امتصاص الدهون في الأمعاء الدقيقة يحارب السمنة

العوامل التي تساعد على إنقاص الوزن هي: اتباع نظام غذائي صحي وزيادة مستوى النشاط البدني وبعض التعديلات السلوكية.
الأحد 2024/10/27
السمنة مرض العصر

لندن ـ طور فريق من الباحثين طريقة رائدة لمكافحة السمنة عبر استهداف امتصاص الدهون في الأمعاء الدقيقة باستخدام نظام جديد يعتمد على توصيل الجسيمات النانوية.

ويمثل هذا الابتكار -المصمم لتوصيل الجزيئات العلاجية مباشرة إلى الجهاز الهضمي- تقدما كبيرا في الأبحاث المتعلقة بالسمنة التي ترتبط بالنظام الغذائي، حيث واجهت الأبحاث السابقة صعوبة في إيجاد طريقة فعالة لمنع امتصاص الدهون في الجسم.

وأوضح وينتاو شاو، الباحث الرئيسي في الدراسة، أن هذه الطريقة الجديدة أظهرت إمكانيات واعدة في معالجة مشكلة امتصاص الدهون بطريقة مباشرة وفعالة، على عكس الإستراتيجيات التقليدية التي تركز على الحد من تناول الدهون فقط.

وتعتمد هذه التقنية على منع عملية امتصاص الدهون عبر استهداف إنزيم محدد يعرف باسم “ستيرول” أو”أسيل ترانسفيراز”، وهو المسؤول عن امتصاص الدهون في الأمعاء الدقيقة. وطور فريق البحث نظام توصيل قائم على الجسيمات النانوية، وهي جزيئات دقيقة مغلفة بطبقة حماية مصممة خصيصا لتوصيل الحمض النووي الريبي المتداخل الصغير إلى الأمعاء الدقيقة.

وتستهدف هذه الجسيمات إنزيم “آس أو إيه تي 2” وتثبطه، ما يؤدي إلى منع امتصاص الدهون. وفي التجارب على الفئران، أظهر هذا العلاج نجاحا ملحوظا، حيث ساعد على تقليل كمية الدهون الممتصة، حتى عند اتباع نظام غذائي غني بالدهون، ما أدى إلى منع السمنة بشكل فعال.

العلاج يتميز بعدة مزايا، منها كونه غير جراحي وذا سمية منخفضة، ما يجعله خيارا أكثر سهولة وملاءمة للمرضى

وأوضح شاو أن هذا العلاج يتميز بعدة مزايا، منها كونه غير جراحي وذا سمية منخفضة، ما يجعله خيارا أكثر سهولة وملاءمة للمرضى مقارنة بالعلاجات الأخرى التي غالبا ما تكون معقدة. وفي التجارب السابقة التي استهدفت الإنزيم نفسه في الكبد، وُجد أن هذا قد يتسبب في تراكم الدهون في الكبد، ما يزيد من خطر الإصابة بأمراض الكبد الدهنية. لكن العلاج الجديد استهدف الإنزيم في الأمعاء فقط، ما يجعل هذا النهج أكثر أمانا.

وأشار البروفيسور تشاويان جيانغ، المشرف على الدراسة، إلى أن استهداف الأمعاء فقط هو أحد الجوانب المثيرة للاهتمام في العلاج، حيث أنه يتجنب المخاطر المرتبطة بالكبد. ويخطط فريق البحث لمواصلة إجراء دراسات موسعة على نماذج حيوانية أكبر، للتحقق من سلامة العلاج وفاعليته على نطاق أوسع، وكذلك لتحديد إمكانية استخدامه لعلاج السمنة لدى البشر.

والسمنة مرض معقد تزيد فيه كمية دهون الجسم زيادة كبيرة. وهي ليست مجرد مشكلة تتعلق بالمظهر الجمالي، بل إنها مشكلة طبية تزيد من عوامل خطر الإصابة بالكثير من الأمراض والمشكلات الصحية الأخرى. وقد يتضمن هذا مرض القلب وداء السكري وارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستوى الكوليستيرول وأمراض الكبد وانقطاع النفس النومي وبعض أنواع السرطان.

وهناك الكثير من الأسباب التي تجعل البعض يواجه صعوبة في إنقاص الوزن. وتنتج السمنة عادةً عن عوامل وراثية وفسيولوجية وبيئية، بالإضافة إلى اختيارات النظام الغذائي والنشاط البدني وممارسة الرياضة. ولكن ما يدعو إلى التفاؤل أن مجرد إنقاص قدر بسيط من الوزن بإمكانه أن يحسن المشكلات الصحية المرتبطة بالسمنة أو يقي منها.

ومن العوامل التي يمكن أن تساعد على إنقاص الوزن اتباع نظام غذائي صحي وزيادة مستوى النشاط البدني وبعض التعديلات السلوكية.

ومن الخيارات الأخرى لعلاج السمنة الأدوية التي تُصرف بوصفة طبية والإجراءات الجراحية لإنقاص الوزن.

14