المغرب يستفيد من الخبرة البريطانية في تطوير جودة التعليم العالي

دعم التعاون وتبادل الخبرات حول مختلف الجوانب ذات الصلة بمجال إدارة الجودة في التعليم العالي، الذي يعنى بتحسين وتطوير الأداء التعليمي بصفة مستمرة من خلال الانفتاح على النظم التعليمية ذات المعايير الدولية والاستفادة من خبراتها يعدان أفضل طريقة لتطوير التعليم العالي في المغرب، بحسب ما خلص إليه المؤتمر الدولي الذي نظمه المجلس الثقافي البريطاني والأيسيسكو والجمعية المغربية البريطانية بالتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر في المغرب، حول موضوع “تنمية ثقافة الجودة في التعليم العالي”.
واعتبرت الوزيرة المنتدبة لدى وزير التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الأطر في الحكومة المغربية، جميلة المصلي في تصريحها لـ”العرب” أن إصدار القانون المتعلق بإحداث وكالة لتقييم وضمان جودة التعليم العالي والبحث العلمي، يعد خطوة كبيرة نحو تعزيز مقاربة الجودة في هذا القطاع.
وشددت الوزيرة على أن وضع وكالة تقييم جودة التعليم حيز التطبيق يعد خطوة نوعية نحو توفير إطار مؤسساتي مستقل ومتخصص سيضطلع بمهام تقييم وضمان جودة مؤسسات التعليم العالي العام والخاص، ومؤسسات البحث العلمي، وكذا تقييم مسالك التكوين وهياكل وأنشطة البحث العلمي، فضلا عن أنشطة مراكز الدراسات في الدكتوراه.
وفي هذا الإطار، أبرزت الوزيرة أن محور ضمان الجودة شكل إحدى الدعائم الأساسية التي ترتكز عليها الخطة الاستراتيجية التي أعدتها الوزارة تنفيذا للرؤية الاستراتيجية للإصلاح 2015-2030 للمجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي. وأضافت أن جودة التعليم العالي والبحث العلمي، توجد في صميم سياسة الحكومة المغربية حيث تعد إحدى الركائز الاستراتيجية لخطة عمل الوزارة 2013-2016، خاصة المشروع السابع المتعلق بإحداث نظام التأمين وتطوير الجودة عبر إنشاء وكالة وطنية للتقييم، وإحداث نظام للتقييم المؤسساتي الداخلي والخارجي، وتحسين إجراءات اعتماد مسالك التكوين، وإنشاء مرصد لملاءمة التكوين الجامعي مع متطلبات المحيط الاقتصادي والمهني.
وخلصت المصلي إلى التأكيد أن المغرب مقبل على إصلاحات رائدة في مجال التعليم والتكوين وهي من أهم مداخل الإصلاح المنشودة لتوطيد النظام الوطني للتقييم وضمان الجودة في التعليم، مشيرة إلى أن المؤتمر ناقش آليات تعزيز ثقافة الجودة، وتشخيص الصعوبات التي تطرح في هذا المجال على الصعيدين الوطني والعالمي، ومناقشة السبل الناجعة لوضع الاستراتيجيات وخطط العمل الكفيلة بضمان الجودة في التعليم، وتطوير مقاربات جديدة لدعم سياسات التعليم العالي والممارسات الحديثة المعتمدة في الجامعات المغربية.
تجدر الإشارة إلى أن المؤتمر الدولي الذي تناول مسألة حول “تنمية ثقافة الجودة في التعليم العالي” عرف مشاركة عدد من الخبراء المختصين من المملكة المتحدة، ودول شمال أفريقيا والشرق الأوسط وكينيا، ورؤساء عدد من الجامعات، وباحثين وممثلي منظمات بحثية، ومؤسسات تأمين الجودة والاعتماد. وهو مؤتمر اعتبره المتتبعون لشؤون التعليم فرصة سانحة للوفود المشاركة لتقديم تجاربها، والتعرف على السياسة المرتبطة بضمان الجودة في المملكة المتحدة وآثارها على المؤسسات، ودراسة سبل إنشاء فضاء للتبادل يمكّن من تعزيز التعاون جنوب- جنوب، وشمال- جنوب.