الملاكمة تخفف متاعب الباركنسون

برلين - قال الدكتور والتر فاجنر إن ممارسة رياضة الملاكمة تساعد على تخفيف متاعب مرضى الباركنسون (الشلل الرعاش).
وأوضح أخصائي الطب الرياضي الألماني أن رياضة الملاكمة تعمل على تدريب مهارات التنسيق والسرعة وقوة التحمل.
جدير بالذكر أن مرض الباركنسون هو اضطراب تنكسي في الجهاز العصبي المركزي، يؤثر بشكل رئيسي على الجهاز الحركي، وتتمثل أبرز أعراضه في ارتعاش اليدين وبطء الحركة وتيبس العضلات.
وأظهرت دراسة تجريبية أن برنامج ملاكمة مجتمعي مدته ثلاثة أشهر، خفّف بشكل كبير، الأعراض الحركية وغير الحركية لدى البالغين المصابين.
ويصيب مرض باركنسون، وهو مرض عصبي تدريجي، الأشخاص المصابين بالشلل الدماغي وبمشاكل في الحركة، ويمكن أن تختلف الأعراض بين الأشخاص وتشمل الارتعاش، وحركة بطيئة، وتصلب الأطراف، ومشاكل التوازن.
ووفق موقع “هالث لاين” لا يوجد حتى الآن علاج لمرض باركنسون، لكن يعتقد بعض الباحثين أن التمارين عالية الكثافة قد تبطئ معدل تقدم المرض عن طريق تعزيز التغيرات العصبية في الدماغ. وحظيت الملاكمة على وجه الخصوص بالكثير من الاهتمام لقدرتها على المساعدة في إدارة تقدم المرض.
وذكر الموقع أن 3000 شخص في أميركا الشمالية شاركوا في دروس في الملاكمة للمساعدة في إدارة مرض باركنسون.
ودروس الملاكمة لمرض باركنسون تمارين غير قتالية، لا يتم فيها نزال؛ بل تتضمن الفصول عادة، تمارين تساعد المريض على تحسين التنسيق بين اليد والعين وخفة الحركة والسرعة والقدرة على التحمل والقوة.
تمارين الملاكمة عالية الكثافة قد تبطئ معدل تقدم المرض عن طريق تعزيز التغيرات العصبية في الدماغ
وتراوح مدة فصول الملاكمة بين 30 و90 دقيقة، وتشمل تمارين الإطالة والإحماء، وأكياس سرعة اللكم والحقائب الثقيلة، وتمارين القدم وخفة الحركة، وحبل القفز، وتمارين تحسين اللياقة العامة، والجمباز وتدريب الدائرة، والتمارين الصوتية.
وتقدم أكثر من 800 صالة رياضية دروساً في الملاكمة للذين يعانون من الشلل الرعاش، منتسبة إلى منظمة “روك ستادي للملاكمة” غير الربحية. وتكون الفائدة من الملاكمة للمرضى عندما تبدأ الخلايا العصبية التي تنتج الدوبامين في الموت في جزء من الدماغ.
وأوضحت الدراسة أن التمارين عالية الشدة، مفيدة بشكل خاص لإبطاء تقدم الشلل الرعاش.
وفي دراسة 2014، أجرى الباحثون عملية فحص لفوائد العلاج الطبيعي عالي الكثافة مع التدريب على المشي، والتقوية، وإدراك الإشارات على مجموعة من 30 مشاركاً في المراحل المبكرة من المرض، ووجدوا أن برنامج التمرين يحفز مستويات متزايدة من “عامل التغذية العصبية المستمد من الدماغ”، وكانت له تأثيرات على أعصاب الخلايا التي تنتج الدوبامين.
وفي عام 2018، وجد الباحثون أن برنامجاً للمشي المكثف، ركض فيه المشاركون بمعدل 80 إلى 85 في المئة من الحد الأقصى لمعدل ضربات القلب ثلاث مرات في الأسبوع، لم يلاحظوا أي تغيير في شدة أعراضهم على مدى 6 أشهر.
وقدّم الباحثون دراسات سابقة تدعم استخدام الملاكمة للمساعدة في السيطرة على أعراض الشلل الرعاش.
كما تحسن رياضة الملاكمة من صحة الجهاز الدوراني للجسم والذي يشتمل على القلب والأوعية الدموية؛ حيث إن التمارين التي تتطلب قفزاً في الهواء في هذه الرياضة تحمي الشخص من الإصابة بأمراض القلب وتزيد من كفاءة عمله ليكون قادراً على بذل المزيد من المجهود البدني، ولا بد أن يكون الشخص مُنتبهاً إلى الحفاظ على معدل ضربات القلب التي قد تزيد أثناء تمارين الملاكمة.