برامج "المقالب" تنتقل من خداع النجوم إلى الضحك على المشاهدين

اعتبر بعض خبراء الإعلام أن وجود ثلاثة برامج لـ”المقالب” تحمل نفس المضمون تقريبا في رمضان هذا العام، نوعا من الإفلاس الفني والبحث عن النجاح السهل.
والبرامج الثلاثة التي حملت عناوين “رامز واكل الجو” للفنان رامز جلال، و”هبوط اضطراري” لهاني رمزي، و”التجربة الخفية” للثنائي خالد منصور وشادي ألفونس اللذين بدآ شهرتهما من خلال برنامج “البرنامج” مع الإعلامي باسم يوسف.
ولعله هو الوحيد بينهم الذي يحمل مضمونا مختلفا إلى حد ما، فرغم أن فكرته تدور حول مقلب في الجو، لكنه حمل معه مغامرة جريئة يقوم بها الضيف عن طريق القفز بالمظلة من الطائرة.
محمود علم الدين أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، أكد أن لكل برنامج فكرة، تحمل عمرا معينا، فلا يوجد برنامج ناجح يستمر مدى الحياة، مضيفا أن برامج المقالب تطورت من أيام برنامج الكاميرا الخفية الذي اعتمد على فكرة غربية تم تمصيرها، لكن المشكلة أن تلك النوعية من البرامج في السنوات الأخيرة أصبح مضمونها يدور في نفس الدائرة مع زيادة نسب العنف، وعدم اللياقة في الألفاظ المستخدمة.
كذلك ينتقد علم الدين تصنع النجوم المشاركين في تلك البرامج، رغم أن الكل تقريبا يدرك أنهم يعلمون بالمقلب الذي يحاولون خداع الجمهور به، وهذا بالتأكيد أسهم في إفقاد هذه البرامج مصداقيتها، مضيفا أن الإقبال على مشاهدتها سيشهد تراجعا أكبر في المستقبل، إذا لم يتخلّ صناعها عن مبالغتهم الشديدة في تناولهم لأفكار برامجهم، لأن المشاهد بدأ يشعر بخديعته.
كما أن هذه البرامج أصبحت تخصم من رصيد النجوم لدى الجمهور، الذي يشعر باستهانة هؤلاء بعقولهم في ما يقدمونه لهم من أفكار على الشاشة.
وأشار علم الدين إلى أن هذه البرامج لا تحمل تأثيرا نفسيا فقط، بل إن مردودها السلبي بما يحمله من تأثير ثقافي واجتماعي أخطر بكثير.
من بين البرامج الثلاثة حظي برنامج “رامز واكل الجو” تحديدا بنسبة كبيرة من الاستياء ظهر في تعليقات الجمهور على مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب ما تضمنه من ألفاظ خارجة عن اللياقة تلفظ بها عدد من النجوم خلال الحلقات، إضافة إلى الاصطناع في الطريقة التي تعامل بها ضيوف البرنامج من الفنانين أمام الكاميرا وكأنهم في مقلب حقيقي، وليس مدفوع الأجر.
الجمهور أصبح أكثر وعيا بالأداء المتصنع والمفتعل، وهو ما يفسر تراجع تفاعله مع برامج \'المقالب\'
حالة الاستياء من برنامج رامز جلال، انعكست في تراجع نسبة مشاهداته على موقع يوتيوب عما كان يحققه من نسب تحميل كبيرة للحلقات في المواسم السابقة، وهو ما فسره البعض بفقدان مصداقية البرنامج بعد الكشف عن الأجور الكبيرة التي تقاضاها النجوم الذين شاركوا فيه.
صفوت العالم أستاذ العلاقات العامة والإعلان بكلية الإعلام جامعة القاهرة، أكد في تصريحات لـ”العرب” أن الجمهور أصبح أكثر وعيا بالأداء المتصنع والمفتعل، وهو ما يفسر تراجع تفاعله مع محتوى برامج المقالب في رمضان الحالي، لأن الفكرة منها أنه يريد مشاهدة ردود أفعال النجوم على المواقف المفاجئة ويبتسم، لكن التصنع أفقد البرامج هذه الميزة وبالتالي غاب الدور الذي تقوم به لإضحاك المشاهدين.
جدير بالذكر أن نقابة المهن التمثيلية، أصدرت بيانا قبل أيام دعا إلى مقاطعة برامج الإثارة ومسلسلات العري، بسبب تشويهها للذوق العام، وإفساد الخطاب الاجتماعي بما تقدمه من نماذج سلبية من السلوك الذي لا يراعي الأخلاق العامة، بالإضافة إلى إثارة الرعب والتحرش وحرق الأعصاب واختراق الخصوصية.