باقة النقود في لبنان هدية ومساعدة

يمكن أن تستغرق الباقة الصغيرة ما بين ثلاثين دقيقة وساعة للانتهاء منها، أما الباقات ذات التصميمات والأفكار الأكثر تعقيدا فتحتاج إلى المزيد من الوقت.
الأربعاء 2022/07/20
المال يشرح القلب كالورد

الفقر أم الاختراعات في لبنان الذي يعاني من أزمة اقتصادية أثرت على قدرة المواطنين الشرائية، فقد ابتكرت شابة لبنانية فكرة جسدتها في الواقع تتمثل في مشروع باقات نقود بدل بوكيات الورد التي نقدمها في مناسبات عديدة وغايتها في ذلك أن تكون هذه الباقة هدية ومساعدة غير محرجة في نفس الوقت.

بيروت - ثلاث سنوات مرت منذ بدء الانهيار المالي في لبنان. ومع استمرار الأزمة، بدأت تمارا حريري نشاطا تجاريا جديدا عبر الإنترنت لبيع باقات مصنوعة من الأوراق النقدية.

قالت الشابة البالغة من العمر 30 عاما إنها بدأت فكرة باقات النقود منذ ما يزيد قليلا على شهر، في محاولة لتقديم بديل عن الزهور باهظة الثمن في الدولة التي تعاني من أزمة مالية خانقة أثرت على القدرة الشرائية للبنانيين.

وليست هذه المرة الأولى التي يبتكر فيها اللبنانيون هدايا طريفة، ففي عيد الحب الماضي غابت باقات الورد الحمراء بسبب سعرها الباهظ وعوضها اللبنانيون بباقة تفاح في إطار حملة تشجيع إنتاج التفاح اللبناني أطلقها الإخوان الثلاثة فراس وأدونيس وإسكندر عماد لتكون الحاجة أم الاختراع كما يقولون.

وقالت تمارا إن هذا النوع من الباقات التي تتكون من أوراق نقدية يمنح أيضا أولئك الذين يرغبون في مساعدة الأصدقاء والأقارب بالمال فكرة هدية تكون أكثر قبولا عند تلقيها.

وأضافت “لأن الورد صار باهظ الثمن فأردت أن أبدع فكرة تشبه باقات الورد، ورغم أن باقة الورد ورائحته الزكية لا يمكن أن تُعوض، لكن يبدو لي في هذا الوضع المالي السيء بدل أن يقدم الواحد باقة زهور يقدر ثمنها بمليونين أو مليون ونصف ليرة لبنانية، فمن الأحسن أن تكون هذه الباقة من المال الكاش لتساعد من يتسلمها في حياته اليومية، هي فكرة نتحايل بها على فقرنا”.

باقة زهور باهظة الثمن لذلك من  الأحسن أن يكون بوكيه من المال الكاش ليكون مساعدة إنسانية ايضا
باقة زهور باهظة الثمن لذلك من  الأحسن أن يكون بوكيه من المال الكاش ليكون مساعدة إنسانية ايضا

وصنعت تمارا ومساعدوها نحو 50 باقة في الشهر، بمعدل باقتين في اليوم تقريبا. ويمكن أن تستغرق الباقة الصغيرة ما بين ثلاثين دقيقة وساعة للانتهاء منها، أما الباقات ذات التصميمات والأفكار الأكثر تعقيدا فتحتاج إلى المزيد من الوقت.

وقالت تمارا “إن باقة النقود بتصميماتها المتنوعة فكرة مهمة تتلقى بمساعدة المحتاجين خاصة من الطلبة وغيرهم حتى من الموظفين الذين أصبح حالهم صعبا جدا، كما أنها تشجع الآخرين على افتتاح هذا المشروع فهو إلى جانب أنه مشروع خيري أكثر منه مشروع تجاري في الهدايا فإنه يعتبر مورد رزق لبعض العاطلين فقط يحتاج إلى أفكار مبتكرة لتنسيق الباقة”.

والباقات مصنوعة من الليرة اللبنانية أو الدولارات الأميركية. لكن يتم توخي الحذر عند التعامل مع العملة الصعبة. وتطلب تمارا من الزبائن إرسال عملة الدولار بسبب مخاوف من تزوير العملة وارتفاع قيمتها مقابل الليرة اللبنانية.

وتقول تمارا “إن أسعار باقات النقود تعتمد على حجمها والمبلغ المستخدم فيها. وتحقق عادة ربحا يتراوح بين أربعة وعشرة دولارات، وهذا لا يكفي إلا إذا ارتفع عدد الباقات التي نشتغلها يومين ونحن نأمل ذلك، لأننا نريد أن يتآزر اللبنانيون مع بعضهم”.

وتابعت قائلة “اللبنانيون المحتاجون قد يجدون حرجا عند استلامهم أموالا من أقربائهم أو أصدقائهم، لكن فكرة باقة النقود ترفع هذا الحرج لأنها تقدم المساعدة بطريقة حلوة تجعل من يتسلمها لتصبح هدية مساعدة والكل سيتقبلها حتما برحابة صدر”.

كما أن تلك الباقات قد تبدو مناسبة عند زيارة المرضى، كما توضح تمارا، وقالت “هناك الكثيرون من الناس من يقول لك إنهم لا يحبون الورد وهي من الهدايا التي نقدمها لمعايدة المرضى سواء في المستشفى أو في منازلهم، لذلك تكون فكرة بوكي المال بديلا حقيقيا وعمليا لمثل هذه المعايدات رغم أنني أحب الورد أيضا”.

ويعد الانهيار المالي أكثر الأزمات زعزعة للاستقرار في لبنان منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990 مما أفقد العملة أكثر من 90 في المئة من قيمتها، ودفع نحو ثلاثة أرباع السكان إلى براثن الفقر، وأدى إلى تجميد الودائع المصرفية للمدخرين.

Thumbnail
Thumbnail
20