الولايات المتحدة ترد بضربات محدودة في العراق وسوريا

ما هو دور القوات الأميركية في الشرق الأوسط وأين تتمركز.
الأحد 2024/02/04
القصف الأميركي يخلف الدمار

واشنطن - شنت الولايات المتحدة غارات جوية على أهداف مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني والفصائل التي تدعمها طهران في العراق وسوريا بعد هجوم على واحد من المواقع العديدة التي بها وجود أميركي في الشرق الأوسط. واستهدفت الضربات الأميركية في المجموع 85 هدفا في سبعة مواقع مختلفة (3 في العراق و4 في سوريا)، بحسب واشنطن.

وقُتل 18 مقاتلا موالين لإيران على الأقلّ في الضربات الأميركية الجمعة في شرق سوريا، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان. وقال مدير المرصد رامي عبدالرحمن إنه تم تدمير ما لا يقل عن 26 موقعا رئيسيا تؤوي جماعات موالية لإيران، بما في ذلك مستودعات أسلحة. ولم يأمر الرئيس جو بايدن بضربات داخل إيران، كما دعا بعض منافسيه الجمهوريين، ولا يبدو أنه يستهدف أفرادًا إيرانيين، كما فعل سلفه دونالد ترامب العام 2020 عندما أمر باغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني في بغداد.

رامي عبدالرحمن: تم تدمير ما لا يقل عن 26 موقعا رئيسيا تؤوي جماعات موالية لإيران
رامي عبدالرحمن: تم تدمير ما لا يقل عن 26 موقعا رئيسيا تؤوي جماعات موالية لإيران

وأصر البيت الأبيض على أنّ الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب مع إيران، بعد الضربات على الأهداف المرتبطة بطهران في العراق وسوريا. وتأتي الضربات بعد ساعات من قيام الرئيس بايدن، الذي يواجه معركة صعبة لإعادة انتخابه في نوفمبر، بتقديم تعازيه ولقاء العائلات أثناء المراسم الرسمية لإعادة جثامين الجنود الثلاثة.

وقتل الجنود في ضربة نفذتها طائرة مسيرة في 28 يناير على “البرج 22”، وهو قاعدة للدعم اللوجستي في الأردن على الحدود مع سوريا، تضم نحو 350 عسكريًّا من سلاحَي البرّ والجوّ الأميركيَّيْن ينفّذون مهمّات دعم لقوّات التحالف ضدّ تنظيم الدولة الإسلاميّة. ووجهت أجهزة الاستخبارات الأميركية أصابع الاتهام بالتحديد إلى “المقاومة الإسلامية في العراق”، وهي مجموعة فصائل عراقية ذات نفوذ واسع تربطها علاقات وثيقة بطهران.

وتعرّضت القوّات الأميركيّة وقوّات التحالف الدولي في العراق وسوريا لأكثر من 165 هجوما منذ منتصف أكتوبر، تبنّت الكثير منها “المقاومة الإسلاميّة في العراق”، وهي تحالف فصائل مسلّحة مدعومة من إيران تُعارض الدعم الأميركي لإسرائيل في الحرب بغزّة ووجود القوّات الأميركيّة في المنطقة. وهي المرة الأولى التي يقتل فيها جنود أميركيون في المنطقة منذ بدء الحرب في قطاع غزة قبل حوالي أربعة أشهر.

وتصاعد التوتر الإقليمي منذ هجوم حركة حماس الفلسطينية غير المسبوق على إسرائيل في السابع من أكتوبر الماضي. وترد إسرائيل بقصف وعملية عسكرية برية ضد قطاع غزة الذي تسيطر عليه الحركة. وسعت واشنطن مرارا إلى احتواء الصراع من خلال الدبلوماسية وعروض للقوة.

لكن هذه ليست المرة الأولى التي تلجأ فيها الولايات المتحدة إلى العمل العسكري في الصراع. فقد شن المتمردون الحوثيون في اليمن موجة من الهجمات على السفن التجارية في البحر الأحمر الحيوي، بدعوى أنهم يتصرفون تضامناً مع الفلسطينيين في غزة. وبعد فشل التحذيرات المتكررة في ردع الحوثيين، قادت الولايات المتحدة وبريطانيا غارات جوية ضد أهداف الحوثيين داخل اليمن.

وأكد بايدن "ردّنا بدأ اليوم. وسيستمرّ في الأوقات والأماكن التي نختارها”، فيما قال وزير الدفاع لويد أوستن إن الرئيس “أمر بإجراءات إضافية” لمحاسبة الحرس الثوري والميليشيات التابعة له.

◙ أكبر قاعدة أميركية في الشرق الأوسط توجد في قطر وتُعرف باسم قاعدة العديد الجوية وتم إنشاؤها في عام 1996

وأعلنت كتائب حزب الله – العراق الثلاثاء تعليق العمليات العسكرية والأمنية ضد الولايات المتحدة في البلاد بغية عدم “إحراج” الحكومة العراقية، لكنّ مسؤولين أميركيين أصروا على أنهم سيمضون قدما في الرد وسيحكمون على الجماعات بأفعالها وليس أقوالها. وكانت الهجمات على القوات الأميركية توقفت تقريبا قبل السابع من أكتوبر بعد محادثات بين مسؤولين أميركيين وإيرانيين. ويعتقد العديد من الخبراء الأميركيين أن إيران لا تسعى إلى صراع أوسع مع الولايات المتحدة الأكثر قوة، ولكنها تحظى بدعم جديد في العالم العربي بسبب دعمها لحماس.

وفيما يلي ما نعرفه عن الوجود العسكري الأميركي في المنطقة: أين توجد القوات الأميركية: للولايات المتحدة قواعد عسكرية في أنحاء الشرق الأوسط منذ عقود وبلغ وجودها العسكري ذروته في عام 2011 عندما كان هناك أكثر من 100 ألف جندي أميركي في أفغانستان، وفي عام 2007 عندما وصل عدد الجنود الأميركيين إلى 160 ألفا في العراق.

ورغم أن عدد الجنود الأميركيين انخفض بشكل كبير بعد انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان في 2021، لا يزال يوجد حوالي 30 ألف جندي في أنحاء المنطقة. وعلاوة على ذلك، منذ أن بدأت حرب إسرائيل على قطاع غزة في أكتوبر، أرسلت الولايات المتحدة بشكل مؤقت الآلاف من القوات الإضافية إلى المنطقة بعضها على متن سفن حربية.

وتقع أكبر قاعدة أميركية في الشرق الأوسط في قطر وتُعرف باسم قاعدة العديد الجوية وتم إنشاؤها في عام 1996. وتوجد قواعد أميركية أيضا في البحرين والكويت والسعودية والإمارات. ولدى واشنطن حوالي 900 جندي في سوريا في قواعد صغيرة مثل حقل العمر النفطي ومنطقة الشدادي، ومعظمها في شمال شرق البلاد. وتوجد قاعدة صغيرة تعرف باسم التنف بالقرب من حدود سوريا مع العراق والأردن.

ويوجد في العراق 2500 جندي تم نشرهم في مرافق عسكرية مثل قاعدة يونيون 3 وقاعدة عين الأسد الجوية ولا تزال المحادثات جارية حول مستقبل تلك القوات. وتتمركز القوات الأميركية في الشرق الأوسط لأسباب مختلفة وبموافقة حكومة كل دولة تنتشر فيها، باستثناء سوريا. ونُشرت القوات الأميركية في بعض البلدان مثل العراق وسوريا في مسعى لمحاربة متشددي تنظيم الدولة الإسلامية وتقديم المشورة العسكرية للقوات المحلية، لكنها تعرضت لهجمات من فصائل مدعومة من إيران على مدى السنوات القليلة الماضية وردت على هذه الهجمات في بعض الأحيان.

ولدى الأردن، الحليف الرئيسي للولايات المتحدة، المئات من المدربين الأميركيين الذين يجرون مناورات عسكرية مكثفة على مدار العام. وفي حالات أخرى، كما في قطر والإمارات، تنتشر القوات الأميركية لطمأنة الحلفاء وإجراء التدريبات والاستعانة بها حسب الحاجة في العمليات بالمنطقة. ولا توجد قواعد عسكرية أجنبية داخل الولايات المتحدة لكن حلفاء واشنطن يرسلون أحيانا قواتهم لإجراء تدريبات أو العمل مع القوات الأميركية.

والقواعد الأميركية هي منشآت تخضع لحراسة مشددة، بما في ذلك أنظمة الدفاع الجوي للحماية من الصواريخ أو الطائرات المسيرة. ولا تتعرض هذه المنشآت في دول مثل قطر والبحرين والسعودية والكويت للهجوم عادة. لكن القوات الأميركية في العراق وسوريا تعرضت لهجمات متكررة في السنوات القليلة الماضية. ومنذ السابع من أكتوبر تعرضت القوات الأميركية للهجوم أكثر من 160 مرة من قبل الجماعات المدعومة من إيران، مما أدى إلى إصابة حوالي 80 جنديا، حتى قبل هجوم يوم الأحد على البرج 22 والذي أدى إلى إصابة حوالي 40 آخرين.

5