برودة الطقس تشكل خطرا على مرضى القلب

برلين - يشكل انخفاض درجات الحرارة خطراً كبيراً على مرضى القلب والدورة الدموية.
وقالت مؤسسة القلب الألمانية إن برودة الطقس تشكل خطرا على مرضى القلب بصفة خاصة؛ حيث أنها تؤدي إلى تضيّق الأوعية الدموية، ومن ثم ارتفاع ضغط الدم، والذي يرفع بدوره خطر الإصابة بأزمة قلبية أو سكتة دماغية.
وأضافت المؤسسة أنه يتعين على مرضى القلب (أمراض القلب التاجية وقصور القلب والرجفان الأذيني وتجلط الأوردة العميقة والذبحة الصدرية وارتفاع ضغط الدم) عدم إجهاد القلب بشكل إضافي على سبيل المثال من خلال بذل مجهود بدني شاق، كما ينبغي استشارة الطبيب بشأن مواءمة جرعة الدواء.
ومن المهم أيضا أخذ إشارات الجسم على محمل الجد؛ حيث ينبغي طلب العناية الطبية فور ملاحظة بعض الأعراض مثل ضيق التنفس والشعور بألم وضغط وحرقان في الصدر.
وشددت المؤسسة الألمانية على ضرورة أن يفحص مرضى القلب ضغط الدم لديهم بصفة منتظمة وبدقة متناهية خلال الشتاء.
برودة الطقس تؤدي إلى تضيّق الأوعية الدموية ومن ثم ارتفاع ضغط الدم والذي يرفع بدوره خطر الإصابة بأزمة قلبية
ولمحاربة ضغط الدم المرتفع، توصي المؤسسة بممارسة الرياضة في الهواء الطلق، مثل المشي السريع أو ركوب الدراجات، بمعدل ثلاث مرات أسبوعياً لمدة 20 إلى 30 دقيقة لكل مرة مع ضرورة استشارة الطبيب قبل ممارسة الرياضة لتحديد ما إذا كانت مناسبة للشخص.
ومن الأفضل ممارسة تمارين الإحماء في المنزل أولاً، على أن يتم وضع شال أمام الفم لحماية المسالك التنفسية من الهواء البارد. وعند الشعور ببعض المتاعب، مثل ضيق التنفس، ينبغي التوقف عن ممارسة الرياضة على الفور، واستشارة الطبيب المعالج لاستيضاح سبب هذه الإشارة التحذيرية.
ومَن لا يجد في نفسه القدرة على ممارسة الرياضة في الهواء الطلق بسبب برودة الجو، فيمكنه ممارستها في الصالات الرياضية المغلقة أو ممارسة السباحة في الحمامات المغطاة.
وتوصلت دراسة حديثة إلى أن درجات الحرارة المنخفضة للغاية في الشتاء أكثر خطورة بكثير من الأيام الحارة في بعض الأحيان.
ووفق نتائج الدراسة، فإن معدل الوفيات في درجات الحرارة الباردة أعلى بنحو الثلث منه في درجات الحرارة المرتفعة. ولأن القلب هو العضو الأكثر تضرراً من انخفاض درجات الحرارة، فإن أمراض القلب والأوعية الدموية هي السبب الأكثر شيوعاً للوفاة.
وضمن الدراسة التي نشرت نتائجها في مجلة جمعية القلب الأميركية، قام فريق الباحثين بدراسة حالات مرضى من إجمالي 567 مدينة في 27 دولة موزعة على خمس قارات.
وفحص الباحثون أكثر من 32 مليون حالة وفاة ناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية أو قصور القلب المزمن في السنوات من 1979 إلى 2019.
وأظهرت نتائج الدراسة الحديثة أن البرودة الشديدة تعد أكثر خطورة على قلب الإنسان وكذلك على الدورة الدموية من دراجات الحرارة المرتفعة. ففي الأيام ذات درجات الحرارة المنخفضة بشكل خاص، كان احتمال الوفاة من نوبة قلبية أو من مرض قصور القلب المزمن أعلى بنحو 33 في المئة. في حين وصل خطر الوفاة من السكتة الدماغية إلى37 في المئة.
وفي الأيام التي يكون فيها الطقس شديد الحرارة، كان معدل الوفيات بسبب النوبة القلبية أو قصور القلب المزمن أعلى بنسبة 7 في المئة فقط. كما كان معدل الوفيات من السكتات الدماغية أقل بقليل من 10 في المئة في الأيام الحارة.
ويبدو أن مرضى قصور القلب المزمن معرضون بشكل أكبر لخطر الوفاة في الأيام شديدة البرودة.
ومن جانبهم أوضح الباحثون أن “ضعف عضلة القلب مرتبط بأعلى معدل وفيات في الأيام شديدة الحرارة والباردة للغاية بـ2.6 حالة وفاة إضافية لكل ألف من هذا المرض في درجات الحرارة الشديدة و12.8 حالة وفاة إضافية لكل ألف بسبب مرض قصور القلب”.
معدل الوفيات في درجات الحرارة الباردة أعلى بنحو الثلث منه في درجات الحرارة المرتفعة
وتشكل أمراض القلب والأوعية الدموية السبب الرئيسي للوفاة في العالم، أي ما يعادل 30 في المئة من عدد الوفيات سنوياً.
ويشير الباحثون إلى أن أسبابا وعوامل كثيرة تزيد من احتمالية التعرض لجلطة قلبية، أو تؤثر على عمل عضلة القلب، ومن هذه العوامل اختلافات الطقس وتغير المناخ، حيث ثبت وجود علاقة بين اختلاف الطقس وارتفاع نسبة حدوث أعراض عند مرضى القلب والأوعية الدموية خلال فصل الشتاء مقارنة بفصل الصيف. وهذا الارتباط مبني على مجموعة من التغيرات والعوامل التي تحدث في الجسم وتختلف من فصل إلى آخر.
وتشمل هذه العوامل النشاط الجسدي، واحتمالية الإصابة بالعدوى، والتلوث الهوائي، إضافة إلى تأثير اختلاف الفصول على مستوى مواد مختلفة في الجسم، مثل المواد المسببة لحدوث تجلط في الدم، والكوليسترول، والهرمونات والمواد المسببة لتمدد الأوعية الدموية أو تقلصها.
ويستجيب جسم الإنسان لاختلاف درجات الحرارة بطرق مختلفة، فارتفاع درجة الحرارة والبيئة المحيطة أكثر من درجة حرارة الجسم أو انخفاضها أقل منها يجعل الجسم يُحدث مجموعة من التغيرات لتقليل اكتساب الحرارة أو فقدها، حيث أنه من المعروف أن الحرارة تنتقل من جسم إلى آخر بطرق مختلفة منها فقدان الحرارة بالتبخر، وانتقالها من الجسم الأكثر حرارة إلى الأقل حرارة بالنقل.
فعند تعرض الجسم لدرجة حرارة منخفضة أقل من 37 درجة مئوية، تنتقل الحرارة من جسم الإنسان إلى الهواء المحيط به، لذلك يقلل ارتداء الملابس من فقد الجسم للحرارة، كما أن وجود هواء ورياح يزيد من فقدان الجسم للحرارة.