المهدي يناشد البشير الاستقالة قبل "المليونية"

الخرطوم - ناشد رئيس حزب الأمة السوداني المعارض الصادق المهدي الجمعة، الرئيس عمر حسن البشير بتقديم استقالته من رئاسة البلاد، وحل المؤسسات الدستورية فضلا عن رفع حالة الطوارئ وإطلاق سراح كافة المعتقلين وتكوين جمعية تأسيسية من 25 عضوا تعمل على إقرار نظام جديد.
يأتي ذالك قبل يوم من المواكب المليونية التي دعا إليها تجمع المهنيين (هيكل نقابي غير رسمي) تحت عنوان “السودان الوطن الموحد”، في تصعيد جديد للحراك الشعبي الذي بدأ قبل أكثر من ثلاثة أشهر.
وطالب المهدي الذي يرأس كذلك تحالف “نداء السودان” المعارض بتوسيع المشاركة في المليونية السبت والتي ستجدد العهد مع المطالبة بإسقاط النظام. وأهاب زعيم الأمة بأنصاره للمشاركة في التظاهرة المعلنة والالتزام بالسلمية.
وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها أمام المئات من أنصاره في أم درمان (المدينة التوأم للعاصمة الخرطوم) إن “استجابة الرئيس البشير لمناشدات بالتنحي عن الحكم طواعية ستمثل محمدة له لاسيما وأن هناك عدة عوامل تمنع الرئيس من ممارسة كافة صلاحيات الرئاسة”، وأضاف أن “الحلم الصامد أقوى من السلاح”.
وتتوافق المسيرة المليونية السبت مع الذكرى الـ34 للإطاحة بالرئيس جعفر نميري الذي حكم البلاد بقبضة من حديد لمدة 16 عاما، وعاش السودان على أيامه الأخيرة ظروفا مشابهة للواقع الذي تعيشه البلاد الآن، قبل أن ينجح الشارع في إزاحته بعد انحياز الجيش للأخير.
واللافت أن المسيرة التي يحشد لها اليوم ستتوجه صوب القيادة العامة للجيش السوداني في العاصمة وقياداتها المختلفة في كل أقاليم السودان، بعد أن فشلت محاولات سابقة في الوصول إلى القصر الجمهوري.
ويرى مراقبون أن اختيار “تجمع المهنيين” والقوى المتحالفة معه ضمن جبهة “الحرية والتغيير” مقرّ القيادة العامة للجيش كنقطة وصول، هو بمثابة دعوة للاقتداء بالجيش الجزائري والانحياز لمطالب المحتجين الرافضين لاستمرار حكم البشير القابض على مفاصل السلطة منذ 30 سنة.
وقال رئيس حزب المؤتمر السوداني المعارض وعضو تجمع المهنيين المنظم للاحتجاجات عمر الدقير في وقت سابق “ما حدث في الجزائر يثبت أن إرادة الشعوب لا تقهر وقطعا ستعطي السودان طاقة جديدة لموكب السادس من أبريل والذي دعا له تحالف الحرية والتغيير”.
ويشهد السودان منذ 19 ديسمبر الماضي احتجاجات على تردي الأوضاع الاقتصادية، ثم ارتفع سقف المطالبات بتنحي البشير. وتعاملت قوات الأمن السودانية بقوة مع المحتجين ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى فضلا عن المئات من المعتقلين.
وعلى وقع استمرار الحراك اضطر الرئيس السوداني، في 22 فبراير الماضي، إلى إعلان حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد لمدة عام.