امرأة تقود الكونغرس العالمي الأمازيغي للمرة الأولى

أغادير(المغرب) - انتخبت الجزائرية كاميرا نايت سيد لولاية تمتد لثلاث سنوات، على رأس الكونغرس العالمي الأمازيغي في نسخته السابعة، والذي اختتمت فعالياته الأحد الماضي بمدينة أغادير جنوب غربي المغرب.
واضطر مسؤولو الكونغرس إلى نقل مؤتمرهم إلى المغرب بعد أن كان مقررا في نفس الفترة في مدينة زوارة الليبية بسبب تهديدات تنظيم الدولة الإسلامية.
وتعد هذه المرة الأولى التي تنتخب فيها سيدة على رأس المنظمة منذ أن تأسست قبل عشرين عاما حيث كان جميع الذين سبقوها ذكورا، لتدخل بذلك التاريخ في هذا المجال.
وحظيت نايت سيد بإجماع المؤتمرين في الكونغرس العالمي الأمازيغي، وبلا منافس إثر تراجع ممثلي المغرب عن تقديم مرشح باسمهم، حسب ما ذكرته وكالة الأناضول للأنباء.
وتقول الرئيسة الجديدة للكونغرس إن انتخابها على رأس هذه المنظمة جاء نتيجة نشاطها كامرأة أمازيغية، كما أن ذلك يشير إلى رغبة كل أعضاء الكونغرس في حفز النساء ومنحهن الأسبقية في القيادة والمسؤولية.
ولفتت نايت سيد إلى أنها ستظل مدافعة عن المرأة الأمازيغية كما كانت، متشبثة بالأرض وبهوية المرأة الأمازيغية ومساندتها لتكون أمازيغية قوية لها صدى داخل كل الشعوب وخصوصا في دول المغرب العربي الكبير.
وفي حين لم تستثن انتقادات مسؤولي الكونغرس العالمي الأمازيغي أيا من الأنظمة السياسية والحكومات المغاربية، إلا أن النظامَ الجزائري نال الحصة الأكبر من الانتقادات، ففي ما وصف رئيس الكونغرس المنتهية ولايته خالد زيراري الأحداث التي عرفتْها منطقة القبائل بالجزائر سنة 2001 والتي أسفرت عن مصرع 130 شخصا، بـ”الربيع الأسود”، تحدثت ممثلة الجزائر في الكونغرس عن وضعية الأمازيغ قائلة “نحن نقتل نعتقل، تهضم حقوقنا وتطول لائحة المُعاناة والألم”.
ويهدف المؤتمر الذي ينعقد كل ثلاث سنوات، إلى الدفاع عن حقوق الأمازيغ السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والإنسانية ويسعى إلى دسترة الهوية الأمازيغية والتنسيق بين النشطاء الأمازيغ وتثمين التراث الأمازيغي وترقيته.
|
وشهد المؤتمر للمرة الأولى رفعا في تمثيلية الدول الأعضاء بالكونغرس إلى 59 عضوا، وذلك بإلحاق 16 عضوا جديدا من 6 دول.
وصادق الكونغرس الأمازيغي على ضم عضو من مصر وآخر من موريتانيا وثالث من بوركينافاسو، فضلا عن 5 أعضاء من منطقة الأزواد في مالي و5 أعضاء آخرين من النيجر وثلاثة أعضاء من جزر الكناري الأسبانية.
وللإشارة فإن الكونغرس العالمي الأمازيغي منظمة غير حكومية دولية تضم جمعيات ثقافية واجتماعية أمازيغية، تأسس في سبتمبر 1995 ومقره الدائم العاصمة المغربية الرباط.
ويطالب الأمازيغ حكومات بلدانهم التي ينتمون إليها باحترام حقوقهم، ومنها حقهم في الرأي والتعبير وإقرار اللغة الأمازيغية لغة رسمية في بلدانهم. ونددوا خلال مؤتمرهم في الوقت ذاته بالاعتداءات المتكررة التي يتعرض لها أمازيغ المزاب في الجزائر والأزواد والطوارق في جنوب الصحراء.
والأمازيغ هم مجموعة من الشعوب الأهلية تسكن المنطقة الممتدة من واحة سيوة غربي مصر شرقا إلى المحيط الأطلسي غربا، ومن البحر الأبيض المتوسط شمالا إلى الصحراء الكبرى جنوبا.
وتشير بعض الدراسات إلى أن الأمازيغية ظهرت لأول مرة مع ظهور الإنسان القفصي (نسبة إلى قفصة بتونس) في الفترة بين 9 آلاف و6 آلاف قبل الميلاد، وربما هجر الأمازيغ منبت الشعوب الأفراسية في إثيوبيا وما جاورها إلى شمال أفريقيا بعد أن دخلت المنطقة الأصل في موجة من التصحر، وتطورت اللغة الأفراسية مع الوقت إلى الأمازيغية في شكلها الحالي في شمال أفريقيا.