النوادي الثقافية مبادرة سورية لرعاية المواهب الأدبية الشابة

المبادرة تعمل على رعاية المواهب الأدبية على أمل التمكن من إلغاء حالة الفوضى التي تسود بعض المنابر.
الخميس 2023/02/02
غياب الإشراف والتأطير أغرق البلاد في أعمال أدبية ضعيفة

دمشق – أطلق اتحاد الكتاب العرب وفي إطار مسؤولياته كمؤسسة ثقافية بارزة، مبادرة تأسيس نوادي ثقافية شبابية لدى فروعه بالمحافظات وذلك ضمن مشروع طويل الأمد لاحتضان ورعاية أصحاب المواهب الأدبية الشابة والحد من ظاهرة المنتديات الأدبية الخاصة التي ظهرت مؤخرا كمنابر تروج لنتاجات ضعيفة المستوى، وذلك بهدف تشكيل فريق شبابي ثقافي سوري كخطوة نحو تبني المواهب والإبداعات الشابة ودعمها للمشاركة بنشاطاته على مستوى الجغرافيا السورية والاستفادة من مواهبهم الإبداعية.

وحول الهدف من تأسيس هذه النوادي قال الدكتور محمد الحوراني رئيس اتحاد الكتاب العرب “إنها جزء من مشروع يعكس اهتمام الاتحاد بأصحاب المواهب الأدبية الشابة من خلال منحهم بطاقات كأصدقاء لفروع الاتحاد وصولا إلى طباعة نتاجهم وتهيئتهم لاحقا لتنسيبهم إلى الاتحاد، إضافة إلى كبح حالة الفوضى والتسيب في المشهد الثقافي والأدبي واعتلاء المنابر من قبل بعض ممن لا يملكون مقومات اللغة والثقافة”.

وفي الوقت عينه رأت عضو المكتب التنفيذي رئيسة تحرير مجلة الموقف الأدبي فلك حصرية أن إطلاق هذه النوادي الشابة حاجة ضرورية وواجب على مؤسسة الاتحاد لأنها المعنية بالدرجة الأولى برعاية كل موهبة أدبية بدلا من ترك هذا الأمر لغير أصحاب الاختصاص.

المبادرة تهدف إلى تنظيم القطاع الأدبي في سوريا الذي تأثر كسائر القطاعات، وأسهم انفتاح السوق على تراجع مستوى ما ينشر من أعمال أدبية

وتابعت أن هذه المنتديات تضمن حماية فئة الشباب المثقف من معوقات قد تؤثر على طموحاتهم الأدبية وهذا ما أشار إليه رئيس النادي الفلسطيني الثقافي في حلب الشاعر محمود علي سعيد فضلا عن إفساح مجال التنافس الأدبي في ما بينهم من خلال إقامة المسابقات وزيادة الحضور الجماهيري لفعاليات الاتحاد من خلال دعوة أصدقاء الشباب وذويهم لحضور الأنشطة.

ورأى مؤسس فريق مئة كاتب وكاتب جود الدمشقي أن كل إنسان موهوب بالفطرة، حيث أن هذه الموهبة تحتاج لحاضنة ورعاية ونحن ضمن فريق مئة كاتب وكاتب نقدم هذه الحاضنة من خلال ورشات ثقافية وتدريبية، لافتا إلى أنه تم التعاون مع اتحاد الكتاب العرب بهدف دعم طاقات الشباب والاستفادة من مواهبهم وتنميتها، حيث إن تسليط الضوء على ثقافة الشباب أهم ما تقوم به المؤسسات الثقافية لأنهم الرصيد الثقافي القادم.

وأشارت رئيسة فرع حمص لاتحاد الكتاب العرب أميمة إبراهيم إلى أنه من المهم جدا أن نلتفت إلى أدب الشباب ونعطيه الوقت الكافي والاهتمام اللازم من أجل تفعيله وخلق الفرص اللازمة للشباب المتميز المبدع، إضافة إلى المنبر الراقي والنشر في صحف ودوريات ذات مصداقية، مبيّنة أن هناك مواهب شابة تمتلك الطاقة والوعي والجرأة واللغة الجميلة النقية والقدرة على إيصال أفكارهم شعريا أو سرديا، فلا بد من احتضانهم وإعطائهم فرصا للمشاركة بأنشطة المؤسسات الثقافية.

من جانبها، بيّنت مديرة ثقافة دمشق نعيمة سليمان أن المديرية تهتم برعاية الموهوبين الشباب واحتضانهم وتطوير مواهبهم على أشكالها كافة، وتصويب مسارات الأندية المتنوعة التي تكونت من الشباب وذلك بالاعتماد والتعاون مع كتاب ونقاد وشعراء يمتلكون القدرة على توجيه الملاحظات والنقد لهم.

وقد جاءت هذه المبادرة بهدف تنظيم القطاع الأدبي في سوريا الذي تأثر كسائر القطاعات، وأسهم انفتاح السوق على تراجع مستوى ما ينشر من أعمال أدبية، وستعمل المبادرة على رعاية المواهب الأدبية الشابة وتنمية مهاراتها وصقلها على أمل التمكن من إلغاء حالة الفوضى التي تسود بعض المنابر ومنع من لا يمتلكون مقومات اللغة والثقافة من اعتلائها.

12