برازيليون: كوبرنيكوس مزيف فالأرض مسطّحة

ساو باولو- يبرز في البرازيل تيّار فكري يعتبر، على عكس الأبحاث العلمية السائدة، أن الأرض ليست كروية الشكل بل مسطّحة وهو بات يضمّ 11 مليون عضو إلّا أن نسبة كبيرة منهم لا تكشف عن اعتقادها هذا خوفا من السخرية.
وقال رجل الأعمال البرازيلي أندرسون نيفيس “لقد نمت حركتنا بشكل كبير منذ العام 2016.. دوّنوا ذلك: مؤيّدو نظرية تسطّح الأرض هم الأكثر ذكاء”.
ويعرض نيفيس كتيبا مناهضا “للزائفين” الثلاثة وهم نيوتن وداروين وكوبرنيكوس، فيما يضع إلى جانبه نموذجا للأرض المسطّحة على شكل قرص يعلوه غطاء شفّاف يغطي الشمس والقمر اللذين يبرزان بحجم متساو.
وأوضح نيفيس “عندما ننظر إلى الأفق، أو نلتقط صورة من أعلى جبل، نرى أن الأرض ليست دائرية عكس ما تؤكّد الكتب العلمية”.
ويشير معهد “داتافولها” إلى أن 7 في المئة من البرازيليين يؤمنون بهذه النظرية، بحيث يشكّلون مجتمعا بذاته يضمّ في غالبيته الرجال.
ويقول ريكاردو، صاحب مطعم في ساو باولو “ما أنا متأكّد منه هو أنني سأموت، وأن الأرض مسطّحة”. وأضاف “حصل جدل كبير حول الموضوع، لأن هذا الأمر صحيح”.
ولهذا يميل الأشخاص المقتنعون بأن الأرض مسطّحة للعيش في الظل، فهم مضطهدون نوعا ما.
ويتواصل هؤلاء عبر مجموعات مغلقة عبر تطبيق واتساب أو من خلال الفيسبوك، ولديهم شبكتهم الخاصّة على يوتيوب والتي يتابعها عشرات الآلاف من الأشخاص. ومن خلال هذا التداخل الرقمي، يمكن لأي “مؤمن بتسطّح الأرض” أن يعبّر بحرّية عن اعتقاداته وتجاربه في علم الفيزياء والبصريات.
وقال روبرتو كوستا، عالم الفلك في جامعة ساو باولو، إن العلماء ينظرون إلى فكرة “تسطيح الأرض على أنها مرتبطة أكثر بالعلوم الاجتماعية وعلم النفس أكثر من علم الفلك”.
وتابع “منذ طرح غاليليو نظريته في بداية القرن السابع عشر بتنا ندرك أن الأرض ليست مسطّحة، وهو ما أدركه اليونانيون أيضا قبل أكثر من ألفي سنة”.
وأضاف “ما يدهشنا كعلماء فلك هو ضعف حجج مؤيّدي نظرية التسطيح، خصوصا أن شروق الشمس وبروز القمر وتجربة رقّاص فوكو هي أدلة لا يمكن دحضها عن دوران الأرض”.