باريس تستضيف مؤتمرا حول السودان عشية دخول الحرب عامها الثاني

مؤتمر المانحين الدوليين يتزامن مع تصاعد العنف في مدينة الفاشر حيث تسبب بمقتل ستة وإصابة أكثر من ستين آخرين.
الاثنين 2024/04/15
مساع لمعالجة ضعف تمويل الطوارئ والنقص البالغ أكثر من 2.5 مليار دولار

باريس - يُفتتح الاثنين في باريس مؤتمر دولي حول السودان بعد عام على بدء الحرب، وسط آمال بإحياء التعبئة بشأن "أزمة منسية" ذات عواقب إنسانية كارثية ومخاطر جيوسياسية كبيرة، في وقت يتصاعد العنف في مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غرب البلاد عشية دخول الحرب عامها الثاني.

ويشمل الاجتماع الذي تشارك ألمانيا خصوصا في رئاسته، شقا سياسيا في الصباح، على المستوى الوزاري، لمحاولة إيجاد مخارج للنزاع، وشقا إنسانيا هدفه تعبئة التبرعات وتقديم معونة ضخمة لهذا البلد المدمر في القرن الأفريقي. كما يضم اجتماعا لنحو 40 شخصية من المجتمع المدني السوداني.

وقال كريستوف لوموان نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية "الفكرة هي إعادة الأزمة إلى صدارة جدول الأعمال. يجب ألا يُسمح بأن يصبح السودان أزمة منسية".

وشددت الخارجية الفرنسية على أن "الاهتمام الدولي ينصب على غزة وأوكرانيا أكثر من السودان"، مشيرة الى ان الأزمة السودانية "إنسانية ولكن جيوسياسية أيضا". وقالت إن "خطر تفكك السودان وزعزعة استقرار القرن الأفريقي بكامله كبير جدا".

وتستضيف باريس المؤتمر الدولي من أجل السودان بعد مرور عام بالضبط على بدء الحرب بين الجيش بقيادة الجنرال عبدالفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق الجنرال محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي.

وسيسعى مؤتمر "المانحين" في باريس إلى معالجة ضعف تمويل الطوارئ في السودان والدول المجاورة والنقص الذي يبلغ أكثر من 2.5 مليار دولار.

ويتصاعد القلق الدولي على مصير الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور مع ازدياد وتيرة العنف عشية دخول الحرب في السودان عامها الثاني، وخشية من اندلاع معارك عنيفة فيها بعد أن كانت مركزاً رئيساً لتوزيع الإغاثة والمساعدات.

وبعد اندلاع النزاع بين الجيش وقوات الدعم السريع في أبريل 2023، امتدت أعمال العنف مجدداً إلى إقليم دارفور الواسع في غرب البلاد، لتدون فصلا جديدا من أهوال الحرب مثل النزوح الجماعي والعنف الجنسي وعمليات القتل على خلفية عرقية.

وتسيطر قوات الدعم السريع حاليا على أربع من عواصم الولايات الخمس المشكلة للإقليم، ما عدا الفاشر التي تضم مجموعات مسلحة متمردة، لكنها تعهدت الوقوف على مسافة واحدة من طرفي الحرب، مما جنبها حتى الأمس القريب الانزلاق إلى القتال.

وقالت نقابة أطباء السودان، اليوم الاثنين، إن عدد قتلى الاشتباكات الدائرة منذ ظهر الأحد في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور في غرب البلاد، بلغ ستة، بينما أصيب 61 آخرون.

وأضافت النقابة في بيان أن مصابي الاشتباكات الذين تم نقلهم إلى مستشفى الفاشر الجنوبي، بينهم طبيبة أصيبت "أثناء تأدية عملها"، وأشارت إلى أن "الاصابات ما زالت تتوافد على المستشفى، مع وجود حاجة ماسة لمعدات جراحية، وحوجة عاجلة للتبرع بالدم".

والسبت اندلعت اشتباكات في غرب مدينة الفاشر بين قوات الدعم السريع والحركات المسلحة، بحسب ما أفاد آدم أحد الحقوقيين السودانيين وكالة الصحافة الفرنسية، طالباً ذكر اسمه الأول فقط.

وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في بيان السبت عن "قلقه العميق" إزاء تقارير تشير إلى "احتمال وقوع هجوم وشيك على الفاشر".

ونقل البيان عن غوتيريش قوله إن "مثل هذا الهجوم سيكون مدمراً للمدنيين في المدينة" التي تعتبر "مركزاً إنسانياً أممياً يضمن تقديم المساعدات الإغاثية" في جميع أنحاء دارفور.

وتعثرت جهود الوساطة التي تبذلها الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية منذ أشهر. وأعرب المبعوث الأميركي الخاص إلى السودان توم بيرييلو الخميس عن أمله في أن يساعد مؤتمر باريس على استئناف المحادثات بشأن السودان.

وخلال عام واحد، أدّت الحرب في السودان إلى سقوط آلاف القتلى بينهم ما يصل إلى 15 ألف شخص في إحدى مدن غرب دارفور، وفق خبراء الأمم المتحدة.

كما دفعت الحرب البلاد البالغ عدد سكانها 48 مليون نسمة إلى حافة المجاعة، ودمرت البنى التحتية المتهالكة أصلا، وتسبّبت بتشريد أكثر من 8.5 ملايين شخص بحسب الأمم المتحدة.