" رغم أن الأخير لم يعلن معارضته عقد جلسة نيابيّة يمكنه أن يتحّكم بنصابها كما حصل سابقا، لكن مع ذلك سيحاول افراغها من مضمونها عبر تطيير النصاب.
وأشارت صحيفة "الجنوبية" المحلية إلى أن سيناريو الورقة البيضاء سيعود مجددا ويقف وراء الاقتراح "حزب الله" لمنع المواجهة بين فرنجية وأزعور، منعا لحرق الأخير كما يروّج مقربون من الحزب.
وبعد أن تمكنت المعارضة من حشر الثنائي الشيعي في الزاوية، يبدو أن بري يعد العدة لإخراج سيناريو لإفشال وصول مرشح المعارضة، فيما استنفر حزب الله لشيطنة أزعور والفريق الذي رشحه.
وقال عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب حسن فضل الله "كل التوصيفات التي أعطيت لمرشحهم المستجد، لا تنطلي على أحد، وهي توصيفات مصدرها الفريق نفسه ولا تعني لنا شيئا، فهو بالنسبة إلينا مرشح مواجهة وتحد قدمه فريق يخاصم غالبية اللبنانيين، ولا يمكن لهذا المرشح (أزعور) أن يحوز على ثقتهم أو يحظى بتأييد الغالبية النيابية المنصوص عليها في الدستور، ولذلك لا أمل لهم ولمرشحهم الجديد في لعبتهم المكشوفة، فهو جزء من معركتهم السياسية التي يحاولون فيها الاستقواء بالخارج وتهديداته بالعقوبات، وهذه المعركة ستفشل كما فشل غيرها".
وأفادت مصادر مطلعة على موقف حزب الله اللبناني بأن انتخاب وزير المال السابق جهاد أزعور لمنصب رئاسة الجمهورية "لن يمر".
وقالت المصادر لقناة "ال بي سي اي" اللبنانية بثته اليوم الإثنين إن حزب الله ما زال على موقفه الداعم لمرشح تيار المردة سليمان فرنجية لآخر نفس وليس لديه الخطة باء".
وأشارت إلى مشاركة الحزب في أي جلسة إذا ما تمت الدعوة إليها ولكنها لن تنتج رئيسا في نظره وسيتكرر سيناريو جلسات ميشال معوض الورقة البيضاء إلى حين توفر التسوية المطروحة اساسا من قبل الفرنسيين.
ولفتت إلى أن الحزب مستاء مما أعلنه رئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل، مشيرة إلى أن حزب الله أكد أن " جهاد أزعور لن يمر".
والسبت، أعلن رئيس حزب التيار الوطني الحر (18 مقعدا) جبران باسيل، أنه سيصوت لجهاد أزعور في أي جلسة انتخاب مقبلة للبرلمان.
وحسب المادة 49 من الدستور اللبناني، يُنتخب رئيس الجمهورية في دورة التصويت الأولى بأغلبية الثلثين 86 نائبًا (من أصل 128)، ويُكتفى بالغالبية المطلقة (النصف +1) في الدورات التالية.
ويشغل أزعور (57 عاما) حاليا منصب مدير منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي.
وكانت تقارير صحافية لبنانية أشارت سابقا إلى أن اسم فرنجية مطروح من قبل الإدارة الفرنسية لا سيما الرئيس إيمانويل ماكرون، إلا أن أكبر كتلتين مسيحيتين في لبنان لم تؤيد دعم فرنجية للرئاسة.
ومنذ أيلول الماضي، عقد البرلمان اللبناني 11 جلسة بانتخاب رئيس جديد للبلاد خلفا لميشال عون الذي انتهت ولايته في 31 أكتوبر الماضي، وشهدت جميعها السيناريو نفسه، بتأمين نصاب الدورة الأولى، وتصويت "حزب الله" وحلفائه، ومعهم "لبنان القوي" بالورقة البيضاء، مقابل تصويت المعارضة للنائب ميشال معوض، قبل أن يعمد الفريق الأول إلى تطيير نصاب الدورة الثانية.
وفي مارس الماضي، أعلن بري رسميا تأييد ترشيح سليمان فرنجية، الرجل الأقرب إلى النظام السوري لرئاسة الجمهورية، قبل أن يتبعه بذلك، الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصر الله، في خطوة وسّعت رقعة الخلاف بين الأخير وباسيل، الذي كان يُعدّ من أبرز الطامحين لرئاسة الجمهورية، وهو ما دفعه إلى سلوك طريق مختلف في التعاطي مع الاستحقاق الرئاسي.
وإلى جانب الأزمة السياسية، تعصف بالبلاد أزمة اقتصادية حادة منذ 2019 أدت إلى انهيار مالي وتدهور معيشي، فيما تسعى بيروت الى عقد اتفاق مع صندوق النقد للتوصل الى برنامج استدانة ووقف الانهيار.