المهاجرون ينهون ابتزازات تركيا بمغادرة حدود اليونان

الآلاف من المهاجرون يفقدون الأمل في عبور الحدود الأوروبية بعد أن استخدمهم نظام أردوغان كورقة مساومة مع الأوروبيين.
السبت 2020/03/28
عادوا أدراجهم

أنقرة - غادر الآلاف من المهاجرين واللاجئين الحدود التركية اليونانية، الجمعة، بعد أن حثتهم أنقرة على العبور نحو قلب أوروبا في خطوة أثارت الكثير من الجدل.

وقالت مصادر إن المهاجرين غادروا بعد أن فقدوا الأمل في إمكانية فتح الحدود الأوروبية لهم للعبور نحو دول الاتحاد الذي أعرب في وقت سابق عن خيبة أمله من استخدام تركيا لهؤلاء كورقة لتحصيل مكاسب سياسية أو مادية.

وجاء في تقرير لموقع أحوال تركية أن طالبي اللجوء قد أبلغوا، الجمعة، موظفي دائرة الهجرة بولاية أدرنة (شمال غرب)، بفقدانهم الأمل في فتح السلطات اليونانية الحدود أمامهم للتوجه إلى البلدان الأوروبية الأخرى.

ويأتي ذلك بعد أن أقنع موظفو الهجرة طالبي اللجوء بأن بقاءهم في العراء يشكل خطرا عليهم من انتشار وباء كورونا المستجد الذي اجتاح تركيا كذلك، حيث أعلن طالبو اللجوء أنهم يرغبون في مغادرة المنطقة الحدودية.

وتم نقل طالبي اللجوء بحافلات بتنسيق من إدارة الولاية الحدودية إلى أما كن الحجر الصحي في إطار التدابير المتخذة ضد انتشار فايروس كورونا، ومن ثم سينقلون إلى المناطق المناسبة في تركيا.

طالبو اللجوء تم نقلهم بحافلات إلى أماكن الحجر الصحي في إطار التدابير المتخذة ضد انتشار فايروس كورونا المستجد

وتأتي تحركات اللاجئين لتظهر تناقضات المسؤولين الأتراك حيث قال، الخميس، وزير الداخلية التركي سليمان صويلو، إن نحو 150 ألفا و600 طالب لجوء قد عبروا إلى اليونان من البر والبحر منذ 28 فبراير الماضي.

وأشار صويلو إلى وجود 4 آلاف و600 شخص ينتظرون أمام معبر بازاركوله الحدودي الفاصل بين تركيا واليونان.

وعلى الرغم من هذه الإجراءات التركية، إلا أن مسؤولين في الاتحاد الأوروبي أكدوا التزامهم باتفاقية الهجرة التي أبرموها مع أنقرة العام 2016، بينما قالت تركيا إنها تعمل على خارطة طريق لتحديث الاتفاقية.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد قال في تصريحات سابقة “إن تركيا قامت بدورها لمنع تدفق المهاجرين إلى أوروبا، بينما لم يف الاتحاد الأوروبي بالتزاماته وفقا لاتفاقية عام 2016، بما في ذلك إرسال مساعدات مالية بقيمة 6 مليارات يورو وتسريع محادثات انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي”.

وأعلن أردوغان أن تركيا سوف تبقي بواباتها الحدودية مفتوحة حتى يلبي الاتحاد الأوروبي مطالب أنقرة، بما في ذلك حرية التنقل، وفتح ملفات محادثات الانضمام، وتحديث اتفاق الاتحاد الجمركي والدعم المالي.

وحاول عشرات الآلاف من المهاجرين دخول اليونان، العضو بالاتحاد الأوروبي، بعد أن قالت تركيا يوم 28 فبراير إنها لن تبقيهم على أراضيها وفقا لاتفاق أبرمته مع بروكسل في 2016 مقابل مساعدات من الاتحاد الأوروبي.

ولكن خطط تركيا للابتزاز باءت بالفشل الذريع بعد تشدد الجانب اليوناني بعدم فتح الحدود أمام أي مهاجر ترسله تركيا إلى حدودها.

وتبقي اليونان حدودها مغلقة أمام المهاجرين وتتصدى بشدة للمتسللين، ما أثار انتقادات نشطاء حقوق الإنسان. وتكتظ مخيمات اللجوء في اليونان باللاجئين.

Thumbnail

ومثلت الحدود اليونانية التركية مسرحا للاشتباكات بين المهاجرين وحرس الحدود اليوناني من جهة، وبين القوات التركية واليونانية من جهة أخرى.

وتراشق الجانبان لأكثر من شهر بالاتهامات حول المتسبب في مقتل عدد من اللاجئين على الحدود غالبيتهم سوريون.

وكانت تركيا تسعى للحصول على دعم غربي في المواجهة التي فُتحت بينها وبين قوات الجيش السوري في محافظة إدلب والتي تعد آخر معقل للجماعات المسلحة المدعومة من أنقرة.

ودفعت أنقرة ثمنا باهظا خلال هذه المعركة بعد مقتل 34 جنديا تركيا في ضربة صاروخية واحدة، وهو ما جعلها تتحرك سريعا من خلال التلويح بفتح الحدود أمام اللاجئين لإرغام حلفائها في حلف شمال الأطلسي على دعمها في المواجهة مع دمشق وحليفها الروسي.

5