الناتو يحيي الذكرى السبعين لتأسيسه وسط جفاء ترامب للحلفاء

بروكسل - يجتمع وزراء خارجية دول الناتو في العاصمة الأميركية واشنطن، الأربعاء، للاحتفال بالذكرى السبعين لمعاهدة واشنطن المؤسسة للحلف، والموقعة في 4 أبريل 1949، وسط قلق الحلفاء من جفاء الرئيس الأميركي دونالد ترامب للحلف.
وبالإضافة إلى المسائل التقليدية حول العلاقات مع روسيا أو تقاسم الأعباء، فإن مسألة انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان وسوريا ستكون في خلفية النقاش، إلى جانب الموقف الواجب تحديده تجاه الصين.
ويريد الحلفاء في اجتماع واشنطن الوقوف على حقيقة موقف الإدارة الأميركية بشأن الحلفاء، والإجابة عن الأسئلة: ما هو الدفاع الجماعي، وأين يتوقف، إلى أي مدى يتم التعامل مع البلدان المتاخمة للتحالف؛ أوكرانيا وجورجيا بشكل خاص؟ وهناك سؤال آخر يتعلق بمعاهدة الوقود النووي المشع، وهو موضوع تمت مناقشته خلال مجلس الناتو وروسيا الأخير، في 25 يناير، على مستوى السفراء دون تحقيق نتائج حقيقية.
وستتم مناقشة “بناء قدرات شركاء مكافحة الإرهاب”، وكذلك قدرة الحلفاء على مواجهة الهجمات الإرهابية، وتطور الوضع في أفغانستان وسوريا والعراق بعد الهجمات الإرهابية، إضافة إلى إعلانات الانسحاب الأميركية التي تجب مراجعتها.
وخلال مؤتمر صحافي في مقر الناتو أعلن الأمين العام للحلف، ينس ستولتنبيرغ، أنه من المنتظر خلال اجتماع وزراء خارجية الناتو في واشنطن هذا الأسبوع إقرار تكثيف تدريب خفر السواحل الأوكرانية والجورجية، إلى جانب زيادة تردد سفن الناتو على الموانئ المطلة على البحر الأسود وإجراء تدريبات مشتركة وتعزيز تبادل المعلومات.
وتأسس حلف شمال الأطلسي قبل 70 عاما لمواجهة الاتحاد السوفييتي ومن بعده روسيا، لكنه اليوم يجد نفسه أمام معضلة غير مسبوقة تتمثل في انتقادات رئيس الولايات المتحدة.
ولكن إذا كانت مواجهة روسيا من بين أدوار حلف الأطلسي المعهودة، فإن المستجدات الداخلية ليست كذلك، مع إشارات من الرئيس الأميركي دونالد ترامب المتكررة بأن أعضاء الحلف الآخرين متطفلون.
وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إنه سيناقش مسألة الإنفاق وأشار إلى ألمانيا، التي تخطط لإنفاق دفاعي يبلغ أقل بكثير من 2 بالمئة ويتضاءل بحلول 2023.
وقال بومبيو خلال منتدى لمجلة ناشونال ريفيو “عندما أتحدث مع نظرائي، يبدأون بالقول إن ‘على أميركا أن تقوم بكذا وبكذا لأن روسيا تشكل تهديدا”، مضيفا “ثم تقول لهم هذا رائع. أخبروني بما أنتم مستعدون لفعله، فيجيبون بأن الأمر صعب، ناخبونا لا يرغبون بإنفاق المال على الدفاع”.
وتتناقض احتفالات 2019 بشكل كبير مع الاحتفالات بالذكرى الخمسين عام 1999، التي أقلقت روسيا وأغلقت خلالها الطرق في واشنطن بأسلوب لا يزال حديث سكان العاصمة الأميركية.
وزار القادة آنذاك البيت الأبيض في عهد الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون وانضم أعضاء جدد إلى الحلف -الجمهورية التشيكية والمجر وبولندا- بينما خطط القادة للخطوات المقبلة في إطار حملة قصف حلف شمال الأطلسي في صربيا.
وقال ديريك شوليت، الذي تولى ملف سياسة الدفاع الأميركية المرتبطة بحلف الأطلسي في عهد الرئيس السابق باراك أوباما، أن “مصدر القلق هو ترامب. هناك سحابة تخيم على كل ذلك” إذ يخشى أعضاء الحلف من “أن يكون العضو المؤسس للتحالف قد تحوّل إلى الجهة التي لا يمكن التنبؤ بخطواتها القادمة ولربما أكثر طرف لا يمكن التعويل عليه”.