"باز" تستغل القضية الفلسطينية كمدخل للانتشار

غموض يحيط بالمنصة العربية: هل على العرب التحدث إلى أنفسهم أم إلى العالم.
الاثنين 2021/05/31
منصة عربية لكنها مسجلة في الولايات المتحدة

دعوات مكثفة للالتحاق بمنصة “باز” التي لا تضع رقابة على المحتوى الفلسطيني تثير الجدل حول المنصة الغامضة، خاصة أنه سبق أن وجهت إليها اتهامات بأنها ملجأ للتنظيمات المتطرفة.

لندن - سلطت دعوات مكثفة منتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي تطالب مستخدمي هذه المنصات الالتحاق بمنصة “باز” (baaz) الضوء على هذه المنصة.

وتستغل المنصة الانتقادات الموجهة إلى مواقع التواصل العملاقة على غرار فيسبوك وإنستغرام وتويتر وغيرها التي تتهم بالتحيز ضد الفلسطينيين للتأكيد على أنها بديل جيد “لا تخضع المحتوى الفلسطيني للرقابة”.

ويتساءل مغردون إن كان المطلوب نشر المحتوى العربي عموما والفلسطيني خصوصا بينهم، مؤكدين أن استخدام منصة عربية فقط يشبه تحدث الشخص إلى نفسه. وقالت مغردة فلسطينية:

HelwhaK@

مش فاهمة إحنا شو بدنا بمنصة عربية بحتة حاليا، كعرب الكل بعرف إيش في وشو بصير عنا من أحداث، أما إنه عم تروجوا لمنصة عربية بحجة قمع فيسبوك وكل الوسائل الأخرى بصراحة ما في منه أي فائدة إحنا بننشر للعالم.. انشروا بكل لغات العالم بدل ترويج#منصة_باز.

وغرد معلق:

abudargame05@

لست مع انعزالنا كعرب في منصة واحدة يجب أن نبقى منتشرين في كل بقعة إعلامية في هذا العالم وبكل اللغات BAAZ.

وكان لافتا أن دعوات الالتحاق بـ”باز” يقودها إعلاميون معروفو التوجه خاصة أولئك الذين يشتغلون في قناة الجزيرة القطرية. وخصت منصات إعلامية قطرية المنصة في الأيام القليلة الماضية بتقارير صحافية داعمة لها. وانتشر هاشتاغ #منصة_باز حاول منشؤوه رفعه إلى الترند على موقع تويتر.

وروجت عضو الأسرة الحاكمة في قطر مريـم آل ثاني للمنصة في عدة تغريدات. وجاء في إحداها:

وغرد صحافي مصري معروف بانتمائه لجماعة الإخوان:

osgaweesh@

نحو منصة عربية داعمة للقضية الفلسطينية نحو محتوى حر لا يحذفه فيسبوك ولا يحظره إنستغرام شاركونا عبر #منصة_باز رابط حسابي للمتابعة والتواصل.

وشارك رجل الدين المصري هيثم الحويني وهو ابن الداعية السلفي أبوإسحاق الحويني في الترويج للمنصة عبر تغريدة “تطبيق Baaz بديل للتطبيقات العنصرية التي تحارب المحتوى الفلسطيني والإسلامي”.

و”باز” التي ترفع شعار “من العرب إلى العرب” متاحة للتحميل عبر متجري تطبيقات “غوغل” و”أبل”.

وتفيد تقارير إعلامية أن المنصة استثمار لرجال أعمال عرب يتوزّعون بين الولايات المتحدة وتونس والأردن وقطر.

وتتيح الخدمة التي تتخذ من سان فرانسيسكو مقرا لها، والتي تأسست منذ عام 2015، للمستخدمين دمج التحديثات من العشرات من التطبيقات والمواقع الأخرى في موجز واحد من أجل البساطة.

ويقول ياسر عاشور من فريق التطوير المجتمعي لمنصة باز “نطمح في باز لأن نكون منصة التواصل الاجتماعي الأولى في الوطن العربي، ومصدرا أساسيا لاستكشاف الأخبار المتداولة بعيدا عن تأثير الحسابات الوهمية والمفبركة”.

وأشارت أمين عام وزارة الاقتصاد الرقمي والريادة في الأردن سميرة الزعبي نوفمبر الماضي خلال كلمتها بمناسبة إطلاق النسخة التجريبية لمنصة “باز” إلى “أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال تجاهل أهمية منصات التواصل الاجتماعي ومدى تغلغلها في المجتمعات سواء بالنحو الإيجابي أو السلبي”.

وتثير منصة “باز” جدلا حول تمويلها ويقول مراقبون إنها مملوكة لشركة “روبيكس غلوبال هولدينغ” ومقرها الولايات المتحدة ويديرها الفلسطيني غسان سلامة الذي عمل تحت إشراف الأكاديمي عزمي بشارة الذي يوصف بأنه مهندس الإستراتيجية الإعلامية القطرية لفترة طويلة خلال عمله في شركة “ترشيد” القطرية التي أسسها بشارة.

وسبق أن رصد استخدام تنظيم داعش لمنصة “باز” لنشر أفكاره المتطرفة من خلال إنشاء حسابات لوكالة أعماق ووكالة ناشر للأخبار على المنصة قبل أن إزالة الحسابين بسبب افتضاح الأمر، لكن رغم ذلك يؤكد مراقبون أن الدعاية المتطرفة على “باز” لم تتوقف.

ويطالب مغردون بإزالة الغموض حول المنصة. وكتب ناشط:

وأضاف في إشارة إلى تسجيل المنصة في الولايات المتحدة:

وتابع:

وترتفع أصوات في العالم العربي بين الفترة والأخرى تنادي بتوفير مواقع تواصل اجتماعي محلية.

ويؤكد مغردون أن البلدان العربية وخاصة مصر والسعودية تأخرت في إنشاء تطبيقاتها الخاصة للتواصل الاجتماعي.

ولا تلقى هذه الفكرة رواجا كبيرا، إذ أن اعتماد تطبيقات محلية يذكر بما تفعله الأنظمة السلطوية على غرار إيران وتركيا اللتين تحاولان بشتى الطرق السيطرة على الرأي العام ومراقبته. كما أن هذه التطبيقات المحلية لا تلقى عادة رواجا كبيرا لأنها تكون مراقبة من الحكومة وهو ما يسعى مستخدمو مواقع التواصل لتلافيه.

ويعتبر بناء شبكة اجتماعية جديدة من الصفر مغامرة كبيرة جدا في ظل تشبع السوق العالمية وقوة المنافسة.

وسبق أن أكد المبرمج السعودي محمد المشيقح، الذي أطلق الشبكة الاجتماعية بينلينس “Penlens” في 2017، على إيمانه الكامل بأن الاستثمار في الشبكات الاجتماعية عالي المخاطرة بسبب شدة المنافسة العالمية وانصراف المستخدم نحو الشبكات الاجتماعية العالمية.

وأضاف المبرمج “تنقصنا ثقافة صناديق رأس المال المغامر”، فعند تقييم شبكة اجتماعية يجب أن يكون السؤال الصحيح هو “كم عدد المستخدمين وليس كم الدخل؟”، مضيفا أن “البرمجة هي صنعة المستقبل”.

19