"الميتوكوندريا".. محطات طاقة صغيرة في الجسم

المواظبة على ممارسة رياضات قوة التحمل مثل المشي والركض تقوي "الميتوكوندريا".
الأحد 2022/09/11
الجسم لا يمكنه أن يعمل دون طاقة

يوصي خبراء اللياقة البدنية بضرورة تناول الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات باعتدال حتى لا تُضعف “الميتوكوندريا”، مع مراعاة تقويتها من خلال المواظبة على ممارسة رياضات قوة التحمل مثل المشي والركض وركوب الدراجات الهوائية والسباحة. والميتوكوندريا هي أجزاء مُهِمَّة من الخلايا تأخُذ المواد الغذائية وتصنع الطاقة التي يُمكِن أن تستخدمها باقي الخلية، وهي عبارة عن محطات طاقة صغيرة توجد بالآلاف في خلايا الجسم.

كولن (ألمانيا) - قال البروفيسور إنجو فروبوزه إن “الميتوكوندريا” عبارة عن محطات طاقة صغيرة توجد بالآلاف في خلايا الجسم، وتتمثل مهمتها في إمداد الجسم بالطاقة اللازمة من خلال تحويل الكربوهيدرات والدهون إلى طاقة مفيدة.

وتبدأ التغييرات الحقيقية في الأمعاء الدقيقة لجميع الفئات الثلاث وهي البروتين والكربوهيدرات والدهون. وهو المكان الذي يتم فيه استخراج غالبية العناصر الغذائية من الطعام المتحلل الذي نتناوله.

ثم يتم تحويل الكربوهيدرات إلى سكريات بشكل عام ثم يتم تكسير السكريات إلى غلوكوز وفركتوز وغلاكتوز. والشيء الوحيد الذي يفصل الكربوهيدرات عن البروتينات والدهون هو سرعة معالجة الجسم. ويمكن تحويل بعض الكربوهيدرات إلى سكريات وتكون موجودة في مجرى الدم لاستخدامها بعد 60 ثانية من تناول الطعام. وهذا هو السبب في أن الرياضيين يفضلون تناول وجبات غنية بالكربوهيدرات قبل التدريبات الطويلة.

وبعد ذلك يدخل الجسم في حالة تحلل السكر أو تحلل الفركتوز الذي يحول هذه السكريات البسيطة إلى طاقة. ويتم تخزين السعرات الحرارية الزائدة من السكر التي لا يتم استخدامها على الفور في الكبد على شكل جليكوجين.

وأوضح عالم الرياضة بالجامعة الرياضية الألمانية في كولن أنه عند الإفراط في تناول الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات مثل البيتزا والباستا، ينشأ بشكل متزايد ما يعرف “بالجذور الحرة” التي تُضعف “الميتوكوندريا”، مما يؤدي إلى تخزين الدهون في الجسم ومن ثم البدانة، كما أنها تعجل بشيخوخة الخلايا.

ولتجنب ذلك، ينبغي تناول الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات باعتدال، مع مراعاة تقوية “الميتوكوندريا” من خلال المواظبة على ممارسة رياضات قوة التحمل مثل المشي والركض وركوب الدراجات الهوائية والسباحة.

ويوجد نوعان من الكربوهيدرات هما، الكربوهيدرات البسيطة وتتميز بأنها ذات طعم حلو وتتوفر في أطعمة مثل السكر الأبيض والعسل والمشروبات الخفيفة ومنتجات الألبان والحبوب، وتعتبر سهلة الهضم وترفع من مستويات السكر في الدم بسرعة.

بينما يتم هضم الكربوهيدرات المعقدة بسرعة أقل، بالإضافة إلى أنها تساعد في الحفاظ على الشعور بالشبع وعلى مستويات من الطاقة لفترة زمنية.

ويتواجد هذا النوع من الكربوهيدرات في الأطعمة مثل الخبز والأرز والبطاطا والبقوليات والمعكرونة بأنواعها، لذا يجب تناول أكبر كمية ممكنة من الكربوهيدرات المعقدة مع الألياف الغذائية، نظرا إلى أنها تزود الجسم بمستويات عالية من الطاقة وتساعد على الشعور بالشبع وتقوي الميتوكوندريا.

والميتوكوندريا هي أجزاء مُهِمَّة من الخلايا، لأنها تأخُذ المواد الغذائية وتصنع الطاقة التي يُمكِن أن تستخدمها باقي الخلية.

ويرى الخبراء أنه وراء كل عملية فسيولوجية يحتاجها الجسم للبقاء على قيد الحياة والازدهار مولدات الطاقة الخلوية المعروفة باسم الميتوكوندريا، فوظيفتها ضرورية للغاية لدرجة أن عددًا متزايدًا من العلماء يعتقدون أن طول عمر الميتوكوندريا قد حدد طول عمر كبار السن. ومن أخطر الظروف التي تسبب فقدان الحيوية الخلوية هو استنفاد وظيفة إنتاج طاقة الميتوكوندريا، حيث تحتاج الخلايا نشاطًا صحيًا للميتوكوندريا للقيام بعمليات الأيض التي تحافظ على الحياة. فعندما تضعف وظيفة الميتوكوندريا في خلايانا، تضعف كذلك حيوية الأعضاء مثل القلب والمخ أو في بعض الحالات الجسم بأكمله.

يؤكد خبراء الرياضة واللياقة البدنية أن رياضات قوة التحمل مثل المشي والجري والسباحة تحافظ على الميتوكوندريا، كما تحافظ أيضا على جهاز المناعة وتساعد على تقويته بما يجعله قادرا على الصمود أمام أنواع عديدة من الفايروسات. كما أجمعوا على أن رياضات قوة التحمل تعمل على تحسين خلايا مناعية معينة وتقي من انتشار العدوى، ودعوا إلى ممارستها باعتدال.

ممارسة رياضات قوة التحمل تعود بالفائدة بصفة خاصة على الأشخاص الذين تراجعت كفاءة جهازهم المناعي نتيجة تقدمهم في السن أو تعرضهم للضغوط اليومية

وقال البروفيسور الألماني إنجو فروبوزه إن رياضات قوة التحمل مثل المشي والجري وركوب الدراجات الهوائية والسباحة تعمل على تقوية جهاز المناعة، ومن ثمّ تقي من الإصابة بالعدوى.

وأضاف الأستاذ بجامعة كولن الرياضية أنه ينبغي ممارسة هذه الرياضات باعتدال ودون مبالغة، وإلا فإنها ستؤدي إلى نتائج عكسية، موضحا أنه يمكن الاستدلال على الممارسة المعتدلة من خلال القدرة على تجاذب أطراف الحديث أثناء الممارسة دون مشقة.

كما أشار ماركوس فانيك، المحاضر بالجامعة الألمانية للوقاية والإدارة الصحية بمدينة زاربروكين، إلى أن ممارسة رياضات قوة التحمل تعود بالفائدة بصفة خاصة على الأشخاص الذين تراجعت كفاءة جهازهم المناعي نتيجة تقدمهم في السن أو تعرضهم للضغوط اليومية. وتعرف قوة التحمل على أنها مظاهر القوة والطاقة التي تتيح للفرد تحمل جهد بدني أو عقلي لفترة طويلة من الزمن، وتؤدي زيادة هذه القوة إلى زيادة تحمل العبء وعدم الراحة والجهد الناتج عن ممارسة الفرد لنشاط ما، كما أن زيادتها تؤدي إلى تقليل التعرض للتعب والإعياء، ويمكن القول إن التحمل يقلل من الطاقة المبذولة لأداء الأنشطة اليومية.

وبحسب خبراء اللياقة البدنية يجب ممارسة تمارين تقوية عضلة القلب والتي تساعد جميعها على زيادة قوة التحمل بما لا يقل عن 150 دقيقة أسبوعيًا، وهو ما يوازي 30 دقيقة على مدار 5 أيام في الأسبوع.

ولأن ممارسة التمارين أو الرياضة تعد أمرًا تكامليًا ومهما للغاية، يمكن توزيع الأرقام السابقة على مدار الأسبوع للحصول على نفس النتائج، كما يجب التنويه إلى ضرورة زيارة الطبيب قبل البدء في أي نشاط جسماني للتأكد من جاهزية الجسم لمثل هذا النشاط.

16