النجم التونسي ظافر العابدين يراهن على نجاحه بالتعمق في الشخصيات

ما بين إطلالته الأولى على الدراما المصرية من خلال شخصية المعاق في مسلسل "فيرتيجو"، إلى مفاجآته في مسلسلات رمضان 2015، يسلك الفنان التونسي ظافر العابدين طريقا غير معبّد لحجز مكانه وسط النجوم المصريين والعرب.
الجمعة 2015/07/03
ظافر العابدين يعتمد في أدواره على إبراز أبعاد الشخصية

طريق الفنان التونسي ظافر العابدين نحو النجومية العربية اعتمد فيه مثل كبار الممثلين في العالم على التعمق الفكري في الشخصية كوسيلة لجذب الانتباه إلى موهبته وتقديمها بطريقة يصعب على المتلقين نسيانها.

ويقدم ظافر في رمضان الحالي ثلاثة أنماط مختلفة، من خلال ثلاثة أعمال فنية، هي “تحت السيطرة”، “أريد رجلا” و”24 قيراط”، ويظهر من خلالها رؤى معاصرة لقضايا واقعية تخاطب المجتمعات العربية المختلفة.

يتذكر ظافر في حواره مع “العرب” بداية تجربته للتمثيل في مصر، عندما أتيحت له الفرصة للمشاركة في المسلسل المصري “فيرتيجو” مع الفنانة التونسية أيضا هند صبري، والذي كان بوابة التعارف بينه وبين جمهوره، حيث قدم دورا مركبا وصفه بالهدية التي منحت له لتتوالى أعماله بعد ذلك، وقدم أعمالا مختلفة، كما في مسلسلات “نيران صديقة”، و”فرق توقيت”، مؤكدا أن جميع الأعمال التي شارك فيها كانت تحمل تحديات كثيرة.

التميز الذي ساهم في لفت الأنظار لأدوار ظافر، يحمل وراءه ذكاء وخبرة اكتسبهما في رحلة عمله من الشرق إلى الغرب.

أكد ظافر لـ”العرب” أن دراسته لكل شخصية يجسدها هي السبب في تعمقه بها، وقال “أنا شديد الاهتمام بتفاصيل الشخصية، وأقوم بدراستها من حيث طريقة تفكيرها في البداية، مرورا بمراحلها العمرية، فرغم أن هناك معلومات قد لا أحتاجها في العمل لكنها مهمة لي كممثل، فتركيزي في دوري لا يعتمد على الشكل بل على الجانب الداخلي للإنسان والدوافع الخفية لديه”.

يعتبر ظافر دوره في المسلسل الجديد “تحت السيطرة” الأكثر اختلافا عمّا قدمه من أدوار سابقة، لكونه الأقرب إلى طريقة تفكير الناس ومشاعرهم، حيث يبتعد فيها تماما عن أجواء الإثارة. وأوضح أن الدور يقدم فيه شخصية طبيعية تعتمد على إبراز الجوانب الإنسانية بشكل أكبر، خاصة في الظروف الاستثنائية.

ومع ذلك يعود الممثل التونسي لأدوار الإثارة في مسلسل “24 قيراط”، والذي يقدم من خلاله شخصية رجل أعمال يدخل في شراكة مع “يوسف” الذي يجسد دوره الفنان السوري عابد فهد، يتعرض للخطف مع بداية الحلقات، وهو شخصية غامضة إلى حدّ كبير وغير واضحـة بعكس دوره “تحت السيطرة”.

ظافر يعتبر دوره في المسلسل الجديد \'تحت السيطرة\' الأكثر اختلافا عمّا قدمه من أدوار سابقة، لكونه الأقرب إلى طريقة تفكير الناس ومشاعرهم

القضايا النسائية أصبحت الشاغل الأكبر للدراما العربية في السنوات الأخيرة، وهو ما يعكسه ظافر ضمن أحداث مسلسله “أريد رجلا” الذي بدأ عرض الجزء الأول منه، ويستكمل في رمضان الجاري، مؤكدا أن ما يطرحه العمل وجهة نظر جديدة، قائلا “اعتدنا دائما أن يتمّ تناول مثل هذه القضايا بأقلام الرجال، لكن من الجيد والمميز أن تقدمها هذه المرة امرأة، وفي النهاية لن نستطيع التحدث عن حياة الرجل دون المرأة أو العكس، فهو عمل اجتماعي يبتعد عن الإثارة ويرتكز على المشاعر الإنسانية التي يكون البعض منا أو من الآخرين قد مروا بها”.

وأضاف النجم التونسي في حواره مع “العرب” الذي بدأ حياته لاعبا لكرة القدم، أن تجاربه في المسلسلات الأجنبية التي شارك فيها، منحته خبرات مميزة، من حيث التعامل مع ممثلين مختلفين ومخرجين ذوي أهمية كبيرة، علاوة على مساعدته في التعرف على لهجات مختلفة.

وقال “تجاربي في الخارج أفادتني كثيرا، وجعلتني أطوّر من نفسي وأتحدّاها، خصوصا أنني أخاطب متلقين آخرين بلهجات وثقافة ولغة مختلفة، كما أن العمل خارجيا يحمل أهمية قصوى لأن هناك أسلوبا آخر، فالدراما هناك مختلفة في كتابتها لأنها تعبر عن واقع مختلف، كما أن المشاعر متغيرة بيننا وبينهم، حتى أن طريقة التصوير تكون في مدة زمنية أطول. وكل مرة أعمل فيها بالخارج أتعلم شيئا جديدا وأتحدّى نفسي، وأحاول أن أوازن بين تجربتي هنا وهناك”.

من الفن يتطرق ظافر إلى السياسة، معبرا عن رأيه في أن المسار الديمقراطي بين مصر وتونس لم يكتمل، وقال: “الثورة حدثت بالفعل وأجريت الانتخابات في مرحلة تالية، لكن الأمر لم يكتمل لأن المسؤولية لدى الناس هي الأساس، ولا بدّ من تغيير طريقة تفكيرهم، في ما يتعلق بالديمقراطية وحرية التعبير، لأن الحكومات تذهب وتبقى الشعوب وهذا يتطلب وقتا أطول، وسنعرف مدى نجاح الثورات خلال مدة طويلة قد تصل إلى 15 عاما حتى نحكم ونقيّم التجربة”.

الممثل التونسي يعود لأدوار الإثارة في مسلسل "24 قيراط"، والذي يقدم من خلاله شخصية رجل أعمال

وأشار العابدين لـ”العرب” إلى أن محاربة الفقر والجهل أهم وسيلة لمكافحة التطرف والإرهاب، فالظروف الاقتصادية هي المتحكم الرئيسي في المسألة، ولا بدّ أن نعمل على إصلاح أحوال التعليم والمدارس والصحة في مجتمعاتنا العربية، حتى تسهل الرؤية على الشعب وتجعل الأمور أوضح بالنسبة إليهم، وتجعل لديهم طموحات وأحلاما لا تكون قاصرة على طبقة معينة، فلا بدّ من وجود صورة للغد أمام هؤلاء.

واستكمل: “ما يحدث الآن أمر غريب بالنسبة إلينا، لأن التطرف أصبح عالميا، كما أن الثورات أخرجت لنا مناطق منسية في أبسط حقوقها كالمياه والكهرباء، وكأننا كنا نعيش في دول أخرى غير التي يسكنها هؤلاء، لهذا فمن الضروري أن نعمل لكي نغير الواقع ونقلل نسبة التطرف، فصحيح أن حبس المتطرفين أحد الحلول للتعامل معهم لكنّه حل مؤقت، ولا بد من التطرق إلى قضايا الثقافة والتعليم، وترسيخ فكرة احترام الآخر وأفكاره المختلفة”.

وأكد العابدين أن هناك تقاربا كبيرا في تفاصيل الحياة وطريقتها وحتى الأذواق الفنية بين مصر وتونس، قائلا “أتذكر أنني تربيت على صوت أم كلثوم، وعبدالحليم، ومشاهدة أفلام عادل إمام، ومباريات الأهلي والزمالك، لكن العالم العربي في الوقت الحالي تداخل كثيرا، بسبب انتشار البرامج والقنوات الفضائية، التي فتحت حلقات تواصل مع بعضها بشكل أوسع وأسهل، وربما جاءت الثورات العربية لتدعم الأمر بشكل أكبر، حيث أنها بدأت في تونس ثم مصر، وهما من أكثر الدول العربية نجاحا حيث وفقتا في مساريهما، بعكس ما حدث في بلدان عربية أخرى”.

17