اليونسكو تعد العراق باستعادة آلاف اللقى من آثاره المنهوبة

فريق دولي من الآثاريين يقوم مساعدة السلطات العراقية لاسترداد الكثير من القطع الأثرية تعود إلى ثلاثة آلاف عام استولى عليها داعش وقام بتهريب وبيع البعض منها.
الأربعاء 2019/01/30
البحث والتدقيق لإعادة المفقود

استرداد كنوز العراق الأثرية المنهوبة من قبل تنظيم داعش تجاوزت المحاولات المحلية إلى تكوين فريق دولي من الآثاريين بمباردة من اليونسكو، هدفه مساعدة العراقيين على إعادة القطع المفقودة.

بغداد- شرع فريق دولي من الآثاريين في عملية بحث بهدف استرداد ما يمكن استرداده من آلاف القطع الأثرية التي استولى عليها تنظيم داعش قبل طرده من العراق في 2017، لاسيما وأن معظم تلك الآثار لا يزال مفقودا.

وأغار داعش خلال احتلاله للبلاد في عامي 2014 و2015 على مواقع تاريخية وخربها، فيما وصفته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) بأنه هجوم “واسع النطاق”، واستخدم النهب لتمويل عملياته من خلال شبكة تهريب امتدت عبر الشرق الأوسط وخارجه.

وأوضح برونو ديسلاندس، مهندس الصيانة في اليونسكو “نحاول استرداد الكثير من القطع الأثرية ونحتاج إلى كل الموارد المحلية والدولية للعمل. لا يقدر العراق على القيام بهذا بمفرده”. وكان ديسلاندس يتحدث في ورشة عمل بالمتحف الوطني ببغداد عقدت لتنسيق الجهود الدولية لاسترداد الآثار.

وأظهر تسجيل مصور نشره داعش في 2014 وانتشر على نطاق واسع أعضاء بالتنظيم يستخدمون الجرافات والحفارات لتدمير جداريات وتماثيل في مدينة نمرود الآشورية التي تعود إلى ثلاثة آلاف عام والقريبة من الموصل. وقاموا بتهريب وبيع ما لم يتمكنوا من تدميره.

ويعد ديسلاندس أول خبير دولي يصل إلى الموقع في مطلع عام 2017 بينما كانت عملية طرد التنظيم لا تزال جارية، ونظرا لأن المعركة كانت لا تزال تدور على بعد بضعة كيلومترات فقط، كان عليه هو وأعضاء فريقه أن يعملوا سريعا لتقييم حجم الدمار في الموقع مستخدمين المسح الثلاثي الأبعاد والتصوير بالأقمار الصناعية. وجمعوا في غضون دقائق كنزا من البيانات يقولون إنها ستكون مهمة للغاية في اقتفاء أثر القطع المفقودة.

وقال الخبير الدولي “عندما تؤخذ قطعة أثرية، يمكننا توثيق البصمة التي تتركها”، مضيفا “نحن نوثق هذا بدقة شديدة.. وبالتالي يمكننا استعادتها.. عندما نجد قطعة في أوروبا أو مكان ما تضاهي هذه الخصائص فيمكننا استعادتها.. نعم”.

وشارك في ورشة العمل أفراد من الشرطة العراقية ومن الخارج ومسؤولون بالجمارك وخبراء في الآثار، وكانت ثاني ورشة خلال عامين تنظمها بعثة الاتحاد الأوروبي الاستشارية في العراق.

وأفاد مسؤولون بسلطات إنفاذ القانون بأنه بوسعهم مساعدة الشرطة العراقية على اقتفاء أثر القطع المفقودة بالاستعانة بقواعد بيانات عمليات الضبط ومعلومات أخرى، بما في ذلك ما يتعلق بممرات التهريب.

وقالت ماريا بولنر، المسؤولة بمنظمة الجمارك العالمية، إن تقارير مسؤولي الجمارك في أنحاء العالم في شأن عمليات الضبط المتعلقة بالتراث العالمي “ليست سوى قمة جبل الجليد”، وإن تحسين التنسيق بين الدول من أعضاء المنظمة والبالغ عددها 183، ساعد في زيادة عمليات الاسترداد.

وأشارت منظمة الجمارك العالمية إلى أن ضباط الجمارك استردوا في 2017 أكثر من 14 ألف قطعة منهوبة في أنحاء العالم بينها آثار قديمة ولوحات وتماثيل، وذلك بزيادة 48 بالمئة عن العام السابق.

وأكد إيكهارد لوفير، وهو ضابط شرطة ألماني شارك في ورشة العمل، أن العديد من هواة جمع الآثار من القطاع الخاص وبعض المتاحف لا يسألون في العادة عن مصدر القطع الأثرية.

وأضاف لوفير “هذه إحدى أكبر مشكلات الجريمة”. ولفت برونو إلى أن المواقع داخل العراق لا تزال في خطر، قائلا “عندما يتم تحرير موقع، هذا لا يعني انتهاء أعمال النهب”.

24