الهربس يهاجم العيون أيضا لا فقط الشفاه

فايروس الهربس قد يتسبب في التهاب وتندب القرنية مما يؤدي في أسوأ الأحوال إلى العمى.
الثلاثاء 2021/12/28
التغيرات الهرمونية تؤدي إلى الإصابة بالهربس

برلين- قالت الجمعية الألمانية لطب العدوى إن الهربس يهاجم العيون أيضا، وليس الشفاه والأنف والأعضاء التناسلية فقط.

وأوضحت الجمعية أن سبب الإصابة بهربس العيون يرجع إلى فايروس الهربس البسيط، الذي ينتقل عبر الرذاذ ليستقر في المسارات العصبية، مشيرة إلى أن العوامل التي تؤدي إلى نشاطه، هي التوتر النفسي والتغيرات الهرمونية وضعف جهاز المناعة بسبب الأمراض كنزلة البرد مثلا والتعرض المفرط للأشعة فوق البنفسجية. وتتمثل أعراض هربس العيون في احمرار العين وزيادة الإفرازات الدمعية والتصاق العين والشعور بألم وحكة ووجود جسم غريب بها، بالإضافة إلى ظهور بثور حول العين.

ويجب استشارة الطبيب فور ملاحظة هذه الأعراض؛ نظرا لأن فايروس الهربس قد يؤدي إلى التهاب وتندب القرنية، مما قد يؤدي في أسوأ الأحوال إلى العمى. وفي حال التحقق من الإصابة بهربس العيون، يتم العلاج بواسطة المراهم والقطرات المحتوية على مضادات الفايروسات.

ويعد التهاب القرنية الهِربسيّ التهابا فايروسيا يصيب القرنية، التي هي الجزء الأمامي الشفاف من العين، ويسببه فايروس الهربس البسيط. وفي حين أن فايروس الهربس البسيط الذي يصيب الأعضاء التناسلية هو من النوع الثاني، فإن الفايروس الذي يصيب العينين والفم هو من النوع الأول.

ç سبب الإصابة بهربس العيون يرجع إلى فايروس الهربس البسيط، الذي ينتقل عبر الرذاذ ليستقر في المسارات العصبية

ويمكن أن تؤثّر الإصابة على طبقات مختلفة من القرنية وتُسبّب رد فعل التهابي. كما يمكن أن تصيب العدوى أحد الأجزاء العميقة للعين مثل القزحية وتسبب التهابا داخل العين.

وقال استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة أحمد سعدالدين إبراهيم إن الهربس مرض له نوعان معروفان، النوع رقم واحد يصاب به المريض وتظهر عليه قرح الفم، وتحدث العدوى به عن طريق التقبيل أو التنفس، والنوع الثاني يصاب به المريض ويظهر على شكل قرح في الأعضاء التناسلية.

ويمكن أن يصيب الهربس أيضا الأطفال الصغار. وأكد الدكتور إبراهيم أن الأشهر في الأطفال حديثي الولادة هو النوع الثاني حيث تنتقل العدوى من الأم المصابة بالهربس عبر القرح الموجودة في أعضائها التناسلية والتي يمر عليها الطفل خلال الولادة ليصاب بالعدوى وتظهر عليه الأعراض بعد أيام من الولادة، وتكون على شكل عدوى عامة أو قرح في أجزاء مختلفة من الجسم، أو ارتفاع في درجات الحرارة.

ويرى الدكتور إبراهيم أن انتقال الهربس من النوع الأول عن طريق تقبيل الطفل لا يحدث كثيرا، لأنه من الصعب وجود شخص لديه قرح في الفم ويقدم على التقبيل، لكن هذه العدوى حتى لو كانت قليلة إلا أنها موجودة، وبعض الأشخاص يصابون بالفايروس دون ظهور أعراض عليهم ويسببون العدوى للطفل.

ويشير الدكتور إبراهيم إلى أن المضاعفات التي يمكن أن يسببها فايروس الهربس من الممكن أن تصل لالتهابات على المخ والوفاة، لأنه من أشهر مسببات العدوى الفايروسية على المخ، وسواء كان المرض انتقل من الأم المصابة، أو عن طريق العدوى التنفسية فإنه يمكنه في الحالتين التسبب في التهاب على المخ، مبينا أن هذه المضاعفات ليست لها قاعدة معينة في حدوثها، لكن بشكل عام كلما كان الطفل ضعيف المناعة، أو ولد لأم لديها مشاكل صحية كبيرة، أو كان وزنه عند الولادة أقل من الطبيعي، وعمره الرحمي أقل، وتعرض لمضاعفات ولم يتم وضعه في الحضانة، فإن هذه العوامل تزيد من فرص العدوى وحدوث مضاعفات تصل للدم والمخ وتسبب مشاكل.

17