النظام الغذائي المحاكي للصوم ينشط خلايا الجسم

العملية تعرف باسم "الالتهام الذاتي" حيث يقوم الجسم بالتخلص من الخلايا القديمة وتنشيط خلايا جديدة.
الأحد 2022/04/24
تنشيط عمليات التمثيل الغذائي المفيدة

برلين - يتساءل خبراء الصحة ماذا يمكن أن نقول عن نظام غذائي يؤدي إلى فوائد الصوم، ويسمح في الوقت نفسه للمرء بتناول أطعمة ذات سعرات حرارية منخفضة؟ إنه يبدو أمرا رائعا، أليس كذلك؟

هناك نوع من النظم الغذائية يحمل اسم “النظام الغذائي المحاكي للصوم”، وهو عبارة عن خطة لتناول الوجبات مدتها خمسة أيام، يتم تكرارها على فترات منتظمة بعد أن تم تحديدها لكي يقوم الجسم بمحاكاة حالة الصيام. وقد تم تطوير هذا النظام الغذائي في معهد “طول العمر” بجامعة جنوب كاليفورنيا، تحت إشراف عالم الشيخوخة الإيطالي فالتر لونجو. كما سألنا خبيرين عن رأيهما في ذلك النظام.

يقول الدكتور بيرند كلاينه – جونك، وهو رئيس الجمعية الألمانية لطب مقاومة الشيخوخة “عندما يتبع المرء النظام الغذائي المحاكي للصوم فإنه يستهلك نحو 1000 سعر حراري يوميا لمدة خمسة أيام، أي حوالي نصف الكمية الطبيعية”.

ويتناول المرء ثلاث وجبات غذائية على مدار اليوم، تتكون من كربوهيدرات معقدة مثل الخس والخضروات الأخرى، ودهون صحية مثل تلك الموجودة في المكسرات والأفوكادو وزيت الزيتون، والبروتين النباتي الموجود في البقوليات، على سبيل المثال.

وتكون الوجبات الغذائية منخفضة في الكربوهيدرات البسيطة، مثل الأرز الأبيض والخبز والمعكرونة (الباستا)، والسكر، والبروتين الحيواني.

النظام الغذائي المحاكي للصوم يهدف إلى منح الخلايا استراحة من عمليات التمثيل الغذائي أو العمليات الابتنائية لتجديد نفسها

ويوضح الدكتور كلاينه – جونك أن “البروتين الحيواني يمنح الجسم الإشارة للنمو”، مضيفا أن “النظام الغذائي المحاكي للصوم يهدف إلى ما هو عكس ذلك”، بمعنى عدم “تشجيع الخلايا على النمو”، ولكن لمنحها استراحة من عمليات التمثيل الغذائي أو العمليات الابتنائية.

ويقول إن “الكائن الحي يتخلص من الخلايا القديمة وإعادة تدوير المواد الخاصة به فقط أثناء فترة الاستراحة، بينما يكون في وضع الاستعداد”.

ويشار إلى أن هذه العملية تعرف باسم “الالتهام الذاتي”، حيث يقوم الجسم بالتخلص من الخلايا القديمة وتنشيط خلايا جديدة. وبحسب الدكتور كلاينه – جونك، فإن النظام الغذائي المحاكي للصوم يقوم بتنشيط عمليات التمثيل الغذائي الأخرى المفيدة أيضا، مثل الكيتوزية، والتي يعمل الجسم خلالها على حرق الدهون المخزنة من أجل الحصول على الطاقة.

ويعد عصير الخضروات على سبيل المثال نموذجيا كوجبة إفطار في النظام الغذائي المحاكي للصوم، كما أنه من المسموح أيضا شرب فنجان من القهوة. أما بالنسبة إلى وجبتي الغداء والعشاء، فهناك الخضروات مع العدس وحليب جوز الهند أو السلاطات أو الحساء. ويمكن على مدار اليوم شرب ما يتراوح بين ثلاثة وأربعة أكواب من الشاي الخالي من السكر والماء.

ومن الممكن تكرار النظام الغذائي المحاكي للصوم الذي يستمر لمدة خمسة أيام كل ثلاثة أشهر أو نحو ذلك. وفي ما بين ذلك، من الأفضل اتباع ما يعرف باسم “نظام سيرتفوود الغذائي”، الذي يفضل الأطعمة الغنية ببعض المستقبلات (الأيضات) النباتية الثانوية التي من المفترض أنها تعمل على تنشيط السيرتوينات الموجودة في الجسم، وهي عائلة من الإنزيمات متعددة الوظائف.

ويشار إلى أن المستقبلات الثانوية هي مركبات تنتجها النباتات وهي ليست ضرورية لنموها أو تكاثرها. وبدلا من ذلك، فإنها تساعد النباتات على البقاء، وذلك على سبيل المثال من خلال جعلها سامة أو طاردة للحيوانات الآكلة للأعشاب أو الميكروبات. أما في البشر، فمن الممكن أن تكون لها تأثيرات مضادة للبكتيريا أو مضادة للالتهاب أو خافضة لارتفاع ضغط الدم، وبعضها يستخدم كدواء أو كمخدرات لأغراض ترويحية.

وأفادت تقارير بأنه بعد اتباع “نظام سيرتفوود الغذائي” بين دورات من النظام الغذائي المحاكي للصوم، يتم تعزيز عملية تجديد الخلايا.

ويقول الدكتور كلاينه – جونك إنه من الممكن العثور على محفزات السيرتوينات في أغذية تتضمن البروكلي والكالي والتفاح والتوت والجوز وزيت الزيتون والبصل والكركم والقهوة والنبيذ الأحمر.

16