انطلاق الاختبارات السريرية للقاح "إنتروميكس" المضاد للأورام في روسيا

لقاح روسي جديد يمكنه تدمير الأورام الخبيثة وتنشيط مناعة الجسم لدى المرضى.
الثلاثاء 2025/06/24
ثورة في مجال علاجات السرطان

موسكو - بدأت الاختبارات السريرية للقاح “إنتروميكس” الجديد المضاد للأورام، وفق ما أعلنه أندريه كابرين، المدير العام للمركز الوطني لبحوث الأشعة الطبية التابع لوزارة الصحة الروسية.

ووفقا له، وافق 48 متطوعا على المشاركة في هذه الاختبارات السريرية.

وقال كابرين في منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي “انطلقت بالفعل المرحلة الأولى للاختبارات السريرية المفتوحة أحادية المركز لهذا اللقاح.” وأشار إلى أن التأثير السمي للقاح ضئيل جدا.

وبدأ اختيار المتطوعين للمشاركة في هذه الاختبارات في شهر ديسمبر 2024.

ويعتمد اللقاح على أربعة فايروسات غير مرضية، يمكنها تدمير الأورام الخبيثة وفي نفس الوقت تنشيط مناعة الجسم المضادة للأورام لدى المرضى. ويتراوح تأثير هذا المستحضر بين إبطاء نمو الورم وتدميره بالكامل.

وكانت روسيا قد أعلنت عن انتهاء الاختبارات ما قبل السريرية للقاح المضاد للسرطان.

وقال الدكتور إيفان ستيليدي كبير أطباء الأورام لوكالة الأنباء الروسية “نحن نستكمل حاليا التجارب ما قبل السريرية الأولية على نماذج حيوانية في مركز بلوخين الوطني للبحوث الطبية للأورام التابع لوزارة الصحة الروسية، لذلك من السابق لأوانه الحديث عن موعد الحصول على إذن لاستخدام اللقاح. ولكن من المهم فهم أن لقاح ‘أم.آر.أن.أي’ ليس دواء سحريا، بل هو مثل أي طريقة مستخدمة في علاج السرطان.”

وأفاد الأكاديمي ألكسندر غينسبورغ مدير مركز “غماليا” الوطني لبحوث الأوبئة والأحياء الدقيقة بأن الدراسات ما قبل السريرية على لقاح السرطان أظهرت أن الدواء يثبط تطور الورم. وأضاف أن أول الأشخاص الذين يتلقون لقاح السرطان الجديد في التجارب السريرية يمكن أن يكونوا مرضى الورم الميلانيني وسرطان الخلايا الصغيرة في الرئة. ويخطط العلماء أيضا لتطوير نماذج للأمراض السرطانية لإنشاء لقاحات مضادة لها، بما فيها ضد سرطان الكلى والثدي والبنكرياس.

اللقاح مخصص للأشخاص الذين يعانون من السرطان وبفضله ستتمكن الخلايا الليمفاوية في الجسم من التعرف على الخلايا السرطانية وتدمرها

وقال الباحثون إن هذا اللقاح مخصص لفرد واحد، أي أنه يصنع لمريض معين، وبعد العملية ترسل المادة للبحث الجيني.

يساهم في ابتكار هذا اللقاح خبراء ثلاثة مراكز علمية: بلوخين وهيرتسين وغاماليا، حيث يحصل العلماء على عينات من مختبرات خاصة. وبعد استلامها يعزلون الحمض النووي والحمض النووي الريبي  من الخلايا السرطانية والأنسجة السليمة، ما يسمح بتحديد تركيبة اللقاح المستقبلي. يتم إرسال المواد الناتجة إلى جهاز التسلسل الذي يفك تشفير الجينات ويبحث عن الطفرات الجينية التي تعتبر السمة الأساسية للقاح الجديد. فإذا كان العلاج الكيميائي يهدف بشكل عام إلى تدمير الخلايا السرطانية، فإن اللقاح الجديد يعلم مناعة الفرد كيفية التعرف على الخلايا المتحورة ومحاربتها. ويساهم في هذا العمل متخصصو تكنولوجيا المعلومات أيضا، حيث تختار الشبكة العصبية التركيبة الأكثر فعالية.

وحاليا يختبر هذا اللقاح على نوع واحد من السرطان هو سرطان الجلد. ويؤكد الأطباء أن اللقاح مجرد وسيلة لتعزيز العلاج المناعي، وليس علاجا سحريا للمرض. وسيتم إجراء دراسات مستقبلية على أنواع أخرى من الأمراض، مثل سرطان الرئة وسرطان الكلى وأورام الجهاز الهضمي.

وقال أندريه كابرين كبير أطباء الأورام بوزارة الصحة الروسية لإذاعة روسيا “بشكل عام، كانت جميع أدوية الأورام، خاصة في البداية، عند دخولها إلى السوق، بما في ذلك أدوية العلاج المناعي، باهظة الثمن في البداية، ونحن نعتقد أن هذا لن يكون دواء لفئة معينة، ويجب أن يكون مجانيا للمرضى بالطبع.”

وتوقع رئيس مركز “غاماليا” الروسي لبحوث علم الأوبئة والأحياء الدقيقة ألكسندر غينسبورغ في وقت سابق أن يتم استلام التصاريح الرسمية باستخدام لقاح السرطان الذي يعمل المركز على تطويره في يناير 2025.

وأشار المركز في وقت سابق إلى أنه يعمل على تطوير لقاح ثوري للسرطان، وأكد مدير المركز ألكسندر غينسبورغ في يونيو أن “اللقاح مخصص للأشخاص الذين يعانون بالفعل من السرطان، ويطلق على هذا الدواء اسم اللقاح لأنه مصمم لتنشيط جهاز المناعة، وبفضله ستتمكن الخلايا الليمفاوية في الجسم من التعرف على الخلايا السرطانية وتدمرها.”

ويتم تطوير اللقاح بمشاركة عدة جهات علمية في روسيا، وهي مركز “غاماليا” ومعهد “هرتسن” لأبحاث الأورام في موسكو ومركز “بلوخين” الوطني الطبي لأبحاث الأورام.

15