بايدن يستبعد تركيا وروسيا والصين من قمة الديمقراطية

العراق الدولة العربية الوحيدة المدعوة للمشاركة في القمة.
الخميس 2021/11/25
قمة بايدن تذكي الخلافات مع الصين وروسيا

دعا الرئيس الأميركي جو بايدن قادة حوالي 110 دول للمشاركة في قمة الديمقراطية مستثنيا تركيا وروسيا والصين، لكنه وجه في المقابل دعوة إلى تايوان أثارت استياء بكين وأججت الخلافات بين البلدين، بينما سيكون العراق المشارك الوحيد من الدول العربية في هذه القمة المقررة في ديسمبر المقبل.

واشنطن – وجه الرئيس الأميركي جو بايدن دعوة إلى حوالي 110 قادة دول للمشاركة في قمة الديمقراطية المقرر تنظيمها افتراضيا في ديسمبر المقبل مستبعدا كلا من تركيا وروسيا والصين.

وقام بايدن في المقابل باستدعاء تايوان في خطوة زادت من حدة الخلافات الأميركية – الصينية، بينما سيكون العراق الدولة العربية الوحيدة المشاركة في هذه القمة.

وكما كان متوقّعاً فإنّ بايدن لم يدعُ إلى هذه القمّة روسيا ولا الصين المنافستين الرئيسيتين للولايات المتحدة، لكنّه بالمقابل دعا إليها تايوان، في خطوة أثارت غضب بكين التي ستكون حتماً الغائب الحاضر الأبرز في هذا الاجتماع الأول من نوعه.

ديمتري بيسكوف: الولايات المتحدة تخلق خطوط تقسيم جديدة لتفريق الدول
ديمتري بيسكوف: الولايات المتحدة تخلق خطوط تقسيم جديدة لتفريق الدول

ومنذ وصوله إلى البيت الأبيض في يناير الماضي لم يخفِ الرئيس الديمقراطي أنّ سياسته الخارجية تقوم على صراع بين ديمقراطيات تتزعّمها بلاده و”أنظمة استبدادية” خير من يمثّلها في نظره هما الصين وروسيا.

ولا بل إنّ “قمّة الديموقراطية” هذه هي أحد وعود حملته الانتخابية، وقد قرّر عقد هذه النسخة الأولى منها افتراضياً يومي التاسع والعاشر من ديسمبر المقبل بسبب جائحة كوفيد – 19 على أن تعقد النسخة الثانية في نهاية العام المقبل حضورياً.

لكنّ قائمة الدول التي كان الرئيس الأميركي يعتزم دعوتها للمشاركة في هذه القمة لم تكن معروفة.

وسارعت كل من موسكو وبكين إلى الإعراب عن استيائهما من قرار استبعادهما من هذه القمة.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف في مؤتمر صحافي إن “الولايات المتحدة تفضّل خلق خطوط تقسيم جديدة، تفريق الدول بين تلك الجيّدة بحسب رأيها، وأخرى سيئة”.

وبدورها أعربت بكين عن “معارضتها الشديدة” لدعوة تايوان إلى هذه القمة الافتراضية.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان إنه “ليس لتايوان مكانة أخرى في القانون الدولي غير مكانتها كجزء لا يتجزأ من الصين”.

وبالتوازي، لم تتردد سلطات تايوان في شكر الرئيس الأميركي على قراره دعوة الجزيرة.

وقال المتحدث باسم مكتب الرئاسة التايوانية كزافييه تشانغ في تصريح للصحافيين “من خلال هذه القمة يمكن لتايوان أن تتشارك قصة نجاحها في الديمقراطية”.

وفي الأسابيع الماضية تكثف تبادل الانتقادات بين بكين وواشنطن حول مصير تايوان التي تحظى بنظام ديمقراطي ولديها حكومة وعُملة وجيش.

ووفقاً لقائمة الدول التي نشرتها وزارة الخارجية الثلاثاء، فإلى جانب حلفاء الولايات المتّحدة الغربيين، ضمّت القائمة خصوصاً دولاً مثل الهند وباكستان، لكنّها بالمقابل خلت من تركيا التي تواجه انتقادات متزايدة بسبب الوضع الحقوقي.

وتركيا العضو على غرار الولايات المتّحدة في حلف شمال الأطلسي (الناتو) لم تدعَ إلى القمة، وهو أمر غير مفاجئ نظراً إلى أنّ بايدن سبق له وأن وصف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بـ”المستبدّ”.

كما لم تدعَ إلى هذه القمّة أيّ من الدول العربية الحليفة تقليدياً للولايات المتّحدة.

وبالمقابل فقد دعا بايدن إلى القمّة البرازيل، على الرّغم من أنّ الدولة الأميركية اللاتينية العملاقة يقودها رئيس يميني متشدّد مثير للجدل هو جايير بولسونارو.

ومن أوروبا ضمّت قائمة الدول المدعوّة للمشاركة في القمّة بولندا التي يتّهمها الاتحاد الأوروبي بعدم احترام دولة القانون، لكنّها خلت بالمقابل من المجر التي يقودها رئيس وزراء مثير للجدل هو فيكتور أوربان.

وأما من القارة السمراء فقد ضمّت قائمة الدول المدعوّة كلاً من جنوب أفريقيا وجمهورية الكونغو الديمقراطية ونيجيريا والنيجر.

وهذه القائمة التي من المفترض أن يكون بايدن قد وزنها بميزان الجوهرجي ستخضع لتمحيص دقيق من قبل المحلّلين والسياسيين في العالم أجمع وستكون على الأرجح موضع انتقاد من قبل الكثيرين.

وإذا كان متوقّعاً أن تغيب الصين عن هذه القمّة فإن ما لم يتوقّعه كثيرون هو أن يدعو بايدن إليها تايوان التي لا تعترف بها الولايات المتحدة أساساً كدولة مستقلة، بل تعتبرها نموذجاً ديموقراطياً يحتذى في مواجهة العملاق الآسيوي الذي يعتبر الجزيرة جزءاً لا يتجزّأ من أراضيه ويتعهّد بإعادة ضمّها يوماً ما وبالقوة إذا لزم الأمر.

وستشارك في القمّة الهند التي وإن كانت تلقّب بـ”أضخم ديموقراطية في العالم” فإنّ رئيس وزرائها الهندوسي القومي ناريندرا مودي موضع انتقادات شديدة من جانب منظمات تدافع عن حقوق الإنسان.

كما ستشارك في القمّة باكستان على الرّغم من العلاقة المتقلبّة التي تربط بينها وبين الولايات المتّحدة.

5