باربيكيو البيكانا قضية بيئية في البرازيل

المستولون على الأراضي يستهدفون المساحات الطبيعية لإزالة الغابات وبيعها إلى مزارعي فول الصويا ومربي الماشية.
الخميس 2022/09/08
نقطع شجرة لتوفير لحمة

ريو دي جانيرو (البرازيل) - وعد الزعيم البرازيلي السابق لويز إيناسيو لولا دا سيلفا، الذي سعى للإطاحة بالرئيس جايير بولسونارو في انتخابات أكتوبر، بإعادة لحم البقر إلى البرازيليين، حيث أصبح أغلى مع ارتفاع التضخم، وأصبح الوصول إلى الطعام في حفلات الشواء البرازيلية موضوعا رئيسيا في السباق.

وقال لولا دا سيلفا على تويتر في مايو "سيعود الناس إلى أكل البيكانا (قطعة لحم بقري شهيرة) وسيقيمون حفلات شوائهم مرة أخرى". ولكن مع رعي قطعان الماشية البرازيلية بشكل متزايد في غابات الأمازون، يرى البعض أن تعهد المنافس اليساري يتعارض مع وعد حملة رئاسية أخرى بوقف إزالة الغابات المطيرة سريعة التلاشي، وهي حصن أساسي ضد تغير المناخ.

ويقول خبراء الزراعة والبيئة إن الرد على الوفاء بوعود الحملة هو ضمان أن تصبح الأراضي المخصصة لتربية الماشية أكثر إنتاجية وأن شراء لحوم الأبقار المرتبطة بإزالة الغابات يصبح أكثر صعوبة.

وقال سينيرو كوستا جونيور من المجموعة الاستشارية للبحوث الزراعية الدولية إن "تربية الماشية غير فعالة في البرازيل لدرجة أنها تنتهي بالتوسع بشكل رئيسي في الأماكن التي تكون فيها الأرض أقل تكلفة مثل الأمازون”.وأضاف "إذا رفعت الإنتاجية، يمكنك خفض أسعار لحوم البقر مما يجعلها في متناول الجميع".

◙ الرد على الوفاء بوعود حملة حماية الغابات المطيرة هو ضمان أن تصبح الأراضي المخصصة لتربية الماشية أكثر إنتاجية وشراء لحوم الأبقار يصبح أكثر صعوبة

ويُنظر إلى خفض كمية لحوم البقر التي يأكلها الناس على مستوى العالم على أنها طريقة أساسية لوقف تغير المناخ، حيث يترتب عن إنتاج اللحوم انبعاثات مغيرة للمناخ أكثر بكثير من العديد من الأطعمة الأخرى.

ولم تكتسب المناشدات البيئية للابتعاد عن حفلات الشواء في البرازيل زخما إلا مؤخرا، حيث أن ثقافتها شبيهة بثقافة الأرجنتين وتركز على لحوم الأبقار.

وقال حوالي 14 في المئة من البرازيليين الذين استجوبهم المعهد البرازيلي للرأي العام والإحصاء في 2018 إنهم يعتبرون أنفسهم نباتيين كليا أو جزئيا، بزيادة كبيرة عن 8 في المئة في 2012.

لكن 66 في المئة من ألفي شخص شملهم الاستطلاع قالوا إنهم ليسوا نباتيين بأي شكل من الأشكال. وقال ريكاردو لورينو رئيس الجمعية النباتية البرازيلية "تتمثل الصعوبة الأكبر في التراث الاجتماعي" مع الشواء "الذي يميز الثقافة البرازيلية".

وتأثر تناول لحوم الأبقار في البرازيل بعوامل مثل الصادرات القياسية مع ارتفاع الطلب الصيني وتفاقم الفقر في الوقت الذي تكافح فيه البلاد أزمة تكلفة المعيشة.

وقال والاس ألفيس الذي يعمل في مصنع للورق الصحي بينما كان يغادر محل جزارة في مادوريرا أحد أحياء ريو دي جانيرو "لا يمكنك أن تأكل البيكانا بما نكسبه بأي حال من الأحوال".

وتستقطب ولايات الأمازون لوحدها 94 في المئة من الزيادة في قطيع الماشية بالبرازيل خلال العقدين الماضيين، وتعتبر المنطقة الآن موطنا لـ93 مليونا من إجمالي قطيع البلاد البالغ 218 مليون حيوان، وفقا لبيانات المعهد البرازيلي للجغرافيا والإحصاء.

ولايات الأمازون تستقطب لوحدها 94 في المئة من الزيادة في قطيع الماشية والأبقار بالبرازيل خلال العقدين الماضيين
ولايات الأمازون تستقطب لوحدها 94 في المئة من الزيادة في قطيع الماشية والأبقار بالبرازيل خلال العقدين الماضيين

وقال ليرتي فيريرا الأستاذ في الجامعة الفيدرالية في غوياس "على مدى الأعوام الثلاثين الماضية، كانت الجبهة الرئيسية لتوسع المراعي هي الأمازون". ومع ذلك تعاني تربية الماشية في الأمازون من ضعف الإنتاجية، ولا يفعل الكثير من المزارعين سوى القليل لحماية إنتاجية مراعيهم أو تنميتها.

وقال باحثون إن مناطق غابات جديدة تُزال باستمرار لتربية الماشية، مما يساهم في إزالة غابات الأمازون التي ارتفعت في عهد الرئيس اليميني بولسونارو.

وقال المعهد الوطني البرازيلي للأبحاث والفضاء هذا الأسبوع إن عدد نقاط الحرائق الساخنة في منطقة الأمازون، وهي الطريقة الأكثر شيوعا لتطهير الأراضي من أجل المراعي، وصل إلى أعلى مستوى له منذ اثني عشر عاما في أغسطس، على الرغم من الحظر الفيدرالي.

ويقول النشطاء في منطقة الأمازون إن معظم عمليات إزالة الغابات هذه غير قانونية، مستشهدين بتقارير عديدة عن مربي الماشية الذين ضموا مزيدا من الأراضي إلى ممتلكاتهم أكثر مما هو مسموح به قانونا.

◙ تربية الماشية في الأمازون تعاني من ضعف الإنتاجية ولا يفعل الكثير من المزارعين سوى القليل لحماية إنتاجية مراعيهم أو تنميتها

بالإضافة إلى ذلك، فإن المستولين على الأراضي يستهدفون المساحات الطبيعية لإزالة الغابات وبيعها في النهاية إلى مزارعي فول الصويا ومربي الماشية بعد طلب سندات ملكية خاصة على أساس أن الأرض تُستخدم الآن "بشكل منتج".

ومكّنت العديد من القوانين الفيدرالية وقوانين الولايات من خصخصة أراض عامة رسميّا بأثر رجعي في منطقة الأمازون وكان الاستيلاء على هذه الأراضي غير قانوني. وقالت فابيانا فيلا ألفيس مديرة الإنتاج المستدام والري بوزارة الزراعة إن تربية بعض الماشية على أرض أزيلت منها الغابات حديثا "ليس إنتاجا، بل هو ذريعة للاعتراف بهذه المنطقة على أنها شرعية، وهي جريمة".

ونظرا إلى الإنتاجية المنخفضة للماشية في منطقة الأمازون، سيتعين إزالة ما بين 634 ألفا ومليون هكتار من الغابات سنويا واستخدامها في تربية المواشي حتى 2030 لمواكبة توقعات الحكومة لإنتاج لحوم الأبقار، وفقا لتقدير لإيمازون.

لكن أهداف الإنتاج يمكن أن تتحقق بدلا من ذلك عن طريق استعادة واستخدام ما بين 170 ألفا و290 ألف هكتار من المناطق المتدهورة سنويا، أي أقل من 1 في المئة من مراعي الأمازون، حسب تقديراتها.

وقالت تيريزا كامبيلو سيرتو الوزيرة السابقة التي تدعم حملة لولا، إن استعادة المراعي من خلال برنامج "أي.بي.سي" الحكومي الذي يمنح الإعانات للمشاريع منخفضة الكربون يمكن أن يعزز إمدادات لحوم البقر المحلية ويخفض الأسعار.

وقالت الحكومة إن البرنامج استعاد 27 مليون هكتار من المراعي على مستوى البلاد من 2010 إلى 2020 وجعلها أكثر تغذية. وقال مارسيلو ستابيل الباحث في إيبام أمازونيا غير الربحي، إنه بالإضافة إلى تعزيز الإنتاجية، يجب على الحكومة أن تسن سياسات لضمان عدم توسع مراعي الماشية على حساب غابات الأمازون المطيرة.

18