برشلونة يطوي صفحة ميسي ويستعد لافتتاح الليغا

يستعد فريق برشلونة لبداية الموسم الذي يفتتحه بمواجهة ريال سوسييداد اليوم الأحد في غياب نجمه الأوحد السابق ليونيل ميسي. وسيحاول البارسا طي صفحة النجم الأرجنتيني وبداية مرحلة أخرى بوجوه جديدة، مثلما أكد ذلك مدربه الهولندي رونالد كومان.
برشلونة (إسبانيا) - لا يزال صدى رحيل النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي يتردد داخل أروقة نادي برشلونة تاركا وراءه أسئلة محيرة وألغازا كبرى يحاول النادي الكتالوني التفاعل معها وإيجاد حلول لها.
ومن بين أبرز هذه الأسئلة التي يتم تداولها: من سيعوض ميسي في الفريق؟ أي فرص للبلوغرانا في المنافسة في غيابه؟ هل يقوى برشلونة على فرض إيقاع في غياب البرغوث؟ كيف ستكون صورته في أول لقاء يخوضه الأحد بغيابه؟
ورغم أن صفحة ميسي تكاد تطوى بالنسبة إلى الفريق الإسباني بعد توقيع الأرجنتيني رسميا مع باريس سان جرمان والدخول في مغامرة جديدة، إلا أن الحديث لا يكاد يكف عن تأثيرات غياب ميسي على تشكيلة البارسا.
وهذا ما حدا بالمدرب الهولندي رونالد كومان للخروج عن صمته في تعليق لا يخلو من فوائد بالنسبة إلى فريقه الذي يبدأ رحلة الدفاع عن لقب الليغا اليوم الأحد أمام ريال سوسييداد.
وأكد كومان السبت أن الفريق الكتالوني يظل قويا ويمكنه المنافسة على الألقاب رغم رحيل ميسي، مطالبا بـ"عدم العيش في الماضي".
وفي مؤتمر صحافي عشية مواجهة ريال سوسييداد الأحد في أول جولات الدوري الإسباني، قال كومان "لقد كثر الحديث عن ميسي. إنه أمر طبيعي، هو الأفضل في العالم وقد أظهر كفاءته للعديد من السنوات وفاز بالعديد من الألقاب".
وأضاف "لكن من ناحية أخرى، لن يكون معنا بعد الآن. هناك لاعبون آخرون ولدينا فريق قوي للغاية ويمكننا تحقيق أشياء مهمة. ابتداء من الغد، لا أعذار. أنا مقتنع بأن هذا الفريق سيجعل الناس يستمتعون".
وفي هذا الإطار، طالب المدرب الهولندي بـ"عدم العيش في الماضي"، مؤكدا أنه "متحمس" لأنه يرى "مستقبلا" في اللاعبين الشباب الذين يشكلون الفريق.
وتابع "علينا التفكير بشكل أكبر في الليغا، وفي هذه المسابقة نحن فريق قوي. دوري الأبطال الأوروبي أمر مختلف. هناك أندية فازت بالتشامبيونزليغ دون أن يكون لديها أفضل فريق في العالم. يجب أن نتمتع بالثقة وبداية الليغا مهمة".
ويرى محللون رياضيون أنه يتوجب على كومان الخروج بمثل هكذا تصريحات لعدة اعتبارات أولها من أجل وضع حد لمختلف التفاعلات التي أعقبت رحيل الأرجنتيني، وثانيا للرفع من معنويات لاعبيه قبل الدخول في غمار المنافسة على الألقاب، وثالثا والأهم لإظهار قدرته على أنه قادر على قيادة فريق يغيب عنه أفضل لاعب في العالم ست مرات.
وتطرق كومان للحديث عن المهاجم الفرنسي أنطوان غريزمان حيث أشار إلى أنه "يعشق العمل معه"، مضيفا "إنه لاعب فريق ويساعد دون الكرة. بالتأكيد ستكون له أهمية أكبر. يمكنه أن يلعب في مركز ليو الذي يعطي مزيدا من الحرية. وهذه يمكن أن تكون ميزة بالنسبة إليه".
صفحة ميسي تكاد تطوى بالنسبة إلى الفريق الإسباني إلا أن الحديث لا يكاد يكف عن تأثيراته على تشكيلة البارسا
كما أبدى مدرب البارسا سعادته لأنه بفضل توصل جيرارد بيكيه لاتفاق مع النادي لخفض راتبه، تمكن البرسا من تسجيل ممفيس وإريك غارسيا وراي ماناغ في الليغا.
وختم المدرب الهولندي حديثه بالقول "نحن نعلم الوضع المالي والنادي في حاجة إلى المساعدة بكل الطرق. إنه أمر مهم للغاية ويجب أن نسلط الضوء على موقف جيرارد وروبرتو وألبا وبوسي (بوسكيتس). لقد كانوا هنا لسنوات عديدة ويريدون مساعدة النادي وإظهار أنهم ينتمون إلى هذا البيت".
ولم يكن رونالد كومان الوحيد الذي علق بطريقة إيجابية على رحيل ميسي عن برشلونة، واختياره للدوري الفرنسي عوض الدوريين الإنجليزي أو الإيطالي.
وأكد دييغو سيميوني مدرب أتلتيكو مدريد أن ناديه لم يتحدث مع ليونيل ميسي كي تكون هناك "أي فرصة للحصول على خدماته" بعد رحيله عن برشلونة.
وأوضح المدرب "من الواضح أن وضع برشلونة أدى إلى رحيله، وهو حدث مهم بالنسبة إلى الدوري، نظرا لقيمة ميسي الهائلة في الليغا وبرشلونة".
وفي تحليله لحاضر الليغا دون ميسي، أشار سيميوني إلى إنجلترا قائلا "أفهم أن الدوري الإنجليزي لا يحظى بوجود ميسي ولا رونالدو وهو أحد أهم البطولات في العالم".
وختم "سيظل في المنافسة وستستمر الفرق في التطور، دون ميسي ولا رونالدو، يمكن تقديم دوري تنافسي مثلما يحدث في إنجلترا دون أيّ من الاثنين".
وودع ليونيل ميسي نجم برشلونة السابق الدوري الإسباني لأول مرة منذ سنوات طويلة لتفقد المسابقة هدافها التاريخي.
ميسي الهداف التاريخي لليغا برصيد 474 هدفا، هو أكثر لاعب تتويجا بجائزة "البيتشيتشي" التي يحصل عليها هداف الموسم برصيد 8 ألقاب، قرر الرحيل إلى صفوف باريس سان جرمان الفرنسي بعد فشل تجديد عقده مع البارسا.
ويعتبر البرغوث اللاعب الوحيد في الليغا الذي توج بالجائزة خمس مرات متتالية في الفترة بين 2016 وحتى 2021 حيث توج بالجائزة الموسم الماضي برصيد 30 هدفا خلال 35 مباراة.
وبرحيل ميسي عن الدوري الإسباني، فالأكيد أن الأنظار ستكون مسلطة على العديد من الوجوه الأخرى التي ستتنافس على لقب الحذاء الذهبي في أول موسم دون ميسي.
ويعيش كريم بنزيمة مهاجم ريال مدريد فترة مميزة خاصة بعد رحيل البرتغالي كريستيانو رونالدو عن هجوم الميرنغي وبات هو الهداف الأول للفريق.
وعلى الجانب الآخر يبرز القناص الأوروغوياني لويس سواريز كقوة ضاربة مع فريقه أتلتيكو مدريد، حيث أثبت أنه لم يفقد قدراته رغم تقدمه في العمر. وفي أول موسم له مع الأتلتيكو بعدما فرط فيه برشلونة قاد الروخيبلانكوس للتتويج بالليغا. وشارك سواريز بقميص أتلتيكو مدريد في الليغا الموسم الماضي خلال 32 مباراة وسجل 21 هدفا وصنع 3 أخرى.