الهندسة المعمارية العالمية تفقد مصممها الثوري ريتشارد روجرز

باريس - توفّي المهندس المعماري البريطاني ريتشارد روجرز المعروف بتصميمه بعضا من أشهر مباني العالم بينها مركز جورج بومبيدو في باريس، مساء السبت عن 88 عاما، وفق وسائل إعلام.
وقد اعتبر لورد روجرز واحداً من أنجح المهندسين المعماريين في العالم وأكثرهم تأثيراً وثورية، حيث فاز بالعديد من الجوائز في مجاله.
وقال ماثيو فرويد الرئيس المؤسس لشركة “فرويدز” للعلاقات العامة في تصريحات لوكالة “بي إيه” البريطانية للأنباء إن ريتشارد روجرز الحائز على جائزة بريتزكر سنة 2007، “توفي بهدوء” مساء السبت الماضي.
ولد ريتشارد روجرز في فلورنسا سنة 1933 وهرب مع عائلته من إيطاليا في عهد موسوليني للإقامة في لندن. وهو يُصنّف من رواد حركة “هاي تك” المعمارية التي تتميز بالتصاميم الزجاجية والفولاذية وأنابيب التوصيل الظاهرة.
وأصبح معروفاً على نطاق واسع في السبعينات والثمانينات من القرن الماضي بتصاميمه الخاصة بمبنيين أثارا الجدل في حينه لوجود مرافق مثل المصاعد وأنابيب تكييف الهواء خارج المبنى، وهما مركز بومبيدو في وسط باريس الذي صممه سنة 1971 مع صديقه رينزو بيانو، ومبنى لويدز للتأمين، وهي منشأة ذات هندسة لافتة دُشنت سنة 1986 في حي سيتي المالي في لندن.
وضمت قائمة إبداعاته المعمارية الأخرى مبنى المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان في ستراسبورغ ومبنى برلمان ويلز في كارديف ومبنى المسافرين رقم 5 في مطار هيثرو ومبنى المسافرين رقم 4 في مطار “باراخاس” في العاصمة الإسبانية مدريد.
وكان لروجرز منتقدون خلال مسيرته المهنية أبرزهم الأمير تشارلز، الذي تحدث في مناسبات عدة عن كرهه لتصاميم اللورد روجرز.
لكن ذلك لم يمنع المصمم المعماري من الانتقال من نجاح إلى آخر حول العالم.
وكان أحدث إنجازاته العالمية بناء مركز التجارة العالمي رقم 3 في نيويورك، وهو عبارة عن برج يتألّف من 80 طابقاً، شُيد في الموقع الذي كان يضم البرجين السابقين اللذين تم تدميرهما في هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001.
ونال المهندس المعماري لقب “لورد روجرز أوف ريفرسايد”، وبات منذ 1996 عضوا في مجلس اللوردات، الغرفة العليا في البرلمان البريطاني، ضمن صفوف العماليين. وكان روجرز من بين عدد قليل من المهندسين المعماريين الذين يعود لهم الفضل في تشكيل المدن العصرية. كما أنه قدم المشورة حول التخطيط الحضري في مدن من بينها لندن وبرشلونة.