انضمام السويد إلى الناتو يفتح الطريق لحصول تركيا على طائرات أف - 16

عملية البيع تشمل حصول تركيا على 40 طائرة جديدة من طراز أف - 16 وحصول اليونان على 40 طائرة من أف - 35.
الأحد 2024/01/28
متى يحصل الأتراك على أف - 16

واشنطن - أعطت الحكومة الأميركيّة الجمعة الضوء الأخضر لبيع مقاتلات من طراز أف - 16 لتركيا بقيمة 23 مليار دولار واضعة بذلك حدا لأشهر من المفاوضات، في قرار يأتي عقب مصادقة أنقرة على انضمام السويد إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو). وقالت وزارة الخارجية الأميركية الجمعة إن عملية البيع تشمل حصول تركيا على 40 طائرة جديدة من طراز أف – 16 وحصول اليونان على 40 طائرة من طراز أف - 35 مقابل 8 مليارات دولار. وأخطرت وزارة الخارجية الكونغرس رسميا بهذه الصفقة المزدوجة، وفقا لما يقتضيه القانون الأميركي.

ولتنفيذ هذه الخطوة كانت الولايات المتحدة تنتظر أن تتسلّم وثائق تصديق تركيا على عضوية السويد في الناتو على ما قال مسؤول أميركي اشترط عدم كشف هويته، ما يعكس الطبيعة الحساسة جدا للمفاوضات التي كانت جارية. وبصفتها الأمينة على اتفاقية شمال الأطلسي، يجب أن تودع كل وثائق التصديق في العاصمة الفيدرالية الأميركية التي تستضيف في يوليو قمة في ذكرى مرور 75 عاما على إنشاء الناتو.

ويفرض القانون الأميركي إخطار الكونغرس بأيّ عملية بيع لأسلحة أميركية إلى حكومة أجنبية. وكانت قضية طائرات أف - 16 التي تحتاج إليها تركيا لتحديث سلاح الجو، موضع مفاوضات طويلة بين واشنطن وأنقرة إثر تقدم السويد بطلب انضمام إلى الناتو. وصادق البرلمان التركي الثلاثاء على انضمام السويد، ليُنهي مفاوضات استمرت عشرين شهرا بين ستوكهولم وأنقرة بهذا الشأن، كانت بمثابة اختبار لعلاقات أنقرة مع حلفائها الغربيين الراغبين في تشكيل جبهة موحدة ضد موسكو في سياق الغزو الروسي لأوكرانيا.

◙ قضية طائرات أف - 16 التي تحتاج إليها تركيا لتحديث سلاح الجو كانت موضع مفاوضات شاقة بين واشنطن وأنقرة
◙ قضية طائرات أف - 16 التي تحتاج إليها تركيا لتحديث سلاح الجو كانت موضع مفاوضات شاقة بين واشنطن وأنقرة

ورفضت تركيا في بادئ الأمر طلب السويد الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي على خلفية إيواء ستوكهولم مجموعات كردية تعتبرها أنقرة “إرهابية”. وطالبت أن تجري السويد سلسلة من الإصلاحات واشترطت لاحقا الموافقة أيضا على صفقة بيعها هذه الطائرات الأميركية. وبغية تلبية شروط أنقرة، عدّلت السويد دستورها وأقرت قانونا جديدا لمكافحة الإرهاب. واتّخذت خطوات أخرى طلبها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وكانت السويد أعلنت في مايو 2022 إثر الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير من السنة نفسها ترشحها للانضمام إلى الناتو إلى جانب فنلندا التي أصبحت في أبريل العضو الحادي والثلاثين في الحلف. ولطالما أيدت الحكومة الأميركية بيع هذه الطائرات إلى تركيا إلا أن أعضاء في الكونغرس ولاسيما من الحزب الديمقراطي عارضوا ذلك وعطلوا الصفقة مشددين على السجل السلبي لتركيا على صعيد حقوق الإنسان والتوترات مع اليونان.

وربط هؤلاء الموافقة على هذا العقد بمصادقة تركيا على انضمام السويد. وأعرب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ بن كاردن في بيان نشر مساء الجمعة بالتوقيت المحلي عن موافقته على اتفاق البيع مشددا على أنه “لم يتخذ هذا القرار بخفة”. ويملك الكونغرس صلاحية تعطيل الصفقة من خلال قرار مشترك لكن لا يتوقع ذلك إذ أن شرط المصادقة على انضمام السويد قد لُبّي.

وأجرى وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن سلسلة مكثفة من المباحثات الدبلوماسية بين أثينا وأنقرة للتوصل إلى هذا الاتفاق مؤكدا ثلاث مرات للرئيس التركي خلال زيارة إلى أنقرة بعيد زلزال فبراير 2023 أنه لن يحصل على طائرات من دون المصادقة على انضمام السويد إلى الناتو، على ما أوضح المسؤول الأميركي. وتطلب الاتفاق التزام أثينا المسبق بعدم تعطيله مع حصول اليونان بالتزامن على طائرات أف - 35 الأكثر تطورا.

وكانت اليونان اعترضت بقوة على بيع طائرات مقاتلة من طراز أف - 16 إلى تركيا بسبب نزاعات حدودية بين البلدين لاسيما في شرق المتوسط الغني بموارد الطاقة. إلا أن فصول التوسيع الجديد لحلف شمال الأطلسي لم تنته. ويبقى على المجر المصادقة على انضمام السويد رغم وعود بودابست بأنها لن تكون البلد الأخير الذي يعطي الضوء الأخضر.

وتوقعت مصادر في واشنطن أن يحتاج هذا الأمر إلى أسابيع إضافية لكن المجر تعهدت بالمضي قدما ما يسمح بتوقع مراسم لرفع العلم السويدي خلال الاجتماع الوزاري المقبل للناتو بمقره في بروكسل في أبريل. وأزالت موافقة البرلمان التركي على طلب السويد الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي آخر عقبة رئيسية أمام توسيع الحلف بعد تأخر الخطوة 20 شهرا، مما تسبب في إحباط بعض حلفاء أنقرة وانتزاع بعض التنازلات منهم.

◙ الكونغرس يملك صلاحية تعطيل الصفقة من خلال قرار مشترك لكن لا يتوقع ذلك إذ أن شرط المصادقة على انضمام السويد قد لُبّي

واعترض الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في مايو 2022 على طلبي السويد وفنلندا الانضمام إلى الحلف العسكري. وقدمت دولتا الشمال عرضيها بعد الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا. وخلال اجتماع للحلف بمدريد في 2022 توصلت تركيا إلى اتفاق مع السويد وفنلندا وافقت بموجبه الدولتان على رفع حظر تصدير الأسلحة إلى تركيا واتخاذ إجراءات ضد أعضاء في حزب العمال الكردستاني المحظور، وما يسمى بحركة غولن التي تتهمها أنقرة بالمسؤولية عن محاولة انقلاب وقعت عام 2016.

وألغت ستوكهولم في 2022 حظرا على تصدير العتاد العسكري إلى تركيا، دون الكشف عن تفاصيل الشركات أو المنتجات. وفي يونيو 2023 قدمت السويد مشروع قانون جديدا لمكافحة الإرهاب، ينص على أن الانضمام إلى أيّ منظمة إرهابية أمر غير مشروع، قائلة إنها بذلك تكون قد أوفت بالجزء الخاص بها من الاتفاق.

وفي وقت لاحق من العام الماضي، منعت محكمة سويدية عليا تسليم اثنين من الأتراك تقول أنقرة إنهما من أنصار فتح الله غولن. كما أيدت محكمة استئناف إدانة رجل بالشروع في تمويل حزب العمال الكردستاني الذي يصنفه الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة جماعة إرهابية.

وردا على الانتقادات الموجهة إلى السويد من تركيا وغيرها من الدول ذات الأغلبية المسلمة، قال وزير العدل السويدي جونار سترومر إن بلاده تدرس إمكانية تغيير قانون لمنع الناس من حرق نسخ من المصحف في الأماكن العامة. ووافقت فنلندا من جانبها في 2022 على النظر في منح تصاريح لتصدير أسلحة إلى تركيا، على أساس كل حالة على حدة. وبعد انتظار دام قرابة العام، قالت أنقرة إنها وافقت على انضمام هلسنكي إلى الحلف.

وعندما قال أردوغان في مؤتمر للحلف في يوليو من العام الماضي إن السويد ستحصل في النهاية على الضوء الأخضر للانضمام إلى الناتو، وافقت كندا العضو في الحلف أيضا على استئناف المحادثات مع تركيا بخصوص رفع القيود المفروضة على تصدير أجزاء من الطائرات المسيّرة، ومنها المعدات البصرية. ورفعت هولندا أيضا القيود المفروضة على شحنات الأسلحة إلى تركيا.

4