الوجبة المتوازنة تحافظ على سلامة المخ وتعزز الوظائف الإدراكية

سان فرانسيسكو (الولايات المتحدة) - كشفت دراسة علمية أجريت في بريطانيا أن تناول وجبات صحية متوازنة يحافظ على سلامة المخ ويعزز الوظائف الإدراكية والقوى العقلية للإنسان.

وذكرت الدراسة التي أجراها باحثون من جامعة وارويك البريطانية ونشرتها الدورية العلمية “نيتشر منتل هيلث”، أن الوجبات الغذائية التي يختارها الإنسان لا تؤثر فقط على صحته البدنية بل أيضا على صحته العقلية.

وفي إطار الدراسة، تم تحليل بيانات تخص عينة واسعة تضم 181 ألفا و990 شخصا من بنك البيانات الحيوية البريطاني وتناولت مؤشرات حيوية ووظائف عقلية ودلالات أيضية وعوامل وراثية من أجل سبر أغوار العلاقة بين التغذية والصحة العامة للإنسان.

وتم جمع بيانات تخص طبيعة الأغذية التي يتناولها المشاركون في التجربة من خلال استبيانات أجريت على الإنترنت، حيث تم تقسيم المتطوعين إلى عشر فئات حسب نوعية الأطعمة التي يفضلها كل شخص. وتم استخدام منظومة للذكاء الاصطناعي لتحليل وتصنيف هذه المجموعة الضخمة من البيانات واستخلاص النتائج.

وتبين من الدراسة أن تناول وجبات متوازنة يزيد من حجم المادة الرمادية في المخ التي تقترن بالذكاء مع تحسن القدرات العقلية والإدراكية بشكل كبير مقارنة بالأشخاص الذين يتناولون وجبات أقل تنوعا.

وبالنسبة إلى من لا يحرصون على تناول الوجبات الصحية، أكدت الدراسة ضرورة أن يقوموا بتعديل عاداتهم الغذائية تدريجيا وتقليل محتوى السكريات والدهون في المأكولات التي يتناولونها.

وأكد الباحث جيان فينغ رئيس فريق الدراسة ضرورة الاهتمام بتناول أغذية صحية منذ الصغر، وأضاف في تصريحات للموقع الإلكتروني “ميديكال إكسبريس” المتخصص في الأبحاث الطبية أنه يتعين على الأسر والمدارس توفير وجبات غذائية متنوعة للأبناء والطلاب من أجل تهيئة بيئة صحية تدعم الصحة البدنية والعقلية لصغار السن".

ويشير الخبراء إلى أن صحة الدماغ تعمد على مجموعة كبيرة من العوامل. وهناك أمور تؤثر على صحة المخ، فمثلا التعرض لصدمة أو انعدام الرغبة في التعلم له تأثير سلبي على الدماغ. وأثبت العلماء أن الأشخاص الذين يحبون حل الألغاز أو تعلم لغات أو مهارات جديدة يكونون أقل عرضة للإصابة بالأمراض التنكسيّة المرتبطة بالشيخوخة.

وتؤدي العادات غير الصحية مثل التدخين إلى تضييق الأوعية الدموية والتقليص من المغذيات والأكسجين المتدفق إلى الدماغ. وتعتمد صحة الدماغ على التغذية أيضا، وقد تؤدي التغذية السيئة إلى تدهور الوظائف المعرفية ومعاناة المرء من زيادة التوتر والتعب وانخفاض عام في القدرة على العمل.

وتعد الشوكولاتة السوداء من الأغذية الضرورية للدماغ. وحسب الخبراء، تحتوي الشوكولاتة السوداء على الكثير من مضادات الأكسدة التي تحمي خلايا الدماغ من الآثار الضارة للجذور الحرة.

والجذور الحرة (جزيء أو ذرة) تحتوي على واحد أو أكثر من إلكترونات غير مزاوجة مما يجعلها غير مستقرة وشديدة التفاعل. وتهاجم الجذور الحرة الجزيئات في الجسم مما يؤدي إلى تلف الخلايا.

لاحظ بعض الخبراء أن مركبات الفلافونويد الموجودة في الكاكاو تحسن أداء الذاكرة والقدرة على استيعاب المعلومات الجديدة. لذلك ينصح باستهلاك الشوكولاتة السوداء. كما أثبتت إحدى الدراسات أن محبي الشوكولاتة كانوا أكثر قدرة على حل المشكلات بطرق منطقية مقارنة بأولئك الذين يرفضون تناولها.

يعتبر البيض من الأطعمة المفيدة التي ينبغي إدراجها في النظام الغذائي، لاحتوائه على مجموعة متنوعة من العناصر الغذائية. يحتوي صفار البيض على الدهون الفوسفورية المهمة لخلايا الجهاز العصبي المركزي.

كما يحتوي البيض على نسبة عالية من الكولين وهي المادة المهمة للنشاط العقلي وتنظيم الذاكرة. إلى جانب ذلك، البيض غني بفيتامين "ب" المهم للدماغ.