انشغال الصومال بالتوترات مع إثيوبيا فرصة لحركة الشباب

الأحداث الأخيرة تؤكد مخاوف المحللين الذين يشككون في قدرة قوات الأمن الصومالية على احتواء حركة الشباب بعد رحيل القوات الدولية.
السبت 2024/12/07
جرعة دعم حكومية

مقديشو - تتيح التوترات بين الصومال وإثيوبيا لحركة الشباب استرداد أنفاسها وتعديل إستراتيجيات المواجهة مع مقديشو المنشغلة بالخلافات مع أديس أبابا.

ويقول الباحث في معهد الدراسات الأمنية سلام تاديسي ديميسي في تقرير نشره منبر الدفاع الأفريقي إن الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود منشغلٌ للغاية بالخلاف مع إثيوبيا على اتفاقها على ميناء مع أرض الصومال لدرجة أنه ربما يترك فرصة لحركة الشباب.

وكانت إثيوبيا وافقت في يناير الماضي على الاعتراف باستقلال أرض الصومال مقابل استخدام ميناء بربرة الواقع على خليج عدن.

وقال ديميسي لموقع «باس بلو»، وهو مؤسسة إخبارية مستقلة تغطي أخبار الأمم المتحدة ” ”هذا كالعيد عند حركة الشباب في الواقع، فما إن تخفف من قتالها حتى تلتقط أنفاسها، وتفعل كل ما وسعها للعودة أقوى من ذي قبل، وهذا ما وصلنا إليه الآن.“

ويتزامن الخلاف بين الصومال وإثيوبيا مع شروع بعثة الاتحاد الإفريقي الانتقالية في الصومال (الأتميس) في تقليص قواتها والانسحاب في عام 2025، وستتحول إلى بعثة جديدة، وهي بعثة الاتحاد الأفريقي للدعم وتحقيق الاستقرار في الصومال (أُصوم).

التوترات يمكن أن تكون الضربة القاضية لعملية بناء الدولة وحركة الشباب على أهبة الاستعداد لاستغلال ذلك

ومن المتوقع أن تسلم البعثة الجديدة مسؤوليات الأمن لقوات الأمن الصومالية وتسحب أفرادها تدريجياً بنهاية عام 2028.

وتؤكد الأحداث الأخيرة مخاوف المحللين الذين يشككون في قدرة قوات الأمن الصومالية على احتواء حركة الشباب بعد رحيل القوات الدولية، إذ لا تزال الجماعة الإرهابية التابعة لتنظيم القاعدة تُحكِم قبضتها على مساحات شاسعة من وسط وجنوب الصومال.

وشنت حركة الشباب هجوماً على معسكر قاعدة هالاني في مقديشو في نوفمبر، أسفر عن مقتل جنديين من بعثة الأتميس وإصابة اثنين آخرين.

وقال السفير محمد الأمين سويف، رئيس الأتميس، في بيان نُشر على منصة إكس ”لن يثنينا ذلك الهجوم الشنيع ولن يُثني قوات الأمن الصومالية عن السعي لتحقيق السلام الدائم في الصومال، وإننا نؤكد التزامنا الراسخ بمكافحة الإرهاب ونشر السلام والرخاء في ربوع الصومال.“

وفي الشهر السابق، قتل انتحاري ما لا يقل عن سبعة مواطنين وجرح ستة آخرين حين فجر سترة مفخخة أمام مطعم مزدحم في مقديشو، وأفادت وسائل إعلام محلية أن الكوميدي الصومالي سوغال عبد الله ورجل شرطة مسؤول عن الأمن في مستشفى يارديم إيلي التخصصي الذي بنته تركيا كانا من بين القتلى.

ولم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن الهجوم، ولكن صرَّحت الشرطة المحلية بأنه يبدو من عمل حركة الشباب.

الصومال لا يريد أن تشارك إثيوبيا في بعثة أُصوم الجديدة، مع أنها أكثر من ساهم بقوات في بعثة الأتميس

وقال شاهد عيان يُدعى عثمان نور عدن ”فجر الانتحاري نفسه وسط المدنيين وعناصر من الشرطة، كانوا تحت الأشجار أمام المطعم.“

وقال كورادو شوك، الزميل الزائر في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، مؤخراً إن اتفاقية الدفاع الجديدة التي وقعتها مصر والصومال يمكن أن تؤجج الخلاف بين مقديشو وإثيوبيا، إذ أرسلت مصر شحنتين من الأسلحة إلى الصومال، فقضَّت مضاجع إثيوبيا.

والتناحر بين مصر وإثيوبيا مرده إلى سد النهضة الإثيوبي، وهو سد مُقام على نهر النيل يهدد أمن مصر المائي، ويرى أن الاتفاق مع مصر يمكن أن يكون سبباً في الخلاف بين حكومة الصومال وولاياتها، فيتسع الفراغ الأمني الذي يمكن أن تستغله حركة الشباب.

ولا يريد الصومال أن تشارك إثيوبيا في بعثة أُصوم الجديدة، مع أنها أكثر من ساهم بقوات في بعثة الأتميس، ويريد أن تحل القوات المصرية محل الإثيوبية.

وكتب شوك يقول ”إذا لم تتشكل بعثة الاتحاد الأفريقي التالية، فإن الفراغ الأمني الناتج عن ذلك يمكن أن يهيئ لحركة الشباب الظروف المناسبة لتغزو مناطق رئيسية من البلاد وتزعزع استقرار المنطقة بأكملها.“

كما دبت رياح الفرقة والشقاق بين الحكومة الاتحادية وحكومات الولايات في الصومال، إذعارض كبار المسؤولين من ولايتي جوبالاند وجنوب غرب دعوة الحكومة الاتحادية للقوات الإثيوبية للانسحاب لأن انسحابها سيترك مناطق غير محمية فيهما.

ويقول شوك ”يمكن أن تكون هذه الاحتكاكات داخل الصومال الضربة القاضية لعملية بناء الدولة، فيكثر التشرذم في العمل السياسي والعسكري، وحركة الشباب متأهبة لاستغلال ذلك، ويمكن أن يتزايد خطر ذلك إذا ساندت القوات الإثيوبية أو المصرية، فور نشرها، العشائر الصومالية المعارضة.“

7