بارون المخدرات إل تشابو نجم هوليوود الجديد

عالم بارونات المخدرات يمثل مادة يراهن عليها صناع السينما في الوقت الحالي، حيث شكلت محاكمة خواكين جوثمان الملقب بإل تشابو، مؤخرا، عامل جذب لعدد كبير من المنبهرين بهذه الشخصية القابعة في السجن بسبب مخالفتها للقانون.
نيويورك- تفضل سينما الجريمة، في الوقت الراهن، تناول موضوعات واقعية، وخصوصا عن عالم بارونات المخدرات في أميركا اللاتينية، حيث أنتجت نتفليكس مسلسل “ناركوس” عن أسطورة المخدرات الكولومبي، بابلو إسكوبار، ومن كولومبيا إلى المكسيك، نجد البارون الآخر للمخدرات وهو خواكين جوثمان الملقب بإل تشابو، الذي يعامل في بلاده كبطل شعبي.
وتجتذب محاكمة إل تشابو في مدينة نيويورك جمهورا عريضا من السيّاح الذين انبهروا بشخصية زعيم كارتيل المخدرات في البلد اللاتيني، والفضوليين من عشاق قصص الجريمة سواء في الصحافة أو الأدب على أمل أن يحظوا بنظرة عن قرب لملك المخدرات، الذي قد يقضي بقية عمره خلف القضبان بسبب جرائمه التي تشي بمسؤوليته عن أكثر من ثلاثة آلاف عملية اغتيال.
ومع ذلك يتم إنتاج مسلسلات تلفزيونية حوله وتكتب له أغان تمجد شخصيته، وبطبيعة الحال فإن قصته بالنسبة لهوليوود تعتبر موضوع فيلم جيّد.
ويقدم عالم عصابات المخدرات لكتّاب السيناريو والمخرجين مادة خصبة بامتياز مليئة بالأكشن والإثارة، تتخللها مشاهد أطنان من الكوكايين وغيره من المواد المخدرة، وسط الأحراش الكولومبية، ووجوه القتلة المأجورين، وأفراد عصابات التهريب في قلب الحدث، وبطبيعة الحال، المنطقة المضطربة على الحدود بين الولايات المتحدة وجيرانها الجنوبيين سواء المكسيك أو باقي دول أميركا الوسطى، وخاصة السلفادور وغواتيمالا.
وتقدم الرواية السينمائية رؤية واقعية لصراع السلطة والنفوذ والمال الوفير، وسط عالم من البذخ جعل من تجار المخدرات قياصرة وبارونات مع أسرهم، حيث يملكون أساطيل من السيارات، وترسانات أسلحة، وطائرات خاصة وغواصات ويخوت، وحتى حدائق حيوانات ومدنا بأكملها.
ويعتبر فيلم آل باتشينو، سكارفيس، الذي جسد فيه عام 1983، دور المهاجر الكوبي توني مونتانا الذي تحول إلى أكبر تاجر مخدرات في ساحل ميامي، نموذجا ومرجعية للأعمال التي قدمت بعد ذلك، مثل “خيوط التهريب”، ثم “انفجار” 2001، فـ“قاتل مأجور” 2015. والفارق أن الصراع مع بارونات المخدرات كان أحيانا يأخذ شكلا واقعيا وأحيانا يبتعد كثيرا عن الواقع إلى درجة الكوميديا.
وحلت أفلام المخدرات، إلى حد ما محل أفلام رجال عصابات الجريمة المنظمة والمافيا، والتي ظلت تعتمد عليها الأفلام البوليسية لفترة طويلة استمرت حتى مطلع التسعينات.
ومع ظهور شركات البث عن طريق الإنترنت أو الأستريمينغ، مثل نتفليكس، حققت هذه النوعية من الأفلام انتشارا لا حدود له، وهو ما تأكد مع نجاح مسلسلات مثل ”إل تشابو”، حيث يُسرد الواقع بصورة درامية.
وبحسب صحيفة الغارديان، قال بنيثيو ديل تورو، الذي جسد دور غيفارا في فيلم تشي “لا شك أننا بصدد نوع جديد، هذه الأعمال ستصبح مستقبلا الويسترن الجديد”.
ويهرول كتّاب سيناريو هذه النوعية من الأعمال دون تفكير، لتكريس أسطورة بارون المخدرات من خلال معالجتهم للموضوع من كافة جوانبه. كما أصبحت هناك أغان تكتب وتلحن خصيصا لهذه الأعمال على إيقاعات تمزج بين الفالس والبولكا والميلودي السريع، وتتمحور موضوعاتها حول ثلاثي العنف والمخدرات والجنس.