بحيرة سعودية موسمية تستقطب زوارا خليجيين

الزلفي (السعودية) - في كل شتاء تشكل الأمطار بحيرة موسمية في وسط الصحراء السعودية، محوّلة مدينة الزلفي إلى مقصد سياحي لزوار من المملكة ومن دول خليجية أخرى، يأتون للاستمتاع بالأنشطة المائية.
ويلاحظ عصام حمد الذي حضر لتمضية فترة من الراحة مع عائلته أن “الكثبان الرملية هنا تمتزج ببحيرة من المياه العذبة.” وتستقبل منطقة الزلفي عددا كبيرا من الزوار الذين يحضرون من الكويت والإمارات وقطر، وقد جذبتهم إلى ذلك ندرة الظاهرة وإمكانية ممارسة الرياضات المائية.
وعلى دراجة مائية (جت سكي) يثير حمزة، وهو مواطن من المنطقة، حماسة الحاضرين من خلال أداء حركات مذهلة أمامهم. ويعلو صراخ بعض الأطفال المتحمسين فيما يرش حمزة الماء على الحاضرين وهو يؤدي بعض الحركات على مركبته.
ويستمتع هذا الرجل الذي أصبح متمرّسا في قيادة الـ”جت سكي” بالبحيرة لبضعة أشهر في السنة. ويقول وهو ينزل من الدراجة المائية إن “هذا المسطح المائي يبقى عادة ثلاثة أشهر قبل أن يجف.”
ويوضح الفيزيائي والجيولوجي آلان غاشيه، مدير شركة التنقيب عن طريق الأقمار الاصطناعية “رادار تكنولوجيز إنترناشونال”، أن “الزلفي تقع في منخفض بين الكثبان الرملية غربا والجبال شرقا (…) ما يجعلها حوضا مثاليا لمياه الأمطار التي تتساقط خلال موسم الأمطار.” ويضيف “هذا ما يفسر أنّ البحيرة موسمية، إذ أن الزلفي تقع في الجزء الأدنى من هذا المنخفض.”
ويلعب الأطفال مبتهجين في محيط البحيرة تحت إشراف البالغين، فيما يجلس زوّار آخرون بعيدا على مفارش كبيرة ويتناولون وجبات خفيفة أو يحتسون القهوة.
ويقول مشعل العتيبي الذي حضر من مدينة الطائف الواقعة على بعد أكثر من 700 كيلومتر “عندما سمعت عن البحيرة على يوتيوب، وعن تجمّع الناس في محيطها وعن الأنشطة المائية، لم أستطع المقاومة.” ويختتم حمد كلامه قائلا “البعض يتأمل وآخرون يمارسون الرياضات المائية،” لكنّ الجميع يستمتعون بالهواء الطلق.