الناشرون يدفعون كلفة المحتوى الإخباري وغوغل تجني الأرباح

نشر “تحالف وسائل الإعلام” نتائج دراسة جديدة تحدد كيفية استخدام شركة غوغل للأخبار والطرق التي تستفيد بها منها، وكشف عن مقدار ما يجنيه العملاق الأميركي من محتوى لا يشارك في صناعته ولا يدفع ثمنا له بموجب القانون الأميركي.
واشنطن - جنت شركة غوغل 4.7 مليارات دولار عام 2018 باعتمادها على الأخبار كمصدر لاستقطاب المستخدمين بفضل المحتوى الذي يقدمه ناشرو الأخبار، وتستثمره المنصة دون الدفع للناشرين، بحسب ما أكدته دراسة حديثة لـ”تحالف وسائل الإعلام”.
وكشفت دراسة نشرتها المنصة الإلكترونية لتحالف وسائل الإعلام، الاثنين، أن الأخبار تمثل من 16 إلى 40 بالمائة من نتائج بحث محرّك غوغل، حيث توصلت بعد جمع تحليلات خبراء من شركة كيستون ستراتيجي للاستشارات الاقتصادية والاستراتيجية، إلى نظرة عامة نوعية عن استخدام شركة غوغل للمحتوى الإخباري المتوفر على الشبكة.
كما شملت تحليلا لنسبة هذا المحتوى في نتائج بحث غوغل وخدمة أخباره، لتقدّر الإيرادات التي تتحصل عليها الشركة من هذا المجال.
وقال ديفيد شافيرن المدير التنفيذي لتحالف وسائل الإعلام “يحتاج ناشرو الأخبار إلى مواصلة الاستثمار في الصحافة ذات الجودة الجيدة، ولن يمكنهم ذلك إذا أخذت المنصات ما تريده دون أن تدفع في المقابل. نريد أن تكون المعلومات مجانية، لكن يحتاج الصحافيون إلى تقاضي أجورهم”.
وقال التحالف إن الأرقام الواردة في الدراسة تبقى مجرّد تقديرات للإيرادات التي تحققها شركة غوغل من خلال استغلالها للمحتوى الإخباري. ويصعب تحديد قيمة المحتوى بسبب الطرق المختلفة التي تستخدمها الشركة لزيادة عدد الزيارات وتطوير منتجاتها وترسيخ هيمنتها.
4.7 مليارات دولار من الإيرادات حصلت عليها غوغل عام 2018 بفضل المحتوى الإخباري
وبالإضافة إلى استخدام محتوى الأخبار لتطوير خدماتها، مثل تدريب الذكاء الاصطناعي، تعمل شركة غوغل على تصميم منتجاتها لإبقاء المستخدمين داخل نطاق خدماتها، وتتطلب خططها الزيادة من استغلالها للمنصات الإخبارية.
ووفقا للتقرير، ارتفعت نسب التوجه من محرك بحث الشركة إلى مختلف مواقع ناشري الأخبار بأكثر من 25 بالمئة منذ يناير 2017 إلى 2018، لتصل إلى ما يقرب من 1.6 مليار زيارة أسبوعيا. وتزامن هذا مع تحول المستخدمين إلى محرك البحث للعثور على الأخبار.
وتبعا لذلك تزايدت أهمية الأخبار بالنسبة لغوغل. وقال شافيرن “تشير النتائج إلى استجابة الشركة لزيادة عدد المستخدمين الذين يبحثون عن الأخبار. إذ أنشأت برامج تبقي المتصفحين ضمن حدود خدماتها. ويعني هذا أن الأموال تعود إلى غوغل وليس إلى الناشرين الذين ينتجون المحتوى”.
وتسمح منتجات غوغل الإخبارية لها بجمع بيانات المستخدمين التي تساعدها في تحسين خدماتها الأساسية. ويقول التقرير: تجاوز عدد زوار خدمتها الإخبارية في الولايات المتحدة عدد زوار مواقع الأخبار البارزة في نيويورك تايمز، و”سي.أن.أن”، وهافينغتون بوست المسجل عام 2018.
وتابع شافيرن “طالبنا بإدخال تشريع من شأنه أن يوفر ملاذا لناشري الأخبار حتى يتمكنوا من التفاوض على شروط استغلال محتواهم مع منصات مثل غوغل وفيسبوك. أصبح هذا هو الحل الوحيد لتصحيح خلل السوق الحالية والذي يسمح للمنصات بالسيطرة على شبكة الإنترنت والبنية التحتية الإعلانية، والتحكم في من يرى محتوى الناشرين”.
وقدّم كل من النائب الديمقراطي ديفيد سيسيلين، والجمهوري دوغ كولينز، مشروع قانون من شأنه أن يحقق هذا. وتلقى مجلس النواب الأميركي مقترح “قانون المنافسة وحماية الصحافة” في 3 أبريل، وقدمه السيناتور جون كينيدي والسيناتور الديمقراطية عن ولاية مينيسوتا إيمي كلوبوشار إلى مجلس الشيوخ الأميركي في 3 يونيو.
وإذا كانت الولايات المتحدة لم تضع بعد حدودا لهيمنة عمالقة الإنترنت على المحتوى الإخباري، فإن الاتحاد الأوروبي قد وافق في مارس الماضي بصورة نهائية، على تعديلات لقوانين حماية حقوق النشر، تضمن حصول المبدعين ودور النشر على نصيب عادل من عائدات استغلال إنتاجهم في العصر الرقمي.
ويكتسب ناشرو المحتوى، بموجب بنود القانون الجديد، حقوقا وحمايات جديدة وقوية ضد شركات مثل غوغل وأبل وفيسبوك التي تعمل على جمع المحتوى بشكل روتيني من مواقعها وخدماتها ومشاركته دون دفع المال إلى المالك.
ويمنع القانون الجديد، شركات مثل أبل وفيسبوك وغوغل وغيرها من إعادة نشر عمل الآخرين، دون الحصول أولا على إذن من منشئي المحتوى ثم الدفع مقابل ذلك العمل.
وتقول غوغل إن أحد الاختبارات التي استخدمت من خلاله إصدارا معتدلا ممّا هو مقترح في إحدى المقالات المتعلقة بناشري الأخبار أدت إلى انخفاض بنسبة 45 في المئة في عدد الزيارات إلى المواقع.
وأوضحت أن التجارب أثبتت أن العديد من المستخدمين قد تحولوا بدلا من ذلك إلى مواقع غير إخبارية، ومنصات تواصل اجتماعي، ومواقع فيديو على الإنترنت، كنتيجة للتشريعات التي تهدف إلى دعم الصحافة عالية الجودة.
وقال كينت ووكر، نائب الرئيس الأول للشؤون العالمية في غوغل، إن عمليات البحث على غوغل قد زادت مع سعي المستخدمين إلى إيجاد طرق بديلة للعثور على المعلومات.
ونال الإصلاح موافقة أعضاء البرلمان الأوروبي نهاية مارس إثر تصويت عكس انقساما حادا (348 صوتا مؤيدا و274 معارضا وامتناع 26 عن التصويت).
كذلك أشاد رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر بانتهاء المسار الذي أطلق في سبتمبر 2016، لدى تقديم الهيئة التنفيذية الأوروبية هذا الإصلاح ذا التبعات المالية الكبيرة.
وأكد يونكر في بيان أن “أوروبا ستتزود بقواعد واضحة لتضمن مداخيل عادلة لمبتكري المضامين، وحقوقا كبيرة للمستخدمين”.