بائع التمر الهندي.. تراث حاضر في معرض الزهور بدمشق

دمشق - بملابسه التراثية المكونة من صدرية وشروال وميتال مطرز بالخيط العربي يتجول أبومحمد السحار في معرض الزهور بحديقة تشرين حاملاً معه إبريقه النحاسي المعبأ بشراب التمر الهندي الذي صنعه بيديه خصيصاً لزوار المعرض.
السحار الذي يزرع الابتسامة على وجوه الزبائن وهو يمازحهم ويقدم لهم كأساً من التمر الهندي المنعش يحضر شرابه بعد المرور بعدة مراحل تبدأ بنقع التمر الهندي بالماء المغلي لمدة يوم كامل وبعد ذلك عصره بأدوات قديمة بشكل يدوي وتصفيته بقطعة شاش ناعمة ثم تحليته بالسكر ووضعه بإبريق نحاسي لأنه يحافظ على خاصيات التمر.
وقال السحار لوكالة الأنباء السورية (سانا) إن هذه المهنة متوارثة في العائلة أباً عن جد وهو يعمل على إحيائها والحفاظ عليها من الاندثار من خلال التذكير بها في المعارض والأعياد والمناسبات.
ولفت السحار إلى أنه استبدل الأكواب الزجاجية التي كانت تستعمل قديماً ولأصوات ضربها ببعضها البعض رنين خاص يستهوي المارة بأخرى مصنوعة من البلاستيك تستخدم لمرة واحدة وذلك حرصاً على صحة الزبائن، مبيناً أنه يسوق منتجاته في المعارض الداخلية والخارجية حيث شكل مشروب التمر الهندي جواز سفره إلى دول الجوار من خلال مشاركته بمعارض في سلطنة عمان والبحرين لإحياء هذه المهنة التراثية.
ويعتبر التمر الهندي بحسب السحار من المشروبات المفضلة لدى كثير من الناس وخاصة في شهر رمضان والأعياد كما أنه يدخل في بعض المأكولات لإضفاء الحموضة الطبيعية عليها لذلك يوجد إقبال عليه بشكل مستمر.
وكانت فعاليات معرض الزهور بدورته الـ42 انطلقت في الثاني والعشرين من يونيو الماضي واستمرت حتى التاسع من يوليو الجاري ولكن بمناسبة عيد الأضحى المبارك مددت وزارة السياحة ومحافظة دمشق المعرض إلى غاية الثاني عشر يوليو الجاري.