الوجاهة الاجتماعية تضمن مستقبل السيارات الفارهة

خبراء: شركات السيارات نصف الفارهة والفارهة لن تتعرض لخطر المعاناة من تراجع الاهتمام بالسيارات، بشرط مواصلتها القدرة على إثارة الرغبة في امتلاك السيارة.
السبت 2019/06/01
نادرة وباهظة

 جنيف – إنها تعد من أكثر السيارات أداء في العالم، فهي مزودة بمحركات ذات جودة عالية وبتقنيات للتشغيل حديثة ومتقدمة.

ومع ذلك إذا كنت مالكا لواحدة من هذه السيارات الفارهة فمن غير المرجح أن تشعر حقيقة بالرغبة في قيادتها والذهاب إلى أي مكان على متنها، هذا على الأقل رأي ستيفان فينكلمان رئيس شركة السيارات الرياضية بوغاتي.

وهو يرى أن زبائن هذه السيارة اليوم لا يستخدمونها في التنقل، وإنما هي تحقق لهم نوعا من الوجاهة الاجتماعية.

وفي مواجهة الضغوط المتزايدة التي تتعرض لها صناعة السيارات لكي تتكيف مع تقلص اهتمام الزبائن بشراء السيارات، فإن النوعيات الفارهة الكبرى التي ظهرت مؤخرا في معرض جنيف للسيارات، استمرت كالمعتاد في نشاطها التجاري دون أن تبدي أي تراجع عن الاتجاهات التي سارت عليها.

ورغم تسليط الضوء على الموضوعات البارزة في هذه الصناعة مثل انتشار مفاهيم المشاركة في ركوب السيارات ومثل السيارات ذاتية القيادة، فإن النوعيات الفارهة مثل بوغاتي وفيراري ومازيراتي ورولز رويس استهدفت زبائن مختلفين.

وبالنسبة إلى الزبائن الذين لديهم القدرة المالية على شراء سيارة بسهولة يضاهي سعرها قيمة منزل للأسرة، إنما يهتمون فقط بامتلاك أفضل أنواع السيارات، وهناك خبر جيّد للمنتجين وهو أن هذه الشريحة من الزبائن تشهد اتساعا ونموّا.

يقول خبير صناعة السيارات بيتر فوس من شركة “إيرنست آند يونغ” للاستشارات المالية، إن “عدد الأثرياء الذين يريدون أن يكون بحوزتهم شيء مميز آخذ في التزايد، وهم يريدون استعراض هذا أيضا”.

موديلات متفردة

الطلب يزداد بشدة على السيارات الفارهة
الطلب يزداد بشدة على السيارات الفارهة

أحاط منظمو معرض جنيف ساحات السيارات الفارهة المعروضة -ومن بينها لامبورغيني وبينتلي والسيارة الروسية الفاخرة أوروس- بأسوار زجاجية وكأنها تذكّر الزوار عن طريق هذا الحاجز المادي بتميز المعروضات وتفردها.

وبينما يكون في إمكان الزوار التجول حول النوعيات الأخرى الأقل تميزا، تعتبر الحواجز الزجاجية بمثابة مؤشّر على أنه لا يمكن لأحد أن يفتح أبواب السيارات الفارهة ويجلس داخلها ليتفحصها.

وعلى الرغم من ذلك يتزايد الطلب بشدة على هذه النوعية الفارهة من السيارات، على سبيل المثال تنتج شركة بوغاتي من 70 إلى 80 سيارة فقط سنويا، ولا يقل سعر الواحدة منها عن 2.5 مليون يورو (2.8 مليون دولار) ومع ذلك تباع كلها بسرعة، وفي هذا الصدد يقول فينكلمان “الطلب على إنتاجنا لا يتراجع”.

ويوضح فينكلمان قائلا إن “سعر طراز ديفو من السيارة بوغاتي يصل إلى خمسة ملايين يورو، ويخطط مصنعنا لإنتاج 40 سيارة من هذا الطراز وتم بيعها جميعا، بينما يرتفع سعر الطراز فواتير نوار ليصل إلى 16.7 مليون يورو، كما أنتجنا مجموعة خاصة يبلغ عددها 20 سيارة يصل سعر الواحدة منها إلى ثلاثة ملايين يورو وتم بيعها كلها”.

ويبدو ستيفانو دومينيكالي رئيس الشركة المنتجة للسيارة لامبورغيني أكثر تفاؤلا عند الحديث عن زبائنه والسيارات الفارهة التي يطلبونها؛ ففي عام 2017 بيعت من هذا الطراز 3815 سيارة على مستوى العالم بما قيمته 933 مليون يورو، مما يعني أن سعر السيارة في المتوسط بلغ 245 ألف يورو.

وفي عام 2018 تم بيع 5750 سيارة من هذا الطراز، ومن المزمع إنتاج نحو 8 آلاف سيارة خلال عام 2019، حيث تمت زيادة القدرة الإنتاجية في المصنع الإيطالي إلى حد كبير.

السيارة ليست وسيلة نقل

توازن صحيح بين النمو والتفرد
توازن صحيح بين النمو والتفرد

 يقول دومينيكالي “هناك البعض من الجيل الأصغر سنا يرى أن السيارة هي مجرد وسيلة نقل، بينما البعض الآخر  يشعر بالزهو لامتلاكه سيارة من  الطراز الرفيع″.

وبالرغم من تزايد الإقبال على شرائها يرى دومينيكالي أنه يجب أن تظل السيارة لامبورغيني محتفظة باسمها ومكانتها الرفيعة، بما يعني أن بقاءها نادرة وباهظة الثمن هو جزء من جاذبيتها.

يقول “إن الأمر يتعلق بالعثور على التوازن الصحيح بين النمو والتفرد، وإذا أردنا مجرد زيادة المبيعات فسيكون الأمر سهلا”.

والطلب على السيارة الرياضية الجديدة لامبورغيني أوروس مرتفع بشكل لا يصدق، وفي هذا الصدد يقول دومينيكالي “غير أننا لا نريد أن نقطع شوطا إضافيا في هذا الاتجاه”.

ومقارنةً بالسيارة بوغاتي نجد أن مبيعات لامبورغيني كبيرة، ولغرض المقارنة رأينا أن الشركة المنتجة لسيارة بورشه احتاجت إلى أسبوعين لكي تبيع 8000 سيارة.

كما يرى خبير صناعة السيارات فرديناند دودنهوفر أن شركات السيارات نصف الفارهة والفارهة لن تتعرض لخطر المعاناة من تراجع الاهتمام بالسيارات، بشرط مواصلتها القدرة على إثارة الرغبة في امتلاك السيارة.

ولا يريد فينكلمان رئيس شركة بوغاتي أن يستبعد كليّا إمكانية أن يغير هذا الطراز وضعه بشكل مختلف قليلا، وأن يستكشف أنواعا أخرى من المركبات مختلفة النوعية بل ومتاحة بدرجة أكبر في السوق.

وكان مؤسس الشركة إيتوري بوغاتي ينتج كل أنواع المركبات، ويعتقد فينكلمان أيضا أن هذا الطراز يتمتع بإمكانية التحول إلى نوعية جديدة.

ويقول “الفرصة سانحة، وإذا كنا نريد التواجد في فئة مختلفة من المركبات، فإننا بالطبع ستتاح لنا الفرصة لإنتاج سيارات مناسبة لجميع الاستخدامات اليومية”.

وربما كان هذا الرأي بمثابة دراسة تتسم بالحذر من جانب شركة بوغاتي، تقر فيها بأن السيارات مرتفعة الأسعار لا يمكن أن تكون وحدها على الدوام ضامنا لتحقيق الأرباح الكبيرة.

ووفقا لما يقوله دودنهوفر، فإن نتائج مبيعات السيارات الفارهة يمكن أن تتباين من شركة إلى أخرى، حيث تشهد الشركات المنتجة فترات من الصعود والهبوط في الأرباح في هذه الفئة من السيارات، فبينما حققت شركة فيراري

ربحا يبلغ 69 ألف يورو لكل سيارة خلال النصف الأول من عام 2018، حققت شركة بينتلي ربحا يبلغ 17 ألف يورو عن كل سيارة خلال الفترة نفسها.

 الطلب على السيارة الرياضية الجديدة لامبورغيني أوروس مرتفع بشكل لا يصدق
 الطلب على السيارة الرياضية الجديدة لامبورغيني أوروس مرتفع بشكل لا يصدق

 

17