الولايات المتحدة تجيز أول فحص دم يتيح تشخيص مرض الزهايمر

الاختبار يقيس نسبة بروتين في الدم يرتبط بوجود لويحات بيتا أميلويد في الدماغ.
الاثنين 2025/05/19
فقدان القدرة على أداء الوظائف اليومية

ابتكرت الشركة الأميركية "فوجيريبيو داياغنوستيكس" اختبار دم يمكن من تشخيص مرض الزهايمر. ويتيح هذا الاختبار قيس نسبة بروتينين موجودَين في الدم. وترتبط هذه النسبة بوجود لويحات بيتا أميلويد في الدماغ، وهي من خصائص مرض الزهايمر. ويطال هذا المرض عددا كبيرا جدا من الناس، أكثر من سرطان الثدي وسرطان البروستاتا مجتمعين، وفق خبراء الصحة الأميركيين.

واشنطن - أجازت السلطات الصحية الأميركية الجمعة أول فحص دم يتيح تشخيص مرض الزهايمر، ما قد يمكّن المرضى من البدء بتناول الأدوية في وقت مبكر لإبطاء تقدم هذا المرض العصبي التنكسي.

ويقيس الاختبار الذي ابتكرته شركة “فوجيريبيو داياغنوستيكس” نسبة بروتينين موجودَين في الدم. وترتبط هذه النسبة بوجود لويحات بيتا أميلويد في الدماغ، وهي من خصائص مرض الزهايمر، ولم يكن ممكنا اكتشافها قبل الآن إلا من خلال مسح الدماغ أو تحليل السائل النخاعي.

ولاحظ مارتي ماكاري من إدارة الغذاء والدواء الأميركية أن “مرض الزهايمر يطال عددا كبيرا جدا من الناس، أكثر من سرطان الثدي وسرطان البروستاتا مجتمعين.”

وأضاف أن “10 في المئة ممن تبلغ أعمارهم 65 عاما فما فوق يعانون مرض الزهايمر، ويُتوقع أن يتضاعف هذا الرقم بحلول سنة 2050”، آملا في “أن تساعدهم المنتجات الطبية الجديدة كهذا الفحص.”

وتبيّنَ أن نتائج اختبار الدم في التجارب السريرية كانت مماثلة إلى حد كبير لتلك التي أفضت إليها فحوص الدماغ بتقنية التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني وتحليل السائل النخاعي.

ورأت ميشيل تارفر من مركز الأجهزة والصحة الإشعاعية في الهيئة الصحية الأميركية أن الموافقة على الاختبار الجديد “تشكل محطة مهمة لتشخيص مرض الزهايمر، ما يجعله أسهل ويضعه أكثر في متناول المرضى في الولايات المتحدة في مرحلة مبكرة من المرض.”

10

في المئة ممن تبلغ أعمارهم 65 عاما يعانون مرض الزهايمر، ويتوقع أن يتضاعف هذا الرقم

وأجيز إجراء الاختبار سريريا للمرضى الذين يعانون علامات تدهور إدراكي، على أن يأخذ تفسير نتائجه في الاعتبار معلومات سريرية أخرى.

ويُعَدّ مرض الزهايمر الشكل الأكثر شيوعا من الخرف. ويتدهور وضع المصاب به مع مرور الوقت، مما يؤدي تدريجا إلى فقدان ذاكرته واستقلاليته.

ويتوافر راهنا دواءان مصرّح بهما لمرض الزهايمر، هما ليكانيماب ودونانيماب، يستهدفان اللويحة النشوية ويبطئان بدرجة محدودة التدهور المعرفي، لكنهما لا يحققان الشفاء.

ويرى محبذو استخدام هذين الدواءين، ومن بينهم كثر من أطباء الأعصاب، أنهما يمكن أن يمنحا المرضى بضعة أشهر إضافية من الاستقلالية، وأن فاعليتهما تكون أكبر إذا أعطيا في مرحلة مبكرة.

وليكانيماب هو دواء يُعطى لإبطاء تقدم داء الزهايمر البسيط. وهذا الدواء يقلل من تكدسات البروتينات التي تسمى بيتا أميلويد وتشكل عاملا أساسيا في الإصابة بداء الزهايمر. ويساعد تقليل بروتينات الأميلويد بيتا في الدماغ على إبطاء ضعف الذاكرة والقدرة على التفكير الناجم عن داء الزهايمر بصورة طفيفة.

ويُعطى ليكانيماب للمرضى الذين تظهر عليهم أعراض داء الزهايمر المبكرة. وقد كشفت تجربة أُجريت مؤخرا على الدواء أن أخذ دواء ليكانيماب لمدة تزيد عن 18 شهرا قد أبطأ معدل الانحدار الإدراكي. ولم يُعرَف بعد ما إذا كان الدواء يساعد في حالات أخرى مثل إبطاء تطور داء الزهايمر لدى المرضى الذين لم تظهر عليهم أعراض فقدان الذاكرة.

يُعطى دواء ليكانيماب بالتسريب الوريدي كل أسبوعين. ويتابع فريق الرعاية أي آثار جانبية تظهر على المريض.

ونظرا إلى أن دواء ليكانيماب من الأدوية الجديدة، ما زال هناك الكثير من المعلومات التي ينبغي اكتشافها وفهمها عنه. وتجدر الإشارة إلى أن بعض المرضى الذين يأخذون دواء ليكانيماب تظهر عليهم آثار جانبية مختلفة.

كما تم الترحيب بعقار “دونانيماب” كنقطة تحول في مكافحة مرض الزهايمر، بعد تأكيد نتائج تجربة عالمية أنه يبطئ تدهور القدرات المعرفية.

ويساعد دواء الأجسام المضادة في مراحل مبكرة من المرض على التخلص من بروتين يتراكم في أدمغة الأشخاص الذين يعانون من هذا النوع من الخرف.

وعلى الرغم من عدم كونه علاجا شافيا، فإن المؤسسات الخيرية تشير إلى أن النتائج المنشورة في مجلة الجمعية الطبية الأميركية “جاما” تشكل عصرا جديدا، إذ يمكن علاج مرض الزهايمر.

ويشير خبراء “مايو كلينيك” إلى أن داء الزهايمر هو السبب الأكثر شيوعا للإصابة بالخَرَف. وداء الزهايمر عملية حيوية تبدأ بتراكم البروتينات على هيئة لويحات أميلويد وحُبَيْكات عصبية ليفية في الدماغ. يؤدي ذلك إلى موت خلايا الدماغ مع مرور الوقت وانكماش الدماغ.

ووفق الخبراء، يعيش في الولايات المتحدة نحو 6.9 مليون شخص مصاب بداء الزهايمر في سن 65 فأكبر. ومنهم أكثر من 70 في المئة في سن 75 عاما فأكبر. ويُقدر المصابون بداء الزهايمر بنسبة تتراوح بين 60 و70 في المئة من بين أكثر من 55 مليون شخص تقريبا من المصابين بالخَرَف في العالم.

تشمل المؤشرات المبكرة لداء الزهايمر نسيان الأحداث أو المحادثات الأخيرة. مع مرور الوقت، يؤدي داء الزهايمر إلى فقدان الذاكرة بشكل خطير ويؤثر في قدرة الشخص على أداء المهام اليومية.

لا يوجد علاج لداء الزهايمر. وفي المراحل المتقدمة، يؤدي فشل وظائف الدماغ إلى الإصابة بالجفاف أو سوء التغذية أو العَدوى. ويمكن أن تؤدي هذه المضاعفات إلى الوفاة.

ولكن قد تعمل الأدوية على تحسين علاج الأعراض أو إبطاء تدهور القدرة على التفكير. كما يمكن أن تساعد البرامج والخدمات على دعم الأشخاص المصابين بالمرض ومقدّمي الرعاية إليهم.

ليكانيماب يُعطى للمرضى الذين تظهر عليهم أعراض داء الزهايمر المبكرة. وقد كشفت تجربة أُجريت مؤخرا على الدواء أن أخذ دواء ليكانيماب لمدة تزيد عن 18 شهرا قد أبطأ معدل الانحدار الإدراكي

وفقدان الذاكرة العرض الرئيسي لداء الزهايمر. في المراحل الأولى من المرض، قد يواجه الأشخاص صعوبة في تذكر الأحداث أو المحادثات الأخيرة. مع مرور الوقت، تزداد حالة الذاكرة سوءًا وتبدأ أعراض أخرى في الظهور.

في البداية، قد يكون الشخص المصاب بالمرض واعيا بوجود صعوبة في تذكر الأشياء والتفكير بوضوح. ومع تدهور أعراض المرض ومؤشراته، من المحتمل جدا أن يلاحظ أحد أفراد العائلة أو الأصدقاء المشكلات.

قد تؤدي التغيرات الدماغية الناجمة عن داء الزهايمر إلى ظهور الأعراض التي تتفاقم مع مرور الوقت.

ويواجه الجميع مشكلات في الذاكرة في بعض الأحيان، لكن فقدان الذاكرة المرتبط بداء الزهايمر أمر مستمر. ومع مرور الوقت، يؤثر فقدان الذاكرة في القدرة على أداء الوظائف في العمل والمنزل.

قد يتعرض الأشخاص المصابون بداء الزهايمر للمواقف التالية:

● تكرار العبارات والأسئلة مرارا وتكرارا.

● نسيان المحادثات أو المواعيد أو الفعاليات.

● وضع الأشياء في غير مكانها، وغالبا ما يضعونها في أماكن غير منطقية.

● الضياع في أماكن كانوا يعرفونها جيدا.

● نسيان أسماء أفراد العائلة والأشياء المستخدمة يوميا.

● مواجهة صعوبة في العثور على الكلمات المناسبة أو التعبير عن الأفكار أو المشاركة في المحادثات.

16