النوم الجيد يقلل من مخاطر الإصابة بأمراض القلب

التقليل من التوتر في العمل يمكن أن يساعد على تحسين النوم.
الأحد 2022/09/11
النوم دون المستوى الأمثل مضر بالصحة

باريس - خلصت إحدى الدراسات إلى أن النوم دون المستوى الأمثل مرتبط بارتفاع احتمال الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية، وأن النوم الجيد يسهم في الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية.

وقال مؤلف الدراسة الدكتور أبوبكاري نامبيما من المعهد الوطني الفرنسي للصحة والبحوث الطبية في فرنسا “كان معدل الانتشار المنخفض للنوم الجيد متوقعا نظرا إلى حياتنا المزدحمة التي تمتد على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، ويجب تعليم أهمية نوعية وكمية النوم لصحة القلب في وقت مبكر من الحياة عندما يتم تأسيس السلوكيات الصحية، ويمكن أن يساعد التقليل من الضوضاء أثناء الليل والتوتر في العمل على تحسين النوم”. وركزت الدراسات السابقة حول النوم وأمراض القلب بشكل عام على عادة نوم واحدة، مثل مدة النوم أو توقف التنفس أثناء النوم، حيث يتوقف التنفس ويبدأ أثناء النوم، بالإضافة إلى ذلك غالبا ما قيمت الدراسات السابقة النوم عند خط الأساس فقط.

واستخدمت الدراسة الحالية درجة نوم صحية تجمع بين خمس عادات نوم، وحقق الباحثون في العلاقة بين درجة النوم الأساسية، والتغيرات بمرور الوقت في درجة النوم، وأمراض القلب والأوعية الدموية الحادثة.

وتضمنت هذه الدراسة 7200 مشارك في دراسة باريس المستقبلية الثالثة، وهي جماعة قائمة على الملاحظة، وتم تجنيد الرجال والنساء الذين تتراوح أعمارهم بين 50 و75 عاما ولا يشكون من أمراض القلب والأوعية الدموية في مركز طبي وقائي بين عامي 2008 و2011، وكان متوسط العمر 59.7 سنة وكان 62 في المئة منهم من الرجال.

وخضع المشاركون لفحص جسدي واستكملوا استبيانات حول نمط الحياة والتاريخ الطبي الشخصي والعائلي والحالات الطبية.

خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية والسكتة الدماغية انخفض بنسبة 22 في المئة لكل نقطة ارتفاع في درجة النوم

وتم استخدام الاستبيانات لجمع معلومات عن خمس عادات للنوم في الأساس وزيارتين للمتابعة، وتم إعطاء كل عامل نقطة واحدة إذا كان هو الأمثل وصفرا إذا لم يكن كذلك. وتم حساب درجة نوم صحي تتراوح من صفر إلى 5، مع اعتبار صفر أو 1 ضعيفا و5 يعتبر الأمثل.

وأفاد أولئك الذين حصلوا على درجة مثالية أنهم ناموا من 7 إلى 8 ساعات كل ليلة، ولم يعانوا من الأرق مطلقا أو نادرا، ولا يعانون من النعاس المفرط المتكرر أثناء النهار، ولا توقف التنفس أثناء النوم، والنمط الزمني المبكر (كونهم أشخاص صباحيون). وقام الباحثون بفحص الإصابة بأمراض القلب التاجية والسكتة الدماغية كل عامين لما مجموعه 10 سنوات.

وحصل 10 في المئة من المشاركين على درجة نوم مثالية، و8 في المئة كانت درجاتهم ضعيفة خلال متابعة استمرت ثماني سنوات، وأصيب 274 مشاركا بأمراض القلب التاجية أو السكتة الدماغية.

وحلل الباحثون العلاقة بين درجات النوم والأحداث القلبية الوعائية بعد ضبط العمر والجنس واستهلاك الكحول والمهنة والتدخين ومؤشر كتلة الجسم والنشاط البدني ومستوى الكوليسترول والسكري والتاريخ العائلي للنوبات القلبية والسكتة الدماغية أو الموت القلبي المفاجئ. ووجدوا أن خطر الإصابة بأمراض القلب التاجية والسكتة الدماغية انخفض بنسبة 22 في المئة لكل نقطة ارتفاع في درجة النوم عند خط الأساس. وبشكل أكثر تحديدا، مقارنة بأولئك الذين حصلوا على درجة صفر أو 1، كان المشاركون الذين حصلوا على درجة 5 أقل عرضة للإصابة بأمراض القلب أو السكتة الدماغية بنسبة 75 في المئة.

وقدر الباحثون نسبة الأحداث القلبية الوعائية التي يمكن الوقاية منها بنوم أكثر صحة، ووجدوا أنه إذا كان لدى جميع المشاركين درجة نوم مثالية، فقد يتم تجنب 72 في المئة من الحالات الجديدة لمرض القلب التاجي والسكتة الدماغية كل عام.

وقال الدكتور نامبيما “توضح دراستنا أهمية النوم الجيد للحفاظ على صحة القلب وتقترح أن تحسين النوم مرتبط بانخفاض مخاطر الإصابة بأمراض القلب التاجية والسكتة الدماغية، كما وجدنا أن الغالبية العظمى من الناس يعانون من صعوبات في النوم، أمراض القلب والأوعية الدموية هي السبب الرئيسي للوفاة في جميع أنحاء العالم، وهناك حاجة إلى مزيد من الوعي بأهمية النوم الجيد للحفاظ على صحة القلب”.

16