بخاخ أنفي يحد من تطور الزهايمر بدرجة كبيرة

رذاذ الأنف قلل من الالتهاب في الدماغ مع تقليل تكوين اللويحات والبروتينات المرتبطة بالفقدان التدريجي للخلايا العصبية.
الأربعاء 2024/11/20
بخاخ أنفي فعال ضد الزهايمر

تكساس (الولايات المتحدة) - أجرى الخبراء بجامعة “تكساس أي أند أم” الأميركية دراسة حديثة أثبتت أن رذاذا خاصا للأنف يحتوي على ما يسمى بالإكسوزومات يمكن استخدامه للحد من تطور مرض الزهايمر بدرجة كبيرة.

وقد أثبتت الدراسة أن رذاذ الأنف قلل من الالتهاب في الدماغ مع تقليل تكوين اللويحات والبروتينات المرتبطة بالفقدان التدريجي للخلايا العصبية في الدماغ، وهي المسؤولة عن مرض الزهايمر. وأوضح الخبراء أن الإكسوزومات الموجودة في رذاذ الأنف تم امتصاصها بواسطة الخلايا المناعية في الدماغ، والتي تنشط لدى مرضى الزهايمر وتسبب الالتهاب لإزالة لويحات الزهايمر من الدماغ، وتضرر الخلايا العصبية، والفقدان التدريجي للخلايا العصبية.

وأكد الباحثون أن رذاذ الأنف يمكن أن يغير بشكل كبير من التعبير الجيني للخلايا الدبقية الصغيرة، ويقلل من إنتاج العديد من البروتينات الالتهابية الضارة. وقبل عامين، أعلن فريق دولي من الباحثين عن نجاح الاختبارات قبل السريرية لرذاذ أنف جديد تم تطويره لمنع التنكس العصبي المرتبط بمرض الزهايمر. وأكد الباحثون أن العلاج ثبتت فعاليته في عكس العلامات المرضية لمرض الزهايمر في التجارب على الفئران وأنهم يتطلعون إلى بدء الاختبارات على البشر في غضون عامين.

وتقود فرضية سائدة، معظم أبحاث مرض الزهايمر، وهي فكرة أن التنكس العصبي ناتج عن التراكم غير الطبيعي لبروتينات الأميلويد والتاو في الدماغ. لذلك ركزت غالبية التدخلات الصيدلانية خلال العقود الأخيرة على عكس أو منع تجمعات البروتين السامة في الدماغ. لكن فشلت معظم الأدوية الجديدة تقريبا في مرحلة ما من التجارب على البشر، بل وانسحب العديد من شركات الأدوية الكبرى من مجال تطوير أدوية مرض الزهايمر تماما، مما وضع البحث العلمي في مأزق “صعب للغاية”.

♣ رذاذ الأنف يمكن أن يغير بشكل كبير من التعبير الجيني للخلايا الدبقية الصغيرة ويقلل من إنتاج العديد من البروتينات الالتهابية الضارة

ويأتي البحث من شركة تكنولوجيا حيوية تُدعى “نيرو بيو”، تأسست الشركة في عام 2013 من قبل عالمة الأعصاب في جامعة أكسفورد سوزان غرينفيلد، بناء على عقود من العمل في التحقيق في أصول مرض الزهايمر. واعتمد بحث الشركة على فكرة أن العلاج الناجح لمرض الزهايمر يجب أن يستهدف الآليات

التي تسبق تراكم الأميلويد والتاو في الدماغ. ويرجح أنه بمجرد رؤية هذه البروتينات السامة تتراكم في الدماغ وتتسبب في تلف الخلايا العصبية، فربما يكون قد فات الأوان لمحاولة إيقاف أو عكس العملية باستخدام الأدوية.

ترتكز الفرضية البديلة، التي يقوم عليها عمل “نيرو ـ بيو”، على فكرة أن مادة كيميائية في الدماغ تُعرف باسم “تي 14” يمكن أن تكون أحد أول الدوافع المرضية لمرض الزهايمر، ويتم تعريف “تي 14” بأنه جزيء مهم لنمو الدماغ في وقت مبكر من الحياة ولكن يشتبه في أنه يصبح ساما في وقت لاحق من الحياة.

والزهايمر هو اضطراب في الدماغ يتفاقم بمرور الوقت. ويتسم بحدوث تغيرات في الدماغ تؤدي إلى ترسبات لبعض البروتينات. ويسبب داء الزهايمر تقلصا في الدماغ وموت خلاياه في النهاية. وداء الزهايمر هو السبب الأكثر شيوعا للإصابة بالخرف، وهو تدهور تدريجي في الذاكرة والقدرة على التفكير والمهارات السلوكية والاجتماعية. ويمكن أن تؤثر هذه التغيرات في قدرة الشخص على أداء وظائفه.

يعيش في الولايات المتحدة نحو 6.5 مليون مصاب بداء الزهايمر في سن الـ65 فأكبر. ومنهم أكثر من 70 في المئة في سن الـ75 عاما فأكبر. ويُقدر المصابون بداء الزهايمر بنسبة تتراوح بين 60 و70 في المئة من بين 55 مليون شخص تقريبا من المصابين بالخرف في جميع أنحاء العالم. وتشمل المؤشرات المبكرة للمرض نسيان الأحداث أو المحادثات الأخيرة. وبمرور الوقت، يتطور ليسبب مشكلات خطيرة في الذاكرة وفقدان القدرة على أداء المهام اليومية.

وقد تحسِّن الأدوية أعراض المرض مؤقتا أو تبطئ تقدمه. كما يمكن أن تساعد البرامج والخدمات على دعم الأشخاص المصابين بالمرض ومقدّمي الرعاية إليهم. لا يوجد علاج يشفي من داء الزهايمر. وفي المراحل المتقدمة يؤدي التدهور الشديد في وظائف الدماغ إلى الجفاف أو سوء التغذية أو العدوى. ويمكن أن تؤدي هذه المضاعفات إلى الوفاة.

16