بروتين دقيق في الدماغ يعرّض الشخص لخطر الإصابة بالزهايمر

تعطيل البروتين المسمى "شموز" يزيد خطر الإصابة بنسبة 20 إلى 50 في المئة.
الخميس 2022/09/22
النتائج تفتح الباب أمام علاجات جديدة للمرض

يؤكد الباحثون أن تحوير بروتين دقيق في دماغ البشر من شأنه أن يصيب الشخص بالزهايمر في وقت لاحق من حياته، ما يفتح الباب أمام علاجات جديدة لمكافحة المرض. ويشيرون إلى أن تعطيل البروتين المسمى “شموز” يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بالمرض بنسبة تتراوح بين 20 و50 في المئة. ويبحث الخبراء الآن في مئات الآلاف من البروتينات الدقيقة التي يمكن أن يكون لها تأثير أيضا.

لوس أنجلس (الولايات المتحدة) ـ يقول علماء إن “البروتين الدقيق” يزيد بشكل كبير من خطر الإصابة بمرض الزهايمر في وقت لاحق من الحياة إذا تم تحويره.

وقام الباحثون في جامعة جنوب كاليفورنيا في لوس أنجلس بتحليل البيانات من أكثر من 8000 شخص ووجدوا أنه عندما تم تعطيل البروتين المسمى “شموز” أدى إلى زيادة خطر الإصابة بهذه الحالة بنسبة 20 إلى 50 في المئة.

ويُعتقد أن مرض الزهايمر ناتج عن تراكم غير طبيعي للبروتينات في الدماغ، على الرغم من أن سبب ذلك غير واضح. ويُعتقد أن التقدم في السن ووجود تاريخ عائلي للمرض ونمط حياة غير مستقر تزيد من المخاطر.

ويقول العلماء الذين يقودون البحث إن دراستهم قد “تفتح الباب” أمام علاجات جديدة لمكافحة المرض.

مرض الزهايمر ناتج عن تراكم غير طبيعي للبروتينات في الدماغ، ويُعتقد أن التقدم في السن يزيد من المخاطر

وتقول جمعية الزهايمر إن حوالي 6 ملايين أميركي مصابون بالمرض، ومن المتوقع أن يتضاعف هذا الرقم إلى ما يقرب من 13 مليونا على مدى السنوات الـ25 المقبلة.

وفي السابق ركز العلماء على حوالي 20000 بروتين من الحجم القياسي للتحقيق في سبب المرض، لكنهم الآن يبحثون في مئات الآلاف من البروتينات الدقيقة، وهي نسخ أصغر بكثير، يمكن أن يكون لها تأثير أيضا.

وفي الدراسة التي نُشرت في مجلة “موليكيلور بسيكياتري”، فحص العلماء البيانات الجينية لأكثر من 8000 شخص لتحديد ما إذا كان أي منها مرتبطا بمرض الزهايمر.

ووجدوا أن طفرة في جين واحد أدت إلى تعطيل بروتين “شمورز”، ما أدى بدوره إلى زيادة خطر الإصابة بمرض الزهايمر.

واقترحت النماذج أيضا أن هذا يزيد من خطر الإصابة بضمور الدماغ. ولم يكن من الواضح سبب حدوث ذلك، لكن البروتين متورط في إنتاج الطاقة في الميتوكوندريا.

وفي ورقتهم، اقترح العلماء أن الخلايا يمكن أن تواجه نقصا في الطاقة بسبب البروتين، ما يؤدي بها إلى تقليل الطبقة الواقية حول الخلايا العصبية، وهو ما يزيد من خطر التلف.

وقال الدكتور بريندان ميلر عالم الأعصاب في جامعة جنوب كاليفورنيا الذي قاد الورقة “يفتح هذا الاكتشاف اتجاهات جديدة ومثيرة لتطوير علاجات دقيقة تعتمد على الطب لمرض الزهايمر”.

وهذا هو أول بروتين دقيق يرتبط بمثل هذا الخطر العالي للإصابة بمرض الزهايمر. وفي السابق ربط العديد من الجينات بمرض الزهايمر، ولكن وُجد أنها تزيد الخطر بنسبة أقل من 10 في المئة.

ب

وتم العثور على أقوى رابط في الجين “إيه.بي أوإي 4″، مع ما يصل إلى 60 في المئة من الأشخاص الذين لديهم نسختان من المقرر أن يصابوا بالمرض في وقت لاحق من الحياة.

ومن المحتمل أن تكون البروتينات الدقيقة الأخرى متورطة أيضا في مرض الزهايمر، ولكن نظرا للتكاليف، اقتصرت الدراسة على القليل منها فقط.

ويصيب الخرف حاليا أكثر من 50 مليون شخص في جميع أنحاء العالم. ويعد الزهايمر الحالة الأكثر شيوعا للخرف، وهو مرض يسبب فقدان الذاكرة وتغيرات سلوكية وصعوبة في التحدث وحتى في المشي.

وأصبح السعي وراء علاج لمرض الزهايمر مهمة تنافسية ومثيرة للجدل بشكل متزايد، حيث شهدت السنوات الأخيرة العديد من الخلافات المهمة.

اكتشاف علمي يفتح اتجاهات جديدة ومثيرة لتطوير علاجات دقيقة تعتمد على الطب لمرض الزهايمر

وتبرز الحاجة إلى طريقة تفكير جديدة “خارج الصندوق” حول مرض الزهايمر كأولوية قصوى في علم الدماغ، وفق ما يراه الباحثون.

ويعمل دونالد ويفر أستاذ الكيمياء والطب والعلوم الصيدلانية بجامعة تورنتو وطبيب الأعصاب السريري في مستشفى تورنتو ويسترن على ابتكار نظرية جديدة لمرض الزهايمر في مختبره في معهد “كريمبل براين”.

واستنادا إلى الثلاثين عاما الماضية من البحث، لم يعد الباحثون يفكرون في مرض الزهايمر على أنه مرض يصيب الدماغ في المقام الأول، بحسب ويفر، وبدلا من ذلك، يعتقدون أن مرض الزهايمر هو في الأساس اضطراب في جهاز المناعة داخل الدماغ.

وجهاز المناعة، الموجود في كل عضو في الجسم، عبارة عن مجموعة من الخلايا والجزيئات التي تعمل بتناغم للمساعدة في إصلاح الإصابات والحماية من الغزاة الأجانب.

وعندما يتعثر الشخص ويسقط، يساعد جهاز المناعة على إصلاح الأنسجة التالفة. وعندما يعاني شخص ما من عدوى فايروسية أو بكتيرية، فإن جهاز المناعة يساعد في محاربة هذه الميكروبات الغازية.

وتوجد نفس العمليات بالضبط في الدماغ. فعندما تكون هناك صدمة في الرأس، يبدأ الجهاز المناعي في الدماغ في المساعدة على الإصلاح. وعندما توجد البكتيريا في الدماغ، يكون الجهاز المناعي موجودا للرد.

17