باريس تعزز التعاون مع الرياض في مجال الطاقة بتوقيع مذكرة تفاهم

الرياض - وقّعت السعودية وفرنسا الخميس مذكرة تفاهم للتعاون في قطاع الطاقة بالعاصمة الرياض، في ظل الجهود التي تبذلها فرنسا للبحث عن بدائل للغاز الروسي، في مقابل سعي السلطات السعودية لدعم التحالف الدولي المناهض لإيران في المنطقة.
وناقش وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان خلال اجتماعه بوزيرة الشؤون الخارجية الفرنسية كاترين كولونا "آفاق التعاون في الاستخدامات السلميّة للطاقة الذريّة والفرص المستقبلية في مختلف مجالات الطاقة، بما في ذلك مجالات التعاون في الطاقة المتجددة، والهيدروجين النظيف، والربط الكهربائي"، بحسب ما أوردته وكالة الأنباء السعودية.
وتخلل اللقاء توقيع "مذكرة تفاهم لوضع إطار للتعاون في قطاع الطاقة، شملت تشجيع التعاون بين البلدين في مجالات الكهرباء، والطاقة المتجددة، وكفاءة الطاقة، وتخزين الطاقة، والشبكات الذكية، والبترول والغاز ومشتقاتهما، والتكرير، والبتروكيماويات، وقطاع التوزيع والتسويق"، بحسب المصدر نفسه.
كما تضمنت المذكرة "تعزيز التعاون في التقنيات بغرض تخفيف آثار التغيّر المناخي، بما في ذلك تقنية التقاط الكربون واستخدامه وتخزينه للقطاعات التي يصعب تخفيفه فيها، وإنتاج الهيدروجين، والابتكارات التقنية الأخرى".
وتسعى باريس لتنويع مصادر الطاقة من خلال تعزيز التعاون مع دول منتجة للغاز والنفط مثل الجزائر وقطر، مع توقف الإمدادات الروسية بسبب تداعيات الحرب في أوكرانيا.
ويحرص الغرب، وعلى رأسه فرنسا، على فتح صفحة جديدة في العلاقات مع عملاق النفط الخليجي في إطار سعيه لمواجهة النفوذ الإقليمي المتزايد لإيران وروسيا والصين، في خضم خلافات بين واشنطن والرياض في ما يتعلق بقرار تخفيض إنتاج النفط ضمن اوبك+.
ولا تريد باريس انتقاد الموقف السعودي على غرار الولايات المتحدة، بل تسعى عوض ذلك لتعزيز التعاون للدور الهام الذي تضطلع به الرياض في المنطقة، وكذلك احتياطاتها النفطية الهائلة في ظل أزمة طاقة عالمية.
وكان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان حظي بترحاب كبير خلال زيارته لباريس في يوليو الماضي، ما يكشف تأثير الدبلوماسية السعودية.
وتسعى المملكة لحشد الجهود الغربية والدولية لمواجهة الانتهاكات الإيرانية المتصاعدة في المنطقة، حيث حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مؤخرا من الخطر الإيراني على السلم في المنطقة والعالم. ويعتبر ماكرون أن المملكة لاعب رئيسي في المساعدة في صياغة اتفاق سلام إقليمي مع إيران، وأيضا حليف في قتال المتشددين الإسلاميين من الشرق الأوسط إلى غرب أفريقيا.
وتعتبر فرنسا أحد موردي الأسلحة الرئيسيين للرياض، لكنها واجهت ضغوطا متزايدة لمراجعة مبيعاتها بسبب الأزمة الإنسانية في اليمن التي تعد الأسوأ في العالم. ويقاتل تحالف تقوده السعودية في اليمن الحوثيين المتحالفين مع إيران.
ورفض ماكرون، الذي أصبح في ديسمبر 2021 أول زعيم غربي يزور السعودية منذ مقتل خاشقجي، الانتقادات لجهوده في التواصل مع الأمير محمد قائلا إن المملكة مهمة جدا ولا يمكن تجاهلها.
وأثار مقتل خاشقجي في القنصلية السعودية في إسطنبول ضجة دولية. وزعمت الاستخبارات الأميركية أن الأمير محمد وافق بشكل مباشر على قتل كاتب الرأي في صحيفة واشنطن بوست. ونفى ولي العهد أي دور له في الأمر.
وتناولت المباحثات بين الوزيرين مذكرة التعاون في التحوّل الرقمي، وتوطين المواد والمنتجات والخدمات المتعلقة بقطاعات الطاقة وسلاسل الإمداد، والتعاون بين الشركات المتخصصة في قطاع الطاقة.
كذلك تضمنّت "إجراء بحوث مشتركة مع الجامعات ومراكز الأبحاث وغيرها، وبناء القدرات البشرية من خلال التدريب وتبادل الخبرات في قطاع الطاقة"، بحسب الوكالة.
والأربعاء، بدأت كولونا زيارة للمنطقة تشمل السعودية والإمارات في الفترة من الأول إلى الثالث من فبراير.