الوباء يغرق الأمهات العازبات في دوامة الفقر في الولايات المتحدة

أكثر من 12 مليون أميركي عاطل عن العمل أو بلا دخل يخشون خسارة المساعدة التي يصمدون بفضلها غداة عيد الميلاد.
الثلاثاء 2020/12/29
مصير غامض

واشنطن - عندما تسبّب الوباء في إغلاق المطاعم في كاليفورنيا، خسرت النادلة أليدا راميريز مصدر رزقها، فغرقت كغيرها من الأمّهات العازبات، في دوّامة الفقر مع تكدس الإيجارات غير المسدّدة وتزايد الاتكال على بنوك الغذاء.

واضطرت أليدا إلى التخلي عن عملها الثاني كعاملة توصيل لمنصة “نستاكارت” لتعتني بابنتها البالغة 11 عاما وابن أحد أشقائها المصاب بالتوحد والبالغ من العمر 21 عاما، عندما أوقف زوجها في يوليو لأعمال عنف منزلي.

ولم تسدّد راميريز منذ أكتوبر إيجار مسكنها المتواضع في كونكورد في ضاحية سان فرانسيسكو، وتقول “عليّ أن أختار بين تأمين الطعام أو الإيجار”. ولتسديد حاجات الأسرة، لجأت إلى قسائم غذائية من مدرسة ابنتها وأخرى من تقديم كنيسة محلّية يمكن استخدامها في أحد متاجر الحيّ.

وتستعين راميريز براتب قريبها الذي يعمل في مطعم “ماكدونالدز” بدوام جزئي لتسديد الاشتراك بالإنترنت، الذي لا غنى عنه كي تتابع ابنتها تعليمها عن بعد وأقساط تأمين السيّارة. وتحرم راميريز نفسها من الأكل في الكثير من الأحيان لتوفير المال.

وتشير إلى أنها شعرت بالذنب إزاء هذا الوضع، قائلة “كنت أظنّ أنني والدة سيئة وغير مسؤولة”. لكن سرعان ما أدركت أنها ليست وحدها في هذا المأزق، فهي تواصلت مع جاراتها للتفاوض مع أصحاب الإيجار. وتؤكد “كلّنا نواجه الوضع عينه وكثيرات منّا هن أمّهات عازبات”.

واشتدّت وطأة الوباء خصوصا على النساء اللواتي يعملن في قطاع الخدمات الأكثر تأثّرا بالأزمة الاقتصادية. ويخشى أكثر من 12 مليون أميركي عاطل عن العمل أو بلا دخل خسارة المساعدة التي يصمدون بفضلها غداة عيد الميلاد إثر وقف العمل بالخطّة التي أقرّها الكونغرس في الربيع.

وطأة الوباء اشتدت على النساء اللواتي يعملن في قطاع الخدمات الأكثر تأثرا بالأزمة الاقتصادية

أما في واشنطن، فتخشى ماريا لارا أن تطرد قريبا من شقّتها البائسة التي لم يعد في وسعها تسديد إيجارها، إذ ينتهي الإعفاء المؤقت من تسديد الإيجارات بعد عيد الميلاد.

وكانت الشابة السلفادورية الأصل، وهي أمّ لطفلة صغيرة، تعمل في التنظيف بأحد الفنادق قبل الوباء. وباتت تؤدّي مهمات بسيطة في ورش بناء لكنها لم تعد تعمل سوى يومين أو ثلاثة وأحيانا أربعة كلّ أسبوعين.

وقالت ماريا لارا التي تنتشر الفئران في مبناها “نعيش مع الفئران لأن المالك يعدنا بتعقيم البناية لكنه لا يقوم بذلك”.

وفي الجزء الشمالي من نيويورك، فقدت ماريسول غونزاليس عملها في الربيع في الوقت الذي ضرب فيه وباء كورونا الحيّ، حيث كانت تعيش في منطقة كوينز ثم خسرت شقتها التي كانت تكلف 2200 دولار في الشهر، في أكتوبر.

وباتت اختصاصية التدليك هذه المنحدرة من السلفادور تتشارك غرفة مع إحدى بناتها. وتتيح لها أعمال بسيطة تسديد إيجار الغرفة (850 دولارا) وفواتير الكهرباء وثمن بطاقة المترو وهي تقصد بنك الغذاء مرّة في الشهر.

وزاد ثقل الوباء على كاهلها الشهر الماضي إثر نقل ابنتها البالغة 20 عاما إلى المستشفى نتيجة إصابتها بالاكتئاب من جرّاء تدابير العزل. وتقول الوالدة البالغة 45 عاما “أصلّي كي يتحسّن وضعها وتعود إلينا”.

21