"بريد المغتربين" يشحن الفرح إلى سوريا

“بريد المغتربين” يتطلّع لأن يكون مرسال حب وفرح يعبر القارات ليسعد الأحباب الذين فرّقتهم المسافات، وذلك بعد أن تسببت الحرب المستمرة في سوريا منذ الربع الأول من العام 2011 بتفريق السوريين.
الاثنين 2018/12/31
هدية واحدة تكفي

دمشق – جاء عيد الأم على دريد اللبابيدي وهو بعيد عن سوريا، وكان شغله الشاغل آنذاك، كيف يمكنه أن يرسل لأمه هدية بهذه المناسبة، فلجأ إلى صديق له في داخل البلاد، وطلب منه توصيل هدية لأمه، ومن هنا ولدت لديه فكرة “بريد المغتربين”.

فكر اللبابيدي في أن كثيرين مثله يريدون بالتأكيد إرسال الهدايا للأحبة في سوريا، وقرر تقديم خدمة للسوريين المقيمين خارج الوطن مقابل أجور التوصيل وسعر الهدية بالعملة المحلية لبلد المرسل.

وعن طريق مشروعه الجديد، أصبحت هدايا اللاجئين تعبر الآلاف من الأميال إلى سوريا ومنها إلى جميع أنحاء العالم، لتظل رابطا بين الأهل والأحبة.

وبدأ “بريد المغتربين” منذ 6 يونيو من العام 2015، ليوصل الهدايا من المغتربين إلى أهاليهم في الوطن، ومن الأهل إلى أبنائهم خارج الوطن.

وللتخفيف من حدّة البعد، وصلت فكرة “بريد المغتربين” لأكثر من 18 دولة و90 مدينة في العالم.

وبعد أن تصل الهدية إلى الأهل والأحباب يكتب فريق “بريد المغتربين” قصة هذه الهدية على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، والتي يتابعها أكثر من 284 ألف شخص، ليروي قصة الاتفاق على تفاصيل الهدية وإرسالها، لتبثّ الأمل لدى العائلات السورية.

ومن الهدايا التي يرسلها بريد المغتربين؛ المأكولات والحلويات والورد والشوكولاتة والإكسسوارات.

ولم يقتصر نشاط مجموعة الشباب السوري على إيصال الهدايا، لكن القائمين على الفكرة قرروا أيضا محاولة زرع الابتسامة على وجوه سكان حمص، وذلك من خلال مبادرة (اضحك وخذ غزلة). يقول دريد “قمنا بشراء ماكينة لصنع غزل البنات، كما استطعنا شراء أقنعة ضاحكة على شكل مهرج”.

ودارت ماكينة غزل البنات في شوارع حمص والمهرج الذي كان يسمى دردوش كان يوزع بالونات الفرح على الأطفال ويطلب من المارة أن يبتسموا ليأخذوا من غزل البنات.

ولاقت هذه المبادرة استحسانا كبيرا من قبل أهالي حمص وتلقى البريد ردود فعل كثيرة من السكان وقال اللبابيدي “وصلتنا العديد من رسائل الشكر، رد فعل الناس كان مؤثرا، الحمد لله أننا استطعنا فعل شيء بسيط لإعادة البهجة إلى قلوبهم”.

24