باربي الأردنية تعرّف السياح بالتراث

صفية عبدالمطلب صانعة دمى تعرض مزيجا من التراث الأردني وروح المعاصرة مشكلا في أثواب دمى صنعتها وحملتها كل جماليات التراث.
السبت 2019/11/02
جماليات فنية تنهل من التراث

مأدبا (الأردن) - اختارت صفية عبدالمطلب أبوزر أرصفة شارع السياحة بالقرب من معهد مأدبا لفن الفسيفساء والترميم، لتعرض على السياح مزيجا من التراث الأردني وروح المعاصرة مشكلا في أثواب دمى صنعتها وحملتها كل جماليات التراث، حتى أطلق عليها الزوار الأجانب “باربي الأردنية”.

وبحسب وكالة الأنباء الأردنية، أفادت صانعة الدمى أن حلمها بتجسيد التراث ومحاكاته من وحي الطبيعة وخيراتها، بدأ منذ صغرها.. لذلك استلهمت منه منتوجاتها، حيث راوحت بين فن الرمل وصناعة الدمى، مضيفة أنها قبل خمسة عشر عاما كانت انطلاقتها بصناعة دمية تفاخرت بها أمام أهل الحي.

واجهت صفية رفض بعض المحيطين بها لمشروعها متسلحة بالطموح، قائلة “عملت جاهدة على مواصلة استثمار فكرة مشروعي، في ظل تهافت السياح لشراء هذه الدمى التي أطلقوا عليها تسمية (باربي الأردنية)”.

وتحفز هذه الدمى المصنوعة يدويا السائح بما تحمله من جماليات فنية تنهل من التراث، على اقتنائها بوصفها معبرة عن ثراء التراث الأردني.

ولم تكتف صفية بتعلم كل مهارات صناعة الدمى التراثية والتطريز وفنون الرمل والفسيفساء، بل عملت على تدريب العديد من فتيات محافظة مأدبا، حتى تساعدهن على تحسين دخلهن المادي.

ونتيجة لذلك، حظيت بالتكريم من قبل مؤسسة نهر الأردن العام الماضي عبر حصولها على المركز الأول في مجال الإبداع بمشاريع الحرف اليدوية وتطويرها.

وقالت أمل الخاروف، باحثة في مركز دراسات المرأة في الجامعة الأردنية، إن صفية تمثل نموذجا للمرأة الناجحة والمؤثرة في المجتمع، كونها ساهمت بتمكين العديد من الفتيات والنساء اقتصاديا مثلما عملت على توسيع وتطوير مشروعها الذي انعكس إيجابا عليها وعلى المجتمع المحلي وتسويق المنتج السياحي الأردني عالميا.

ولفتت الخاروف إلى أنه علاوة على دور صفية في تعليم وتدريب فتيات وسيدات المجتمع المحلي في مأدبا على هذه المهارات وتسويق تراث الأردن سياحيا من خلال مشغولاتها، فقد عززت حب الانتماء لتراث الوطن لدى الأطفال الذين اقتنوا الدمى.

وأكدت أن الإبداع في توظيف التراث والزي الشعبي بأشكال مختلفة هو أمر يدعو إلى المباهاة باعتباره عنوان حضارة وثقافة ويمثّل هوية ومرجعا وطنيّا لأهل البلد وسفيرا لهم في الخارج.

24