المغرب يحتفي بـ"ليلة المتاحف"

موعد ثقافي بارز يعيد الروح إلى المعروضات ويمنح الزوّار تجربة فريدة.
السبت 2025/06/28
حوار بين القفطان التقليدي ونظيره المعاصر

الرباط - في أمسية استثنائية تفيض بالفن والتراث، احتفى المغرب بـ“ليلة المتاحف”، الحدث السنوي الذي تحوّل إلى موعد ثقافي بارز يعيد الروح إلى المعروضات ويمنح الزوّار تجربة فريدة تمتدّ حتى منتصف الليل.

مساء الخميس، فتحت مختلف الفضاءات المتحفية أبوابها مجانًا أمام الزوّار، في مبادرة نظّمتها المؤسسة الوطنية للمتاحف، وشملت هذا العام 16 فضاءً في الرباط، و15 في الدار البيضاء، و15 في مراكش، و11 في طنجة، و4 في تطوان، وفضاءين في أصيلة، و5 في جهة فاس – مكناس، بالإضافة إلى متاحف في مدن الصويرة وآسفي وأغادير وزاكورة.

وافتُتحت الليلة بإطلاق معرضين بارزين، هما “آفاق متحرّكة”، بمتحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر، يوثّق مئة عام من التجريب الفني في المغرب، ويقدّم، من خلال الأعمال الفنية وتحقيبها، قراءة في التحوّلات الاجتماعية والسياسية التي شكّلت المشهد التشكيلي المغربي.

و“قفطان الأمس، نظرة اليوم”، في المتحف الوطني للحلي بقصبة الأوداية، وهو معرض يحتفي بإبداعات المصمّمة المغربية فضيلة الكادي، ويعيد تقديم القفطان المغربي برؤية معاصرة تحافظ على جذوره التراثية.

ومزجت تصاميم فضيلة الكادي بين البراعة الحرفية والخطوط العصرية، لتجسّد حيوية عريقة منفتحة على العالم. ويربط المعرض بين الإبداع المعاصر والإرث الغني، مسلّطًا الضوء على الحرف المتوارثة والعمق الرمزي للزخارف، في تكريم لذاكرة الزيّ التقليدي باعتباره لغة حيّة ومعبرة.

وأكدت الكادي، في هذا السياق، أن المعرض يُمثّل حوارًا بين القفطان التقليدي ونظيره المعاصر، مضيفةً أنها استلهمت إبداعاتها من مختلف جهات المملكة. كما شدّدت على أهمية الحفاظ على التراث وحماية الموروث الثقافي الوطني، مشيرةً إلى أنها أسّست مدرسة لفنون التطريز، تُكوّن فيها شبابًا من أوساط هشّة في مهن الحرف التقليدية.

من جهته، أوضح مفوّض المعرض أمين بوسحابة أن “قفطان الأمس، نظرة اليوم” يضمّ قفاطين قديمة من المجموعة الرائعة للمتحف، يعود بعضها إلى القرن الثامن عشر، إلى جانب تصاميم معاصرة لفضيلة الكادي، تتميّز بغنى الأقمشة والإبداع الفني.

1

18