الوسائل الرقمية تجبر المرشدين الألمان على تغيير أساليبهم

كولونيا (ألمانيا) – تعيش ألمانيا حالة من الازدهار الكبير بوصفها مقصدا سياحيا يشهد إقبالا متزايدا، ومن ثم يفرض تزايد الإقبال السياحي المطرد، ومطالب السائحين الجديدة على المرشدين الألمان تغيير نمط سلوكهم وأساليبهم المعتادة لمواكبة الطفرة الحالية.
كما أن شبكات التواصل الاجتماعي تلعب دورا مهما في التخطيط لأي رحلة، ولهذا السبب يجب على المرشدين التركيز على تلك الوسائل للترويج لأنفسهم.
ولم يعد السائح يريد أن يستمع إلى بيانات وتواريخ رتيبة، بل يريد أن يكون مستمتعا بحكايات غريبة.
وتعمل الاتجاهات الجديدة، مثل نوادر إقامة حفلات التخرج من الجامعة أو حفلات وداع العزوبية في مدينة مختلفة عن مكان الإقامة المعتاد، على الترويج لأعمال بيزنس هامة وفتح الأبواب أمام تحديات جديدة.
وقدمت آنيا بريوش، التي تعمل في رابطة المرشدين السياحيين في مدينة كولونيا منذ عشرين عاما، تقريرا على هامش الملتقى السنوي الرابع للمرشدين السياحيين الألمان، يلخص أبرز وأهم التغيرات التي طرأت على القطاع في تلك الفترة.
وذكر التقرير أنه قبل عدة سنوات، كانت الجولة الكلاسيكية المصحوبة بمرشدين تقتصر على تقديم البيانات وشرح التاريخ، واليوم نحن بحاجة إلى المزيد من الترفيه، علينا أن نتعرف على الجمهور، وأن مرشدي اليوم يتم تدريبهم بشكل أفضل على منهجية وتعليم هذه المهنة. لحكي القصص والطرف النادرة مع الحكايات والمعلومات الأساسية، يمكن القول إن الأصالة والدعابة الآن هما من المتطلبات التي لا غنى عنها لإرشاد اليوم، لذا فإن محتوياتها يتم تذكرها بشكل أفضل.
وأوضحت بريوش أن الوسائط الجديدة الاجتماعية والرقمية تعد من أبرز الإشكاليات والتساؤلات التي يتم طرحها باستمرار، إذا كان الحجز عبر الإنترنت وبالاستعانة بالوسائط الرقمية سيحل تماما ونهائيا محل مكاتب وشركات السياحة التقليدية، مما سيترتب عليه الاستغناء نهائيا أيضا عن خدمات المرشدين السياحيين.
ومع ذلك ترى بريوش أنه لا يمكن الاستعاضة عن الخبرات، والمشاعر، والتواصل المباشر والأصالة والتلقائية في العنصر البشري التقليدية، من خلال وسائط رقمية.
وشددت على أن عملية الترويج للمرشدين عن طريق شبكات التواصل الاجتماعي، رغم أهميتها الكبيرة فإنه يتم تجاهلها، مشيرة إلى أن المرشدين الجدد يدركون أهمية ذلك فيحرصون على تحقيق أعلى استفادة من هذه الوسائط للترويج لأنفسهم.