الورد الشامي يفوح في الصين

سيدة الأعمال السورية رولا علي أديب تحصل على أكبر طلبية لشركتها بعد مواظبتها على المشاركة في جميع دورات معرض الصين الدولي للاستيراد.
الأحد 2024/11/10
عطر وتجميل

في معرض الصين الدولي للاستيراد عملت رولا علي أديب، صاحبة مؤسسة "بيوشام" المتخصصة في العطور ومواد التجميل، على تعزيز وجود منتجاتها في الأسواق العالمية والتوسع في أسواق جديدة، خاصة في القارة الآسيوية.

شانغهاي (الصين) - تحصلت سيدة الأعمال السورية رولا علي أديب على أكبر طلبية لشركتها، بعد مواظبتها على المشاركة في جميع دورات معرض الصين الدولي للاستيراد. وعام 2000 أسست أديب البالغة من العمر 59 عاما  “بيوشام” وهي شركة متخصصة في استخراج الخلاصات والزيوت الأساسية من الأزهار والأعشاب العطرية بطريقة التقطير، ومن أهم منتجاتها زيت الوردة الدمشقية، وزيت الخزامى، والصابون، وإكليل الجبل، والبابونج، وغيرها من المنتجات الطبيعية. واستذكرت رولا أن بساتين شركتها كانت في السنوات الثماني الماضية على حافة نيران الاشتباكات وتعرضت لمحنة شديدة نتيجة هذا الوضع الصعب.

وخلال المعرض الذي أقيم في بلدية شانغهاي بشرقي الصين، اتصل بها رجل أعمال ليطلب حوالي 10 آلاف زجاجة من الهيدروسول ومنتجات الزيوت الطبيعية، لافتا أيضا إلى عزمه الاستمرار في طلب المزيد من المنتجات بعد موسم حصاد الورد في العام المقبل، حيث تجاوزت قيمة الدفعة الأولى من الطلبيات 40000 دولار أميركي.

وستؤدي الطلبيات إلى بيع كل مخزون شركة "بيوشام" تقريبا بانتظار موسم حصاد الورد في العام المقبل، حيث ستكون قادرة على إعادة إنتاج زيت الورد والمنتجات الأخرى. ولذلك، بدأت الشركة التي تأثرت بالأزمة السورية لسنوات عديدة فجأة في مواجهة عدم كفاية الطاقة الإنتاجية.

وفيما لم تُحضر أديب أيضا عينات كافية للمعرض، ما أدى إلى تناقص عينات مثل هيدروسول وزيت الورد وزيت اللافندر خلال أقل من ثلاثة أيام منذ افتتاح الجناح، قالت أديب، "حتى لو كان السعر مرتفعا، لم تكن كمية العينات المتوفرة لتلاقي حجم الطلب"، معربة عن أسفها لعدم توقع هذا الإقبال الكبير من الزوار على منتجاتها.

ويعج رواق أديب بالزوار إلى درجة لا تستطيع فيها التحرك بحرية حيث دائما ما تكون منشغلة بتفريغ العبوات وتقديم تفاصيل حول منتجاتها والرد على "ويتشات"، وهي خطوة تساعدها كثيرا لإعادة إحياء حياتها المهنية لتعود كما كانت قبل الأزمة السورية. وقالت الصينية جولي دونغ، شريكة رولا في العمل، إنها تعرض الخلاصات الطبيعية والزيوت التي تنتجها "بيوشام" جنبا إلى جنب منتجات سورية أخرى مثل زيت الزيتون والصابون والأشغال اليدوية في القسم الخاص بالمنتجات السورية المستوردة.

◙ الزهور بالنسبة إلى أديب تعتبر بمثابة شريان للحياة ورمز للوطن الأم وأيضا تمثل جسرا بينها وبين السوق الصينية الهائلة

ومن داخل الجناح الوطني السوري بالمعرض ينبعث العطر الزهري الخافت من زيت الورد النقي الذي أنتجته رولا. وقالت دونغ، المسؤولة عن الجناح السوري، إن "مستخلصات الورد لا تعرض إلا هنا، ولم أتوقع أنها ستلقى هذا القدر من الإقبال حتى أن بعض السائحين جاؤوا خصيصا إلى جناحنا لشرائها"، مضيفة أنها تبيع حوالي 30 و40 زجاجة يوميا.

"لدي شعور كبير بالتفاؤل تجاه المنتجات الجديدة"، هكذا قالت دونغ المتزوجة من سوري، معربة عن ثقتها بأن طفلها وأسرتها وعملها مع صديقتها رولا والشركات السورية سيحتضنون عصرا متألقا جديدا في المستقبل القريب. وبالنسبة إلى رولا، فتعتبر هذه الزهور بمثابة شريان للحياة ورمز للوطن الأم، وأيضا تمثل جسرا بينها وبين السوق الصينية الهائلة.

ولضمان جودة المنتجات، تستخدم أديب فقط الورود الدمشقية من حدائقها الخاصة لإنتاج زيت الورد ومنتجات الهيدروسول، بحيث يحدد حصاد الورود كل عام الطاقة الإنتاجية. والآن، تفكر في استثمار الدفعة الجديدة من عائدات المبيعات في توسيع منطقة الزراعة استعدادا لزيادة الإنتاج في المستقبل.

وبينما كانت أديب مشغولة بالمعرض، تم إرسال حمولة شاحنة من الزيوت الطبيعية والهيدروسول التي طلبها الشركاء الصينيون مؤخرا من مصنعها في سوريا، فيما أظهر مقطع فيديو التقطته موظفة في الشركة فريقا من الموظفات يصفقنّ بحرارة عندما تحركت الشاحنة للتوجه إلى الخارج. وقالت أديب "لسنا مؤسسة كبيرة، ولكن لدينا منتجات عالية الجودة، فيما يوفر معرض الصين الدولي للاستيراد منصة ممتازة للشركات الصغيرة، ويبدو أن العديد من المشاكل التي كنت أواجهها قد باتت من الماضي".

ورغم تحسن الوضع الأمني في سوريا، إلا أن العقوبات الاقتصادية الغربية مازالت مفروضة على هذا البلد الشرق أوسطي، ومن هنا جاءت "رغبتا في فتح أسواقنا في الخارج تجاه دول صديقة مثل الصين وروسيا، وأصبح هذا أهم شيء نسعى لتحقيقه"، حسب ما قالت رولا. وقالت إن "سوق الصين من الممكن أن تستقبل جزءا كبيرا من أعمالنا، وثمة مؤشرات على أنها يمكن أيضا أن تستهلك 50 في المئة من إنتاج معملنا، لذلك نركز على هذه السوق واشتركنا في معرض جديد أقيم في الصين متخصص بالأساس في مجال الزراعة".

18