المغرب وإثيوبيا يعززان الشراكة العسكرية في قلب القارة الأفريقية

زيارة المفتش العام المغربي لإثيوبيا تهدف لتوقيع اتفاقيات عسكرية شاملة تغطي مختلف جوانب التعاون، ما يعكس عزم البلدين على بناء شراكة استراتيجية متكاملة وقوية.
السبت 2025/04/26
تحالف استراتيجي مغربي إثيوبي

الرباط - بحث محمد بريظ، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية بالمغرب، مع رئيس الأركان العامة الإثيوبي برهانو جولا، في أديس أبابا سبل تعزيز التعاون العسكري بين البلدين، في خطوة تعكس التزامهما بتعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي. 

وتباحث الطرفان بشأن مجموعة من المواضيع تهم التعاون العسكري المشترك، في لقاء جمع جولا وبريظ، على هامش زيارة الأخير لإثيوبيا بين الأربعاء والسبت، بحسب بيان للجيش المغربي صدر الجمعة.

وخلال الاجتماع، تبادل الطرفان وجهات النظر حول مجموعة واسعة من القضايا ذات الاهتمام المشترك في المجال العسكري، معربين عن "ارتياحهما للديناميكية الجديدة التي تعرفها العلاقات العسكرية بين البلدين"، مما يشير إلى مرحلة واعدة من التقارب والتعاون الاستراتيجي. وازدهارا للقارة.

وتستند العلاقات المغربية الإثيوبية إلى تاريخ طويل من الاحترام المتبادل والتنسيق على مستوى القارة الأفريقية، فقد كان البلدان من الأعضاء المؤسسين لمنظمة الوحدة الأفريقية، ولعبا دورا محوريا في تعزيز العمل الأفريقي المشترك.

وتتميز سياستهما الخارجية بالاعتدال والسعي نحو حل النزاعات وتعزيز الاستقرار الإقليمي، وقد شهدت السنوات الأخيرة زخما متزايدا في العلاقات الثنائية، تجسد في الزيارات الرسمية المتبادلة بين كبار المسؤولين في مختلف القطاعات.

وتُعد زيارة العاهل المغربي الملك محمد السادس إلى أديس أبابا في نوفمبر 2016، علامة فارقة في مسار العلاقات الثنائية، حيث أكدت القيادتان على أهمية تعزيز التعاون في مختلف المجالات، بما في ذلك المجال الأمني والعسكري. هذه الزيارة التاريخية وفرت دفعة قوية لتطوير الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.

وفي هذا السياق الإيجابي، تناولت المباحثات بين الفريق أول بريظ والمشير جولا، وفق البيان، مشروع اتفاق يهم مختلف أوجه التعاون العسكري الثنائي، يهدف لتعزيز وتطوير آفاق هذه الشراكة، والذي سيتم توقيعه بين البلدين في القريب العاجل".

وعلى الرغم من عدم الكشف عن تفاصيل محددة حول بنود الاتفاقية إلا أن الإشارة إلى شموليتها لمختلف جوانب التعاون العسكري تشير إلى عزم البلدين على بناء شراكة استراتيجية متكاملة.

كما عقد الفريق أول بريظ اجتماعا منفصلا ومثمرا مع وزيرة الدولة للدفاع الإثيوبية، مارتا لويجي، حيث استعرض الجانبان سبل تعزيز التعاون العسكري بين البلدين.

ولم تقتصر الزيارة على اللقاءات الرسمية، بل شملت جولة تفقدية قام بها الوفد المغربي لعدد من المنشآت والمعاهد العسكرية التابعة لقوات الدفاع الوطني الإثيوبية.

وشملت هذه الجولة، بحسب البيان، إدارة أمن الشبكات المعلوماتية، ومعهد الذكاء الاصطناعي، وقاعدة بيشوفتو الجوية الاستراتيجية الواقعة في وسط البلاد، بالإضافة إلى مصنع الذخيرة.

وهذه الزيارات الميدانية تعكس حرص الجانب المغربي على الاطلاع عن كثب على القدرات الدفاعية الإثيوبية واستكشاف إمكانيات التعاون العملي في مختلف المجالات العسكرية.

وتأتي هذه المباحثات في سياق إقليمي ودولي يشهد تحديات أمنية متزايدة، بما في ذلك الإرهاب والجريمة المنظمة والنزاعات الإقليمية، ويدرك المغرب وإثيوبيا أهمية التعاون والتنسيق لمواجهة هذه التحديات بشكل فعال.

ويتمتع المغرب بخبرة معترف بها في مجال مكافحة الإرهاب، بينما تلعب إثيوبيا دورا محوريا في استقرار منطقة القرن الأفريقي، وتعكس هذه المباحثات رؤية مشتركة لأهمية بناء تحالفات أمنية إقليمية قوية.

وتُعد إثيوبيا قوة إقليمية صاعدة في شرق أفريقيا، تشهد نموا اقتصاديا متسارعا وتعزز دورها في تحقيق الاستقرار الإقليمي، وبالمثل، يعتبر المغرب فاعلاً أساسيًا في منطقة شمال أفريقيا، يتمتع بعلاقات قوية مع دول أفريقيا جنوب الصحراء ويقود جهودا لمكافحة الإرهاب وتعزيز التعاون الإقليمي، ويمثل إن تضافر جهود هاتين القوتين الإقليميتين قوة دافعة للتعاون الأفريقي.

وتمثل هذه المباحثات خطوة محورية نحو بناء تحالف استراتيجي متين بين المغرب وإثيوبيا في المجال العسكري.

وفي ظل التحديات الأمنية المتزايدة التي تواجه القارة الأفريقية، يكتسب هذا التعاون أهمية قصوى في تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي والقاري، كما يعكس التزام القيادتين بتعميق هذه الشراكة إدراكا مشتركا لأهمية العمل الأفريقي المشترك لبناء مستقبل أكثر أمانا