المواجهة مع حزب الله تبعد أمل العودة لدى سكان شمال إسرائيل

ما يثقل الأجواء والشعور بالخوف إطلاق الصواريخ من لبنان واعتراضات الدفاع الجوي الإسرائيلي التي تملأ السماء بانفجارات مدوية.
الأربعاء 2024/09/25
لا أحد يضمن أن هجوم أكتوبر لن يتكرر في الشمال

حيفا (الأراضي الفلسطينية) - لا يأمل مناحيم شارون في العودة قريبا إلى منزله في بلدة كريات شمونة في شمال إسرائيل ومثل غيره من السكان الذين فروا من المنطقة القريبة من لبنان، يتوقع حربا جديدة مع حزب الله.

ومع تصاعد المواجهات وأعمال القصف بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله المدعوم من إيران في الأيام الأخيرة، يقول شارون الذي لجأ قبل عدة أشهر إلى يوكنئام إيليت في منطقة حيفا، ثالث مدن البلاد، "أعتقد أن الأمر سيستغرق عاماً آخر قبل أن نتمكن من العودة إلى منزلنا". ويضيف أن المواجهات “تدفع للاعتقاد بأننا نتجه نحو الحرب، ولكن بعد ذلك سنكون قادرين على العودة”.

ومنذ اندلاع الحرب في قطاع غزة بعد الهجوم غير المسبوق الذي شنته حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في 7 أكتوبر في إسرائيل، أعلن حزب الله مساندة غزة عبر قصف شمال إسرائيل. وتم إجلاء عشرات الآلاف من سكان الشمال من المناطق القريبة من الحدود، وما زال نحو 60 ألفا منهم داخل البلاد، بحسب البيانات الرسمية. وتمارس ضغوط على الحكومة لتأمين عودتهم.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت في 10 سبتمبر "لدينا مهمة هنا لم تنجز بعد، وهذه المهمة هي تغيير الوضع الأمني وإعادة الناس إلى منازلهم".

ومنذ ذلك الحين، كثف الجيش الإسرائيلي غاراته الجوية التي يعلن أنها تستهدف مواقع حزب الله في لبنان. وأدت غارات كثيفة واسعة النطاق الاثنين إلى مقتل 558 شخصا على الأقل وفقا للسلطات اللبنانية، وهي أكبر حصيلة منذ الحرب الأخيرة بين إسرائيل ولبنان في عام 2006.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأحد إن بلاده “لا يمكنها أن تتسامح مع إطلاق النار على سكانها”، وإنه عازم على التحرك من أجل عودة السكان إلى الشمال. وقال الجيش إن العملية ضد حزب الله ستستمر وتتسع.

◙ مناحيم شارون، وهو مدرس، غيَّر مكان إقامته نحو عشر مرات وغيَّر مهنته وحياته منذ نحو سنة منذ بدء الحرب

وقال شارون، وهو مدرس يبلغ من العمر 29 عاماً، غيَّر مكان إقامته نحو عشر مرات وغيَّر مهنته وحياته منذ نحو سنة منذ بدء الحرب “قد ينتهي الأمر خلال شهر، أو ثمانية أشهر، أو سنتين، لا يمكننا أن نعرف ماذا سيحدث”.

وعلى الرغم من رغبته في العودة إلى منزله، يقول إن الأمر يتطلب “إصلاح البنية التحتية” والمنازل التي تم إخلاؤها، وتأمين المنطقة. ويضيف “لا أحد يضمن لي أن ما حدث في 7 أكتوبر 2023 لن يتكرر مرة أخرى في الشمال”.

وأسفر هجوم حماس حينها عن مقتل 1205 من الأشخاص في الجانب الإسرائيلي، غالبيتهم من المدنيين، بحسب بيانات إسرائيلية رسمية. وضمن العدد رهائن قُتلوا أو لقوا حتفهم أثناء احتجازهم في قطاع غزة.

وديدي التي تحدوها الرغبة نفسها في العودة إلى حياتها السابقة هي على قناعة بأن كل شيء قد تغير. واستقرت مدرّسة المسرح واليوغا البالغة من العمر 44 عاما في منطقة كليل، على بعد نحو ثلاثين كيلومترا إلى الجنوب من منزلها في كيبوتس أدميت، على الحدود مع لبنان.

وتقول ديدي التي فضلت عدم ذكر اسمها كاملا، “لست خائفة على الإطلاق، لكن الانتظار محبط. أعتقد أنه لن يعود أيّ شيء إلى ما كان عليه من قبل في إسرائيل، لأن ما حدث جنوني تماما”. ومثل الكثيرين، تبدو الحرب حتمية بالنسبة إليها. وتقول ”حتى وإن كان الأمر محزنا، خوض إسرائيل هذه الحرب جيد وكان لا بد منها على أي حال”، موضحة أنها لا تملك “الحل”.

وما يثقل الأجواء والشعور بالخوف إطلاق الصواريخ من لبنان واعتراضات الدفاع الجوي الإسرائيلي التي تملأ السماء بانفجارات مدوية، وسط هدير الطائرات العسكرية الذي لا يهدأ.

وبدوره غادر إيدو روفين، وهو مرشد سياحي يبلغ من العمر 27 عاما، كريات شمونة إلى قرية جفعات أفني التي استأجر فيها منزلا وتعرضت لقصف صاروخي الاثنين. ويقول روفين “تبدو الأيام المقبلة صعبة، لكن يجب أن نأمل أن تسير الأمور نحو الأفضل”. لكنه يضيف أنه يعيش يوميا تجارب صعبة يختبر خلالها تقلب مشاعره بين الخوف والقلق والحزن والارتياح.

 

اقرأ أيضا:

       • هل مازال بالإمكان تفادي الحرب الشاملة بين حزب الله وإسرائيل

6