الوزن لم يعد عائقا أمام تألق البدينات في التمثيل

ميليسا ماكارثي تعتبر الممثلة الأميركية الرئيسية البدينة الوحيدة التي تُقترح عليها أدوار سينمائية، ولا يتم التطرق إلى وزنها أو شكلها في الفيلم.
الاثنين 2019/03/18
ميليسا ماكارتني بدينة وناجحة

أوساط السينما والتلفزيون باتت تستعين بممثلين بدناء في أدوار جادة، وهو أمر غير معتاد خاصة أنها كانت تستعين بهم في أدوار كوميدية فقط.

نيويورك- أصبح الممثلون البدناء يحصلون على أدوار تزداد أهمية في التلفزيون والسينما بعدما كانوا يكتفون بأدوار ثانوية غالبا ما تكون هزلية، في مؤشر على تغيير مجتمعي.

وآخر دليل على انفتاح الأستوديوهات على أجسام غير تلك التي تهيمن على التلفزيون منذ البداية، مسلسل “شريل” المقتبس عن كتاب سيرة ذاتية ناجح جدا لليندي ويست والذي أطلق الجمعة عبر منصة “هولو” .

وسبق لممثلات سود بدينات أن حصلن في العقد الأخير على أدوار رئيسية في السينما والتلفزيون من بينهن أوكتافيا سبنسر ومونيك اللتان حصلتا على جائزة أوسكار ونجمة الراب كوين لطيفة.

وفي السنوات الأخيرة لفتت كريسي ميتز الأنظار في مسلسل “ذيس إز آس” فضلا عن دانييل ماكدونالد في الفيلم التلفزيوني الأخير من نتفليكس “دامبلين”.

وفي السينما غالبا ما تقوم ريبيل ويلسون (بيتش برفيكت) وميليسا ماكارتني (كان يو افر فورغيف مي) بأدوار بطولة. وكانت ماكارثي مرشحة للفوز بجائزة أوسكار أفضل ممثلة في فبراير. وقالت أيدي براينت بطلة “شريل” لمجلة “إيل” “أظن أن الجمهور الأميركي، وأيّ جمهور عموما، غير معتاد على رؤية بدينات على التلفزيون”. وهي أيضا من ضمن فريق برنامج “ساترداي نايت لايف”.

وتقول ريبيكا بول الأستاذة الجامعية والمديرة المساعدة في مركز السياسات الغذائية والبدانة في جامعة كونيتيكت “نشهد تغييرا؛ بدأنا نرى أشخاصا أصحاب بنية قوية يؤدون أدوارا رئيسية في التلفزيون والسينما”.

وإلى جانب أهمية هذه الأدوار، فإن الشخصيات التي تعرض على هؤلاء الممثلين باتت مختلفة. ويقول جيمس زيرفيوس نائب رئيس منظمة “أوبيزيتي أكشن كواليشين” التي تكافح التمييز المرتبط بالبدانة “الممثلون والممثلات البدناء كان يستعان بهم حتى الآن لأداء أدوار كوميدية نوعا ما”.

ويضيف “لكن قبل فترة قصيرة بدأنا نرى أشخاصا بدناء مثل كريسي ميتز (رشحت لجوائز إيمي وغولدن غلوب) في أدوار درامية أكثر”. ويرى جيمس زيرفيوس أن الرجال خلافا للممثلات، ما زالوا يحظون بأدوار كوميدية فقط. وحتى الآن تظهر الدراسات التي أجراها مركز ريبيكا بول أن البدناء “غالبا ما يكونون موضع سخرية ومواقف كاريكاتيرية.

وكان هذا الأمر جليا أكثر في برامج الشباب التي لم تتطور بالقدر الذي تطوّرت به الأفلام والمسلسلات الموجهة للبالغين في السنوات الأخيرة. وتقول ريبيكا بول “البدناء يقدمون بطريقة سلبية أكثر (..) على أنهم عدائيون ولا يحبون التواصل اجتماعيا وشخصيتهم غير محببة”. وهي ترى أن هذا الأمر مؤذ خصوصا أنه يعكس التمييز الحاصل في الحياة، وهي نقطة تشدد عليها حركة محاربة التمييز السلبي ضد البدناء.

واليوم تعتبر ميليسا ماكارثي الممثلة الأميركية الرئيسية البدينة الوحيدة التي تُقترح عليها أدوار سينمائية، ولا يتم التطرق إلى وزنها أو شكلها في الفيلم. أما بالنسبة للأخريات مثل كريسي ميتز في “ذيس إز آس” أو دانيال ماكدونالد في “دامبلين”، فيبقى وزن الجسم جانبا مهما مع أنه غير مهيمن.

ويشدد جيمس زيرفيوس على أن “البدانة جزء أساسي من دور ‘كريسي ميتز′ لكنه يقدم بشكل محترم وواقعي”. وتقول ريبيكا بول “لا أظن أن المعركة انتهت”. وتختم قائلة “نعرف أن ثلثي الأميركيين يعانون من الوزن الزائد أو البدانة لذا من المنطقي أن يكونوا على الشاشة”.

24